طالب محامو المواطن اليمني سالم أحمد حمدان السائق السابق لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، بتبرئة موكلهم الذي بدأت محاكمته اليوم في المحكمة العسكرية الأميركية لجرائم الحرب بقاعدة غوانتانامو في كوبا. ويقول المحامون إن حمدان كان مجرد سائق لبن لادن وليس عضوا في تنظيم القاعدة, مشيرين إلى أنه لم يكن له أي دور في أي "هجمات إرهابية".وقال المحامون إن موكلهم تعرض للعنف أثناء اعتقاله, وإن اعترافاته بالتهم الموجهة إليه أدلى بها تحت الإكراه، وأظهرت وثائق نشرتها هيئة الدفاع أن حمدان حرم النوم وأن حراسه كانوا يوقظونه كل ساعة على مدى خمسين يوما عام 2003.وتتألف هيئة المحلفين في هذه المحكمة -التي أقرها الرئيس الأميركي جورج بوش بعد هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001- من ضباط أميركيين تم استدعاؤهم إلى غوانتانامو من مواقع عسكرية مختلفة من أنحاء العالم.وبخلاف المحاكم الجنائية المدنية الأميركية فإن المحاكم التي أقيمت بموجب قانون اللجان العسكرية عام 2006, تأخذ بشهادات منقولة من شهود غائبين وببعض الأدلة التي انتزعت قسرا.ومن المتوقع ألا تصدر المحكمة حكم تبرئة حمدان أو إدانته إلا بموافقة ثلثي هيئة المحلفين, ويتعين الحصول على موافقة ثلاثة أرباع المحلفين إذا تجاوزت العقوبة عشر سنوات.وتتابع السلطات الأميركية حمدان الذي ألقي عليه القبض في حاجز تفتيش بأفغانستان في نوفمبر/ تشرين الأول 2001 وتم نقله إلى غوانتانامو في مايو/ أيار 2002، بتهمتي التآمر وتوفير الدعم المادي لما يسمى "الإرهاب".ويواجه حمدان حكما بالسجن مدى الحياة، ويتوقع أن تستغرق محاكمته أسبوعين أو ثلاثة, بعدما رفضت المحكمة التماس دفاعه تأجيل القضية لإتاحة الفرصة للطعن في دستورية الإجراءات القانونية.ويتهم الناشطون في منظمات حقوق الإنسان الدولية السلطات الأميركية بحرمان المحتجزين في غوانتانامو من حقوق أسرى الحرب المنصوص عليها في اتفاقيات جنيف, بينما تصر إدارة بوش على احتجازهم إلى أجل غير مسمى دون توجيه اتهامات لهم. وشكا محامو الدفاع ومدافعون عن حقوق الإنسان من ظروف الإقامة في المعسكر والنظام القانوني الذي أقامته إدارة بوش لمحاكمة المشتبه فيهم.ويقول المحامون إن موكليهم تعرضوا للإساءة معنويا وجسديا ومنعوا من مقابلة الشهود والحصول على وثائق وأدلة أخرى للدفاع عن أنفسهم.ومنذ أن فتح المعسكر أبوابه وحتى الآن، تم الإفراج عن قرابة 500 من معتقلي غوانتانامو وترحيل عدد منهم إلى ديارهم. وما زال هناك نحو 265 محتجزا ولم يدن سوى الأسترالي ديفد هيكس بعدما أبرم اتفاقا قضائيا مع الادعاء.