أكد الصحفي جوناثان مالر مؤلف كتاب جديد عن أول معتقل يلقى محاكمة عسكرية كاملة غوانتنامو أن أول إدانة ضد السائق السابق ل "ابن لادن" لم يكن نصراً بمعنى الكلمة، وأن الحكم على السائق حمدان هو الشيء الأكثر سعادة، ويعد إثباتاً حقيقياً للدور الذي قام به محامو الدفاع في قضية السائق اليمني حمدان. ويقول المؤلف في كتابه عن حمدان وملحمته القانونية: وفقاً لمحاميه يمكن لسالم حمدان الذي أدين بدعم الإرهاب أن يعود إلى بلاده اليمن قبل نهاية ولاية الرئيس بوش في يناير القادم حيث حكمت هيئة محلفين مكونة من "6" ضباط عسكريين أميركيين على حمدان "40" عاماً بالسجن لمدة "66" شهراً قضى منها "61" شهراً منذ إلقاء القبض عليه وأنه بعد انقضاء المدة سيتم الرفع إلى البنتاغون ليقرر في مسألة الإفراج عن حمدان، وإلى أن تنتهي الحرب على الإرهاب يمكن لإدارة بوش الاستمرار في سجن أعضاء القاعدة حتى لو أنهوا مدة عقوبتهم.
جوناثان الذي ألف الكتاب تحت عنوان "تحدي حمدان ضد رافسفيلد والكفاح من أجل السلطة الرئاسية" قال في مقابلة صحفية لمجلة "نيوزويك الأميركية" إن الحكم كان مخففاً للغاية وعكس دور المحامين الذين دافعوا عن حمدان بدون مقابل ومن بينهم محامون عسكريون وأساتذة قانون ومحامون مستقلون.
وعن تبرئة حمدان من تهمة التآمر وتجزئة الحكم أجاب الصحفي "جوناثان": أعتقد أن تقسيم الحكم يشير إلى أن الحكومة لم تقم بعملها بالصورة المطلوبة، حيث حدث ذلك مع أول رجل تمكنو من إحضاره للمثول أمام اللجان العسكرية وقد صاغوا الأحكام واعتنوا جيداً في اختيار المدعي عليه لكنهم لم يكونوا قادرين على إدانته في أخطر التهمتين، فأعتقد أن الحكومة الأميركية فشلت في تأدية دورها كما ينبغي.
وأوضح أن المسؤولين الحكوميين لم يتوقعوا تدشين هذه المحاكم التاريخية لجرائم الحرب بصدور حكم براءة على أخطر تهمتين والأكثر أهمية في محاكم جرائم الحرب هي دلالتها الرمزية، والرسالة التي وجهت للعالم، فإذا كان أول رجل يحاكم قد نجا من الموت بتبرئته من إحدى التهمتين، فإن فكرة أنه سيكون مبرئاً من كل التهم بلا ريب ستكون إحراجاً دولياً.
وحول ما يعرفه عن "سالم حمدان" أجاب "جوناثان" أن الدفاع يصفه أنه بالأساس موظفاً مدنياً لدى ابن لادن ورجل سيء الطالع كان يبحث عن وظيفة في حين تصفه الحكومة كلاعب مهم في الدائرة المحيطة بابن لادن حيث عمل على حماية ابن لادن والحفاظ على سلامته وأضاف أنه بالنسبة له يرى حمدان بين الوصفيين فبناءً على أربع سنوات من البحث وإجراء المقابلات مع المحققين وأسرته وموجه القاعدة وأن التحصيل العلمي لحمدان كان إلى الصف الرابع ولم يحدث أي شيء في حياته متغير، وأعتقد أن مسؤوليته كان محدودة وكان ذو شخصية ضعيفة، وحول هل ستدينه محكمة اتحادية أجاب: إنه من الصعب معرفة ما إذا كانت الإدارة قادرة على الحصول على أدلة كافية لمقاضاته في محكمة اتحادية حيث أن المحاكم العسكرية قد أسقطت الكثير من المعلومات التي أدلى بها "حمدان" فمن الصعب معرفة محاكمته مرة أخرى.