عبرت أوساط محلية ومواطنون في كل من الضالع وردفان والحبيلين عن ارتياحهم واستحسانهم للأمن الذي فرضته القوات الأمنية والعسكرية في هذه المناطق تحسباً لاندلاع أي أحداث شغب وفوضى في تلك المناطق خاصة بعد أن كانت أعمال الشغب والتخريب قد طالت خلال اليومين الماضيين الممتلكات الخاصة والعامة. وأفادت مصادر محلية بمحافظة الضالع أنه في الوقت الذي لا يفضل المواطنون المشاهد العسكرية في محافظتهم، إلا أن الحفاظ على الأمن والاستقرار والسكينة العامة من واجبات الدولة وأجهزتها المختلفة، مؤكدين أنه لا معنى لخلو المحافظة من الآلات العسكرية في الوقت الذي تشهد فيه المحافظة أعمالاً تخريبية وإقلاق الأمن والسكينة العامة وأحداث فوضاوية وعمليات نهب طالت الممتلكات الخاصة والعامة، وعلى هذا السياق فقد عاشت مدينة الضالع لليوم الرابع على التوالي وضعاً غير طبيعي بسبب المسيرات الاحتجاجية التي يرافقها أعمال شغب وقطع الطرقات اضطرت الأجهزة الأمنية لتفريق منفذيها عبر استخدام القنابل المسيلة للدموع وإطلاق الرصاص الحي في الجو، الأمر الذي أدى إلى سقوط المواطن عبدالفتاح سيف عبدالله قتيلاً وجرح أربعة آخرين إثر أعمال الشغب يوم أمس وهم ياسين علي أحمد، وضاح عبدالله محمد، حسن ناصر الردفاني، عبود محمد يحيى. وفي هذا السياق قامت الأجهزة الأمنية بإغلاق الضالع أمام القادمين من مديريات جحاف والشعيب وقعطبة الذين يسعون إلى الدخول لمدينة الضالع لتنفيذ المسيرات الاحتجاجية وأعمال الشغب في الضالع يومنا هذا الخميس كتعبير احتجاجي منهم وتضامناً مع المعتقلين كي يتم الإفراج عنهم، من جانبها أفادت مصادر خاصة ل"أخبار اليوم" بالضالع أن أفراد النقطة الأمنية في منطقة "سناح" فأمروا بمنع الأستاذ/ سعيد مثنى الربية رئيس المكتب التنفيذي للتجمع اليمني للإصلاح بالضالع من الدخول إلى مدينة الضالع، الأمر الذي لاقى استنكاراً واستياءًً واسعاً، واضطر "الربية" إلى العودة إلى دمت منتظراً تراجع السلطات عن تصرفها هذا. إلى ذلك وأمام هذه الإجراءات اعتبر اللقاء المشترك بالضالع الإجراءات التي اتخذتها الأجهزة الأمنية يدخل محافظة الضالع في عزلة عن بقية المحافظات، وأدان المشترك بالضالع حملة الاعتقالات التي قامت بها السلطة لعدد من قادة الحراك السياسي، ودعت السلطة إلى الإفراج الفوري عن المعتقلين ووقف المداهمات والملاحقات خارج إطار الدستور والقانون. كما عبرت أحزاب اللقاء المشترك بالضالع عن إدانتها لممارسات العنف والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة وقطع الطرق من أي جهة كانت. وحملت أحزاب المشترك بالضالع السلطة مسؤولية ما جرى من أحداث بسبب الممارسات الغير عادلة في تجنيد الشباب وتقاعسها عن القيام بالواجبات المناطة بها، مؤكدة بأن حل القضايا يأتي من خلال تطبيق النظام والقانون وإيجاد العدل والمساواة وتحقيق المواطنة المتساوية. كما عبرت عن إدانتها الشديدة لما تعرض له الأستاذ/ سعيد مثنى الربية وقمع المواطنين في الحبيلين. وعلى صعيد متصل وفي أحداث مشابهة شهدت منطقة كرش بمديرية القبيطة أعمال شغب وقطع الطريق الذي يربط كرش بالقبيطة ومنع منفذي تلك الأعمال التخريبية مرور المركبات والسيارات على الخط الذي يربط كرش بالقبيطة حتى الساعة الثانية عشرة من ظهر يوم أمس كتعبير احتجاجي منهم على إجراءات الأجهزة الأمنية والمتمثلة في ملاحقة من وصفهم المحتجون بالناشطين الحقوقيين السياسيين. من جانبها أفادت مصادر محلية بكرش ل"أخبار اليوم" أنه في الوقت الذي تسعى فيه الأجهزة الأمنية للحفاظ على الأمن والسكينة العامة من خلال الانتشار في عدد من المناطق تحسباً لحدوث أي أعمال عنف أو شغب أشارت أنباء غير مؤكدة إلى أن حشود قبلية بدأت تتمركز بالجبال الواقعة بمنطقة كرش لمنع أجهزة الأمن من اعتقال أو ملاحقة أي فرد من أبناء المنطقة. تجدر الإشارة إلى أن بعض المواقع الإخبارية أفادت أن مدينة الضالع تشهد حالة طوارئ منذ الساعة الأولى من مساء أمس، إلا أن مصادر ل"أخبار اليوم" أكدت أن الوضع الذي شهدته مساء أمس مدينة الضالع طبيعي جداً حيث شوهدت المحلات التجارية مفتوحة وشهد السوق حركته الطبيعية والمعتادة حتى منتصف الليل.