جدد وزير الخارجية الدكتور أبو بكر عبد الله القربى مطالبة اليمن الإدارة الأمريكية بتسليم معتقليها في غوانتانامو. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية عن القربى قوله أن اليمن أبدت استعدادها محاسبة المعتقلين في حال قدمت أدلة لإدانتهم ومحاكمة من ثبتت تهمته وفقا للقانون اليمني وإطلاق سراح الأبرياء منهم. وأوضح أن الإشكالية القائمة مع الولايات المتحدة بشأن المعتقلين تتعلق بمطالبتها الحكومة اليمنية تقديم ضمانات تكفل وضعهم تحت المراقبة واحتجاز البعض منهم وهو ما يتنافى مع الدستور والقانون اليمنيين. وفيما يتعلق باليمنيين الذين استشهدوا في عمليات المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي وسلمت جثامينهم ضمن عملية تبادل الجثامين بين حزب الله واسرائيل .. قال وزير الخارجية أن الرئيس علي عبد الله صالح وجه بنقل جثامينهم الموجودة حالياً في لبنان إلى اليمن ..موضحا أنه سوف يتم معاملتهم معاملة شهداء الواجب كونهم استشهدوا في سبيل قضية عربية وإسلامية. وكانت السفارة الأميركية بصنعاء نفت الاسبوع الماضي الأنباء التي تحدثت عن اعتزام واشنطن خلال الشهر الجاري الإفراج عن 15 معتقلا يمنيا، من إجمالي 104 معتقلين يمنيين في معتقل جوانتانامو يشكلون أكثر من ثلث معتقلي السجن الأميركي البالغ عددهم 270. وقال المتحدث الرسمي باسم السفارة الأميركية، راين جليها"هذه الأنباء غير صحيحة، ونحن نعمل مع الحكومة اليمنية لإيجاد حل يسمح بعودة جميع المعتقلين، وكذا إغلاق معتقل جوانتانامو"؛ موضحا أن ليس هناك جدول زمني لنقل المعتقلين، حيث "يتم تقييم كل معتقل على حده". وأضاف جليها: "تبحث حكومة الولايات المتحدة عن طريقة لنقل المعتقلين إلى بلدانهم، وذلك بطريقة يتم فيها التخفيف من التهديد أو أخذ ذلك بعين الاعتبار بطريقةٍ ما"؛ مؤكدا أن واشنطن لا تريد احتجاز أي شخص أطول مما ينبغي، "ونحن نقوم بالإفراج عن المعتقلين متى ما استطعنا فعل ذلك بما يتفق مع سياساتنا وقلقنا إزاء أي خطر". وحول الأنباء التي تحدثت عن اشتراط الولايات المتحدة تسليم المعتقلين اليمنيين في جوانتانامو، مقابل تسليم صنعاء القياديين في تنظيم القاعدة جمال البدوي وجبر البنا، قال المتحدث الرسمي باسم السفارة الأميركية إن "طلب الولايات المتحدة المستمر تسليم جمال البدوي وجبر البنا هو قضية منفصلة تماماً عن قضية عودة المعتقلين اليمنيين في جوانتانامو"؛ معتبرا أن حل قضية المعتقلين "مستقل تماماً عن قضية تقديم البنا والبدوي إلى العدالة"، حسب قوله. وتطالب واشنطن اليمن بتسليم جبر البنا، الذي يحمل الجنسية الأميركية، بتهمة "تقديم الدعم لعناصر إرهابية والانتماء لخلية لاكاوانا التي تلقى عناصرها تدريبات في معسكرات القاعدة بأفغانستان". كما تطالب بتسليمها جمال البدوي الذي يقضي حاليا حكما بالسجن لمدة 15 عاما، بعد إدانته بتفجير المدمرة "كول" قبالة سواحل عدن في أكتوبر 2000. وقال المحامي الأمريكي دايفيد ريميس الذي يترافع عن عن خمسة عشر معتقلا يمنيا في جوانتانامو في وقت سابق :إن معظم المعتقلين اليمنين وضعوا في المكان الخطأ،مشيرا إلى أن الكثير منهم لم يكونوا يحملوا السلاح ضد أمريكا،واعتقلوا من أجل المكافآت المالية التي كانت تمنحها الولايات المتحدة مقابل المعتقلين أثناء حربها على أفغانستان. وتحدث المحامي الأمريكي في الندوة التي نظمتها الهيئة الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات هود الاثنين الماضي بعنوان عش يوما في جوانتانامو عن التعذيب الرهيب الذي يمارس على السجناء في في المعتقل ،مشيرا إلى أنهم لا يحصلون الراحة غير ساعتين في اليوم مع التعرض للضجيج المتواصل الذي أودى بعقول الكثير من المعتقلين. وقال:الكهرباء مستمرة بصورة مزعجة للمعتقل ولا استطيع أن أصور المشهد كما هو ، هناك كثير من الأمراض العقلية التي حصلت في غونتاناموا "مشيرا إلى أن الحراس الأمريكيين يتمتعون بتعذيب السجناء ويؤذونهم كثيرا بتعريتهم من ملابسهم. وكشف المحامي الأمريكي أن 90% من المعتقلين حالياً جونتناموا يمنيين وقال "السعوديون تم الإفراج عنهم وكذلك البحرنيون والأوربيون ولا يزال هناك 100 من اليمنيين داخل المعتقل ". وأشار إلى أن مسألة الإفراج عن اليمنيين مازالت شائكةبين الحكومة اليمنية والسلطات الأمريكية بسبب للمخاوف الأمريكية من عودتهم لمحاربتها نظراً لضعف الحكومة اليمنية في السيطرة على المعتقلين في اليمن ،مشيرا إلى أن أمريكا تريد أن تجعل من اليمن غونتاناموا مفتوح وقال :"أن بعض الأمريكيين يطالبون من اليمن ببرنامج تدريب وتأهيل للمعتقلين والبعض الآخر يرون أنه لا بد من وضعهم في السجون ". وأضاف الولايات المتحدة تضع شروط لا تستطيع الحكومة اليمنية أن تلبيها فيما الحكومة اليمنية لا تعمل بجد من أجل الإفراج عن المعتقلين . فيما طالب المدير التنفيذي للهيئة الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات المحامي خالد الآنسي السلطات الأمريكية بالسماح لممثلين عن المنظمة بزيارة معتقل غوانتاناموا والالتقاء بالمعتقلين اليمنيين هناك للتخفيف من معاناتهم. يشارأن الرئيس علي عبد الله صالح طالب الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من مرة بتسليمها المعتقلين اليمنيين في معتقل غوانتنامو، وكذا تسليمها محمد علي المؤيد، ورفيقه محمد زايد أخرها في لقاء جمعهبالسفير ستيفن شاس سفير الولايات المتحدة الأمريكية بصنعاء في فبراير الماضي .