خاص - أعلنت الحكومة الأميركية أنّها تجري مفاوضات مع الحكومة اليمنية في إمكان وظروف وشروط تسليم نحو 104 معتقلين يمنيين في معتقل «غوانتانامو»، يمثلون الجزء الأكبر من نحو 270 معتقلاً، فيما أكدت مصادر مطلعة ل الوطن استكمال صنعاء كافة الترتيبات لاستقبال دفعة أولى من المعتقلين اليمنيين خلال الأسبوع الجاري بعد مباحثات مكثفة جرت في صنعاء وواشنطن . وقالت المصادر ل (الوطن ) أن السلطات الأميركية وافقت على تسليم اليمن دفعة أولى ، مكونة من نحو 15 معتقلا تليها دفعات أخرى بعد اقتناع الأولى ببرنامج أعدته اليمن في وقت سابق لإعادة تأهيلهم فكرياً وثقافياً ودمجهم فى المجتمع، فى حين التزام اليمن بمحاكمة أى شخص منهم يتم تسليم أدلة أو براهين تؤكد تورطه فى ارتكاب أعمال عنف أو إرهاب" ،فضلا عن تقديم ضمانات حملتها وزيرة حقوق الانسان لواشنطن بالتعاون مع محامي المعتقلين تؤكد المعاملة الانسانية من قبل السلطات اليمنية لكل من تستقبله من المفرج عنهم من معتقل غوانتانامو. وبشأن الضغوط الامريكية على اليمن لتسليمها جمال البدوي و جابر القياديان في تنظيم القاعدة والمطلوبان للسلطات الامريكية ،واخرها ما طرحه وفد الخارجية الذي يزور صنعاء في مقابل الافراج عن المعتقلين في غوانانامو ، اكدت المصادر ل(الوطن) انه "تم إجراء تسوية مبدئية" ، رافضا الافصاح عن مضامينها وتفاصيلها. المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، شون ماكورماك، اكد إنّ وفداً رسميّاً أميركيّاً في صنعاء متواجد لهذا الشأن، وإنّ السفير الامريكي في اليمن كلاينت ويليامسون، الموجود في عداد الوفد هو الذي يقود جهود الخارجية الأميركية في هذا الشأن. وأوضح ماكورماك أنّ واشنطن لا تمانع في تسليم أي دولة معتقليها في «غوانتانامو»، لكن ضمن شروط، أولها ألاّ يُسمح لهؤلاء الأشخاص بإحداث أيّ ضرر أو أذىً للمواطنين الأميركيين أو أي أشخاص آخرين، وأن تتلقى الولايات المتحدة تأكيدات بأنّ هؤلاء المعتقلين سيعاملون معاملة إنسانية. وأشار إلى أنّ تسليم معتقلي اليمن سيُخلي المعتقل من جانب كبير من قاطنيه، إذ إنّهم يمثّلون النسبة الأكبر، موضحاً أنّ هذه الجهود سارية منذ أعوام، وليس لها علاقة بقرار المحكمة العليا الأخير. وتخشى الولايات المتحدة تسليم هؤلاء المعتقلين إلى اليمن لأسباب منها احتمال إطلاق سراحهم وعدم محاكمتهم أو مراقبتهم، أو احتمال عودتهم مرّة أخرى إلى أعمال «الإرهاب» المزعومة التي تتهمهم بها. وكان وفد الخارجية الامريكية بحث مع وزير الخارجية ابوبكر القربي الترتيبات المتعلقة باستعادة المواطنين اليمنيين المعتقلين بغوانتانامو وتنسيق التعاون بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب ، فيما قالت مصادر مطلعة ل(الوطن) ان الوفد الأمريكي بحث تسليم اليمن معتقليها في جوانتانامو لكنه طلب تسليم البدوي والبناء للسلطات الامريكية. ورغم ان اليمن تتحجج بعدم وجود اتفاقية لتبادل المطلوبين بينها والولايات المتحدة الامريكية وان الدستور اليمني يحظر تسليم مواطنيين يمنيين للمحاكمة في الخارج قالت المصادر ان الوفد الأمريكي أكد للقربي أن جابر البناء يحمل الجنسية الامريكية وأسرته تعيش في أميركا ويعتبر مواطن أمريكي . وأشارت المصادر إلى أن الوفد الأمريكي سأل القربي عن رفض اليمن تسلم معتقلين يمنيين يحملون الجنسية السعودية في حين يرفض تسليم يمني يحمل الجنسية الامريكية. وبحث الوفد الأمريكي مع القربي تسليم اليمن لعدد من معتقليها خلال الأيام المقبلة والتي قالت مصادر الوطن انهم لايتجاوزون العشرة في منحاً فهم على انه ضغط أمريكي في سبيل تليين الموقف اليمني من جابر البناء. وكان مسؤولون يمنيون طالبوا بالتحقيق في انتحار ثلاثة من معتقلي «غوانتانامو»، بينهم يمني، واعتبروا ذلك دليلاً على الظروف غير الإنسانية التي يحتجز فيها هؤلاء المعتقلون. وكانت صنعاء قد شهدت الاسبوعين الماضيين تحركا دبلوماسيا واسع النطاق من قبل مسئولين أمريكيين رفيعي المستوى .