أكد وزير الخارجية، الدكتور أبو بكر القربي، أن المفاوضات "مستمرة بين الجانبين اليمني والأميركي من أجل الإفراج عن المعتقلين اليمنيين في جوانتانامو"؛ موضحا أن واشنطن تطالب "بضمانات أكيدة من أجل استمرار احتجاز المعتقلين في اليمن في حال أُفرج عنهم من معتقل جوانتانامو". ونقلت صحيفة (السياسية) الصادرة عن وكالة الانباء اليمنية عن وزير الخارجية، القول : "إن هروب بعض المعتقلين من السجون اليمنية قبل سنوات دفع واشنطن إلى المطالبة بهذه الضمانات"، في إشارة إلى هروب أعضاء في "القاعدة" من سجن الأمن السياسي بصنعاء في فبراير 2006. وأكد القربي أن موقف اليمن "واضح في هذه المسألة، فهو يجدد المطالبة بالإفراج عن معتقليه، الذين سيحاكمهم القضاء اليمني عند عودتهم، وسيسجن من يدان وسيطلق سراح من تثبت براءته". إلى ذلك، نفت السفارة الأميركية بصنعاء الأنباء التي تحدثت عن اعتزام واشنطن خلال الشهر الجاري الإفراج عن 15 معتقلا يمنيا، من إجمالي 104 معتقلين يمنيين في معتقل جوانتانامو يشكلون أكثر من ثلث معتقلي السجن الأميركي البالغ عددهم 270. وقال المتحدث الرسمي باسم السفارة الأميركية، راين جليها، في تصريح لذات الصحيفة "هذه الأنباء غير صحيحة، ونحن نعمل مع الحكومة اليمنية لإيجاد حل يسمح بعودة جميع المعتقلين، وكذا إغلاق معتقل جوانتانامو"؛ موضحا أن ليس هناك جدول زمني لنقل المعتقلين، حيث "يتم تقييم كل معتقل على حده". وأضاف جليها: "تبحث حكومة الولايات المتحدة عن طريقة لنقل المعتقلين إلى بلدانهم، وذلك بطريقة يتم فيها التخفيف من التهديد أو أخذ ذلك بعين الاعتبار بطريقةٍ ما"؛ مؤكدا أن واشنطن لا تريد احتجاز أي شخص أطول مما ينبغي، "ونحن نقوم بالإفراج عن المعتقلين متى ما استطعنا فعل ذلك بما يتفق مع سياساتنا وقلقنا إزاء أي خطر". وحول الأنباء التي تحدثت عن اشتراط الولايات المتحدة تسليم المعتقلين اليمنيين في جوانتانامو، مقابل تسليم صنعاء القياديين في تنظيم القاعدة جمال البدوي وجبر البنا، قال المتحدث الرسمي باسم السفارة الأميركية إن "طلب الولايات المتحدة المستمر تسليم جمال البدوي وجبر البنا هو قضية منفصلة تماماً عن قضية عودة المعتقلين اليمنيين في جوانتانامو"؛ معتبرا أن حل قضية المعتقلين "مستقل تماماً عن قضية تقديم البنا والبدوي إلى العدالة"، حسب قوله. وتطالب واشنطن اليمن بتسليم جبر البنا، الذي يحمل الجنسية الأميركية، بتهمة "تقديم الدعم لعناصر إرهابية والانتماء لخلية لاكاوانا التي تلقى عناصرها تدريبات في معسكرات القاعدة بأفغانستان". كما تطالب بتسليمها جمال البدوي الذي يقضي حاليا حكما بالسجن لمدة 15 عاما، بعد إدانته بتفجير المدمرة "كول" قبالة سواحل عدن في أكتوبر 2000. يذكر أن منظمة "هيومن رايتس ووتش" الدولية طالبت الولايات المتحدة في يونيو الماضي، بإغلاق معتقل جوانتانامو؛ مؤكدة أن أغلب المعتقلين "يعيشون ظروفا لا إنسانية وذات أثر ضار على صحتهم النفسية". وحسب المنظمة اليمنية للدفاع عن الحقوق والحريات، فإن اليمن لم يتسلم سوى 13 معتقلا من جوانتانامو وأربعة آخرين من سجون أميركية سرية.