قالت السلطات الأميركية إن محكمة عسكرية في خليج جوانتنامو أدانت أحد اليمنيين المتهم بأنه أحد مساعدي أسامة بن لادن وحكمت عليه بالسجن مدى الحياة. . وقال متحدث باسم البنتاجون إن علي حمزة احمد البهلول - 39 عاما - المزعوم بأنه مساعد وسكرتير إعلامي لزعيم تنظيم القاعدة، قد أدين من قبل هيئة عسكرية بتهمة التآمر والتحريض على القتل وأعمال إرهابية بالإضافة إلى توفير الدعم المادي للإرهاب. وأشار جيفري جوردون من وزارة الدفاع الأميركية إلى أن هذه المحاكمة هي الثانية لأحد معتقلي "الحرب على الإرهاب" في خليج جوانتنامو في إطار نظام خاص للمحاكم العسكرية الذي تعرض لانتقادات من قبل ناشطين في مجال حقوق الإنسان ومحامين بحجة أنه يفتقر إلى الحماية الكاملة للمدعى عليهم. وقال جميل دكوار من اتحاد الحريات المدنية الأميركية الذي راقب المحاكمة إن البهلول قاطع المحاكمة وظل محاميه الذي عينته المحكمة العسكرية صامتاً خلال إجراءات المحاكمة. . وأضاف دكوار: "لسوء الحظ، لأن النظام في الأساس تشوبه كثير من العيوب ويفتقر إلى أي شكل من الإجراءات القانونية، فإن سحابة عدم الشرعية تخيم على هذا الحكم. فينبغي على الرئيس الأميركي القادم أن يغلق جوانتنامو ويجب أن تقام المحاكمات المستقبلية في محاكم جنائية فدرالية أو محاكم عسكرية حيث يسيطر عليها الدستور وبحيث يمكن الوثوق بالأحكام الصادرة عنها بغض النظر عن نوع القضية". من جانبه قال استاذ القانون جيم كوهين الذي يمثل عددً من معتقلي جونتنامو إن الحكم يكاد يكون مفروغاً منه. مضيفاً بقوله: "لم تكن هناك عريضة دفاع، لأن المدعى عليه رفض المشاركة بالدفاع عن نفسه بأي شكل من الأشكال، بالرغم من حضوره إجراءات المحاكمة. فإدانته لم تكن مستغربة في ظل هذه الظروف". وكانت الهيئة العسكرية المكونة من تسعة أعضاء قد تداولت الحكم في أقل من أربع ساعات قبل أن تتوصل إلى الحكم. وقال كوهين إن الحكم على البهلول كان الأشد حتى الآن. . وفي أول محاكمة من هذا النوع، حُكم على السائق السابق لاسامة بن لادن سالم حمدان في أغسطس الماضي بالسجن خمسة أشهر بعد احتساب عدة سنوات قضاها في المعتقل الأميركي. وقد أدان المحلفون العسكريون حمدان بتقديم الدعم المادي للإرهاب لكنهم رفضوا إدانته بتهم التآمر الإرهابي. وقال البنتاجون إن قضية البهلول ستخضع لمراجعة تلقائية من جانب مسؤولي البنتاجون الذين يشرفون على المحاكمات ومن ثم ستراجع محكمة اللجان العسكرية الحكم، ويمكن للبهلول بعد ذلك استئناف الحكم في محكمة الاستئناف الأميركية والمحكمة العليا. وقد ادعى الجيش الأميركي أن البهلول كان السكرتير الخاص والمسؤول الإعلامي لزعيم القاعدة أسامة بن لادن. واتهمته بتلقي تدريبات عسكرية في معسكر للقاعدة في أفغانستان، وأنه بايع بن لادن وساعد في إنتاج العديد من أشرطة الفيديو الترويجية للقاعدة. . وزعم مسئولون أميركيون أن البهلول أنتج شريط فيديو بعنوان "تدمير المدمرة الأميركية يو إس إس كول" الذي يصف الهجوم على السفينة الأميركية في اليمن في 12 أكتوبر 2000 والذي أدى إلى مقتل 17 بحارا أميركياً. . ويهدف شريط الفيديو إلى جذب الدعم المادي لتنظيم القاعدة وتجنيد مقاتلين للتنظيم وتعريف الشريحة المستهدفة بالمنظمة وأهدافها بالإضافة إلى تحريض الأشخاص على ارتكاب أعمال إرهابية. البهلول كان متهماً أيضاً بإعداد شريط الفيديو المعنون ب"الوصايا الأخيرة للشهيد" لمحمد عطا، زعيم مجموعة ال19 الانتحاريين الذين اختطفوا أربع طائرات ركاب وحطموها في مباني أميركية في 11 سبتمبر 2001. وما يزال هناك 250 معتقلاً في معتقل جوانتنامو، والبعض منهم محتجزون لأكثر من ست سنوات بدون توجيه تهم ضدهم بشكل رسمي. وقد دخل البهلول قاعدة المحكمة رافعاً لافتة كتبت باللغتين العربية والإنجليزية يعلن فيها مقاطعته للمحاكمة، وردد ولائه لزعيم القاعدة وتخليه عن جنسيته اليمنية بحجة أن اليمن تتعاون مع الولاياتالمتحدة.