سيكون السائق السابق لزعيم القاع دة أسامة بن لادن أول سجين في معتقل جوانتانامو يقدم للمحاكمة أمام المحاكم العسكرية المثيرة للجدل التي أنشأتها إدارة الرئيس جورج بوش. ويواجه اليمني سالم حمدان في المحاكمة التي تبدأ اليوم الاثنين تهم التآمر وتوفير الدعم المادي للإرهاب في أول اختبار للمحاكم العسكرية. والحد الأقصى للعقوبة في حالة الإدانة بتلك التهم هو السجن المؤبد. وأعد البنتاجون لوائح اتهام بحق 20 معتقلا وربما يحال عشرات آخرون إلى قاض عسكري في هذه القاعدة البحرية الأميركية النائية بكوبا. وحاول محامو حمدان تأجيل المحاكمة حتى تتاح لهم فرصة للطعن في دستورية الإجراءات القانونية بيد أن قاضيا اتحاديا في واشنطن رفض التماسا في هذا الشأن يوم الخميس الماضي. ويقول محامو الدفاع إن حمدان كان مجرد سائق لابن لادن وليس عضوا في القاعدة مشيرين إلى انه لم يكن له دور بالمرة في أي هجمات ''إرهابية''. وكان حمدان بين أكثر معتقلي جوانتانامو نشاطا في الاعتراض على الإجراءات القانونية أمام المحاكمة الاتحادية وبناء عليه صدر حكم مهم عن المحكمة العليا الأميركية في يونيو/ حزيران العام 2006 بأن محاكم بوش العسكرية غير دستورية وتمثل انتهاكا لاتفاقيات جنيف. وأجبر ذلك الحكم البيت الأبيض على تعديل الإجراءات القانونية والسعي للحصول على موافقة الكونجرس الأمر الذي حدث بالفعل بعدها بعدة شهور. واضطر البنتاجون لتعديل التكييف القانوني للاتهامات الموجهة لحمدان وغيره من المعتقلين. وكان الاسترالي ديفيد هيكس المشتبه به الوحيد الذي أدين أمام هذه المحاكم. وأقر هيكس بأنه مذنب وسمح له بقضاء تسعة أشهر من العقوبة في أحد سجون بلاده ثم أطلق سراحه بعدها. ويقول حمدان انه تعرض لانتهاكات إبان احتجازه لدى الأميركيين وفي استجوابات مطولة. ويعتقد مسئولون أميركيون أن المتهم بصفته سائقا لابن لادن وحارسا شخصيا له لابد انه يعرف مكان اختبائه. ويعتقد الجيش الأميركي بأن حمدان ساعد القاعدة وطالبان في ساحة المعارك في أفغانستان بنقل أسلحة وانه ساعد أسامة بن لادن على الهرب من حصار فرضته القوات الأميركية في ديسمبر/ كانون الأول العام 2001 أثناء المعركة التي دارت رحاها في تورا بورا. يذكر أن حمدان وقع في اسر القوات الأفغانية العام 2001 ومن ثم نقل إلى الحجز الأميركي. وبعدها بعام نقل إلى جوانتانامو حيث وضع رهن الحبس الانفرادي. وحمدان ليس أبرز المشتبه فيهم الذين يواجهون اتهامات. فمحاكمة العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر/ أيلول العام 2001 خالد الشيخ محمد وأربعة متهمين آخرين في قضايا عقوبة من يدان فيه الإعدام قد تبدأ في سبتمبر/ أيلول المقبل. وأعلن محمد في يونيو/ حزيران أنه يريد أن يكون شهيدا. وتقول جماعات حقوقية إن تلك المحاكم لا توفر للمعتقلين الحقوق التي توفرها المحاكم المدنية الأميركية وان هذه المحاكم الهدف منها إصدار أحكام إدانة بحق المتهمين. وقالت منظمة العفو الدولية الجمعة: ''إنها محاكمات من الدرجة الثانية لا يمكن أن تقدم الحكومة الأميركية مواطنيها إليها''. ورفض الجيش الأميركي هذا المنطق قائلا ان المحاكم العسكرية تعين محامين للدفاع عن المتهمين لكن من حق هؤلاء المتهمين أيضا أن يوكلوا محامين عنهم. كما يسمح لهم باستدعاء الشهود للإدلاء بشهاداتهم لصالحهم وسؤال الشهود الذين يدلون بشهاداتهم ضدهم. كذلك يسمح لهم بمراجعة وتفنيد الأدلة المقدمة ضدهم.