بحث وزير الأوقاف والإرشاد/ حمود الهتار خلال لقائه أمس وفد وزارتي الخارجية والدفاع الأميركيتين الترتيبات الخاصة بنقل المعتقلين اليمنيين بمعتقل غوانتانامو لتسليمهم إلى اليمن، وجرى خلال اللقاء مناقشة الجوانب المتصلة ببرنامج الحوار مع المعتقلين بعد عودتهم إلى اليمن بما يكفل إعادة دمجهم في المجتمع. واستعرض وزير الأوقاف والإرشاد الترتيبات التي اتخذتها اليمن لاستقبال مواطنيها المعتقلين والاستعدادات الخاصة بإعادة تأهيلهم ودمجهم في المجتمع، وطالب الوزير الهتار الولاياتالمتحدة سرعة إعادة المعتقلين اليمنيين إلى اليمن، معرباً عن ثقته في أن الحوار الذي سيجري مع المعتقلين بعد عودتهم سوف يسهم في تصحيح أية مفاهيم مغلوطة غرست في أذهانهم وتتنافى مع مبادئ ديننا الإسلامي الحنيف الذي يحثنا على الوسطية والاعتدال وينهي عن التطرف والغلو والأعمال الإرهابية بكافة أشكالها، الأمر الذي يكفل إعادة دمجهم في المجتمع ويضمن أن لا يشكلوا أي خطر على اليمن أو أي دولة أخرى مستقبلاً. في تلك الأثناء أشاد أعضاء الوفد الأميركي بتجربة اليمن الناجحة في الحوار التي أسهمت في إعادة دمج العديد من العناصر المغرر بها من الذين تم ضبطهم على ذمة قضايا إرهابية. وعلى ذات الصعيد علمت "أخبار اليوم" أن الوفد ذاته التقى يوم أمس أيضاً بالمدير التنفيذي لمنظمة "هود" للدفاع عن الحقوق والحريات خالد الآنسي الذي أكد في حديثه ل"أخبار اليوم" أنه تم مناقشة إعادة المعتقلين اليمنيين بغوانتانامو والذين تم تحديد عددهم ب"85" معتقلاً من الذين لم توجه إليهم تهم، إلا أنه لم يتم تحديد أسمائهم أو تحديد تاريخ إعادتهم. وأشار الآنسي إلى أن هناك جملة من الضمانات تطلبها أميركا من أي دولة عند الإفراج عن بعض معتقليها، بعضها تتعلق بحقوق المعتقل نفسه من حيث عدم تعرضه للتعذيب أو الحبس لفترات غير قانونية أو محاكمة غير عادلة. واعتبر الآنسي هذه المطالب مفارقة سخيفة كون ما تخشاه أميركا أن يحدث للمعتقلين بعد عودتهم سبق لها تنفيذه ولا تزال تنفذه بحق المعتقلين في معتقل غوانتانامو وغيره من معتقلات السجون الأميركية. وأكد أن أميركا طرحت هذه الضمانات والاشتراطات مرغمة لا راضية لأنها جاءت من منظمات حقوقية، وأيضاً جاءت بناءً على مطالبة عدد من المعتقلين أنفسهم، وأضاف أنه تم طرح نقطة خلال اللقاء بأن أميركا لا تكتفي بإعادة المعتقلين إلى بلدانهم فقط بل بضمان الحقوق التي تشترطها وهي عدم الحبس وعدم التعذيب وغيرها، إضافة إلى ضمان إعادة تأهيل المعتقلين نفسياً وصحياً واجتماعياً لهم ولأسرهم كنوع من التعويض الذي يجب أن تدفعه الإدارة الأميركية نظراً لما سببته من معاناة لهؤلاء المعتقلين ولأهلهم. وفي السياق ذاته طرح الوفد عدة ضمانات تتعلق بمصلحة أميركا كضمان عدم انخراط هؤلاء المعتقلين في أعمال معادية لها أو تشكيل تنظيمات تستهدف أميركا وتهدد مصالحها.