قضت محكمة عسكرية أمريكية في معتقل غوانتنامو بالسجن مدى الحياة على اليمني علي حمزة احمد البهلول (39 عاما) بعد إدانته بالإرهاب. والبهلول الذي كان احد أوائل المعتقلين الذين نقلوا إلى غوانتانامو مطلع 2002، هو أول سجين في هذه القاعدة البحرية يعاقبه القضاء الأميركي، وان كان استثنائيا، بالسجن لمدة غير محددة. وكان حكم بالسجن خمس سنوات ونصف، امضي منها خمس سنوات حتى الآن، صدر على سالم حمدان سائق الذي كان سائق زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن. ولم يحاكم أي من المعتقلين ال250 الآخرين مع أن بعضهم محتجزون منذ أكثر من ستة أعوام. وقال مراقبون مدنيون في المكان أن البهلول التزم الصمت طوال فترة محاكمته وكذلك محاميه العسكري الذي طلب منه الصمت. وبعد محاكمة استمرت بالكاد أسبوعا ومداولات استغرقت أربع ساعات، دانت هيئة محلفين تتألف من تسعة عسكرين البهلول "بالتآمر" مع بن لادن "وغيره لقتل أشخاص محميين ومهاجمة مدنيين وارتكاب جرائم أخرى". كما أدين "بالتحريض على القتل وعلى أعمال إرهابية" و"بتقديم دعم مادي للإرهاب، حسبما ذكرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون). وقال جيم كوهين أستاذ الحقوق الذي يمثل عددا من معتقلي غوانتانامو "لم يجر دفاع المتهم رفض المشاركة في محاكمته بأي شكل من الأشكال وإدانته لا تثير الاستغراب في هذه الظروف". من جهتها، قالت الجمعية الأميركية للدفاع عن الحريات المدنية التي أرسلت مراقبا إلى المحاكمة أن "سحابة من اللاشرعية تلف هذا الحكم". وانتقدت "نظام المساوىء الأساسية" الذي وضع "لإصدار إدانات وليس لإحقاق العدل". وطالبت مجددا بان يغلق الرئيس الأميركي المقبل معتقل غوانتانامو وينقل الإجراءات القضائية إلى محاكم فدرالية أو عسكرية. وكان البنتاغون أعلن الاثنين إدانة البهلول بالإرهاب. ويتهم البنتاغون البهلول أيضا بالخضوع لتدريب عسكري في احد معسكرات أفغانستان وبمبايعة زعيم تنظيم القاعدة والوقوف وراء العديد من الأشرطة الترويجية من بينها شريط منسوب إليه في شكل مباشر. ويحمى هذا الشريط عنوان "تدمير سفينة الحرب الأميركية يو اس اس كول" الذي أسفر عن 17 قتيلا في 12 تشرين الأول/أكتوبر 2000 في اليمن. وأورد القرار الاتهامي أن هذا الشريط هدف إلى "تأمين دعم مادي للقاعدة وتجنيد مقاتلين لمساعدة التنظيم وكذلك حض الأشخاص المعنيين على الانخراط في أنشطة إرهابية". واتهم علي البهلول أيضا بتنفيذ شريط آخر عنوانه "التوصيات الأخيرة لمحمد عطا"، قائد فريق الانتحاريين الذي نفذ اعتداءات 11 أيلول/سبتمبر 2001. كذلك، اتهم اليمني بأنه استخدم حزاما ناسفا وقنابل يدوية لحماية بن لادن. وخلال جلسات المحاكمة الأولية، اظهر البهلول عدائية حيال المحكمة العسكرية التي مثل أمامها. وقالت مراقبة من منظمة "هيومن رايتس ووتش" انه دخل قاعة المحاكمة في مايو حاملا لافتة كتبت عليها كلمة "مقاطعة" بالعربية والانكليزية. ثم كرر إعلان ولائه لبن لادن متخليا عن جنسيته اليمنية بحجة ان اليمن يتعاون مع الولاياتالمتحدة، مؤكدا أن الأميركيين لا يتمتعون بشرعية لمحاكمته. وفي آب/أغسطس، قالت مراقبة أخرى من منظمة "هيومن رايتس فيرست" انه كرر نيته مقاطعة المحاكمة، رافضا ان يتكلم محاميه العسكري باسمه. ومن أصل 250 معتقلا في غوانتانامو، وجهت اتهامات إلى عشرين شخصا ينتظرون المثول أمام محاكم عسكرية.