في أول محاكمة عسكرية من نوعها منذ الحرب العالمية الثانية، وعلى غرار محاكمات "نورمبيرج" تعقد في قاعدة جوانتانامو غداً الأربعاء محاكمة لثلاثة من الأسرى، هم: علي حمزة أحمد سليمان البهلول (يمني) وسفيان برهومي (جزائري) وغسان عبدالله الشاربي (سعودي)، ضمن عشرة معتقلين تقرر تقديمهم للمحاكمة باتهامات تتضمن "الهجوم على المدنيين وارتكاب القتل وتدمير الممتلكات". وأكد الميجور مايكل شيفر في وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" ل "الخليج" أن أي متهم من هؤلاء الثلاثة لن يواجه عقوبة الإعدام. وتوقع أن تستمر محاكمة كل منهم نحو نصف اليوم، حيث ستبدأ اليوم الثلاثاء اجتماعات لمناقشة القضايا، فيما تبدأ يوم الأربعاء في التاسعة صباحاً محاكمة البرهومي لمدة نصف يوم، تعقبها في الواحدة والنصف ظهراً محاكمة بهلول، فيما ستبدأ جلسة محاكمة الشاربي في التاسعة من صباح الخميس. وكانت "البنتاجون" قد قررت البدء بمحاكمة سبعة من عشرة متهمين على الرغم من اعتزام المحكمة الدستورية العليا الأمريكية النظر في حالة سليم حمدان وهو يمني كان يعمل سائقاً لدى زعيم تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن، حيث تحاول هيئة الدفاع عنه إدخال قضيته ضمن النظام القضائي المدني لضمان النظر في قضيته ومحاكمته وفق المعايير القضائية والقانونية الأمريكية، وقد تحدد ال 28 من مارس/ آذار المقبل لنظر الدفع القانوني، ويتوقع أن يصدر حكم المحكمة خلال شهري يونيو/ حزيران ويوليو/ تموز المقبلين. وتضم قائمة أسماء المعتقلين العشرة الذين ستتم محاكمتهم الى جانب البهلول والشاربي وبرهومي، جبران القحطاني، وإبراهيم أحمد محمود القوسي، وسليم أحمد حمدان، وديفيد هيكس، وعمر أحمد خضر، وبنيام أحمد محمد، وعبد الظاهر. وتعتبر محاكمة الأربعاء هي الأولى من نوعها، حيث سيقدم المتهمون الى محاكمة عسكرية وتوجه لهم اتهامات مختلفة سيتم النظر فيها في وجود محامين عسكريين، ومحاكمات تختلف عن سابقتها "اللجان العسكرية" والمستمرة منذ فترة، حيث كانت تلك اللجان تنظر فقط فيما إذا كان المتهم من فئة "عدو مقاتل" أم لا. وحسب عرائض الاتهام التي حصلت "الخليج" على نسخة منها فإن الثلاثة الذين سيقدمون للمحاكم غداً الأربعاء وبعد غد الخميس، وجهت إليهم اتهامات عدة. فالبرهومي (جزائري) متهم بحضور دورة تدريبية عام 1998 في معسكر خالد بن الوليد بأفغانستان على الإلكترونيات وإعداد المفرقعات وقيامه بعد هذه الدورة بتدريب آخرين. أما الشاربي (وهو سعودي) وخريج هندسة كهربائية بأريزونا بالولاياتالمتحدة، التي غادرها مباشرة الى أفغانستان في يوليو/ تموز ،2001 حيث تم تقديمه لابن لادن في معسكر الفاروق وتدرب هناك على السلاح، ويتهم بأنه كان يقف كحارس حاملاً سلاحاً فيه ذخيرة خلال زيارة كان يقوم بها ابن لادن للمعسكر كما كان يقوم بالترجمة في معسكر الفاروق. أما البهلول فقد حملت عريضة الاتهام ضده اتهامات منها التدرب عسكرياً في معسكر إيناك بأفغانستان ولقاؤه مع ابن لادن خلال ،1999 حيث أدى أمامه (البيعة) وكلفه ابن لادن لاحقاً بعمل شرائط فيديو تعليمية ودعائية، وأن ابن لادن نفسه طلب من بهلول إعداد شريط فيديو يظهر عظمة الهجوم على المدمرة الأمريكية "كول" باليمن من أجل "إيقاظ الأمة الإسلامية والتمرد ضد الولاياتالمتحدة". وتتهم بهلول أيضاً بمساعدة ابن لادن في الانتقال من قندهار بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001 ومساعدته على تركيب وصلة فضائية (ستالايت) كي يتابع تقارير وسائل الإعلام العالمية وردود الفعل حول أحداث سبتمبر. كما طلب منه ابن لادن إعداد تقرير عن الخسائر الاقتصادية التي منيت بها الولاياتالمتحدة إثر الهجمات. كما يتهم بهلول بالعمل حارساً لحماية ابن لادن في عام ،2001 حيث كان يسير معه مسلحاً ومزنراً بحزام ناسف. من ناحية أخرى، كشفت صحيفة "النيويورك تايمز" عن إعداد الولاياتالمتحدة لمعتقلات بديلة لجوانتانامو في أفغانستان. وكانت "الخليج" أول من كشفت عن هذا التوجه في عددها الصادر الجمعة 29 من ابريل/ نيسان العام الماضي تحت عنوان "خبير قانوني دولي ل "الخليج": أمريكا تجمّل جوانتانامو بإبعاد المعتقلين الى أفغانستان". نقلا عن صحيفة الخليج