سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في تداعيات الهجوم الإرهابي الذي استهدف سفارة واشنطن بصنعاء.. أجهزة الأمن اليمنية في حالة تأهب والسفارة البريطانية تغلق أبوابها بعد تهديدات القاعدة..إعلام الحوثي يتهم أميركا بالوقوف وراء التفجير وضبط سيارة محملة بالاسلحة جوار السفارة السعودية
في الوقت الذي لا زالت الروايات والأنباء الصحفية حول التفجير الإرهابي الذي استهدف صباح الأربعاء مبنى سفارة الولاياتالمتحدة الأميركية تتواتر كشفت مصادر صحفية خليجية أن أجهزة الأمن اليمنية ضبطت يوم الأربعاء المنصرم وهو اليوم ذاته الذي تم فيه استهداف السفارة الأميركية ضبطت سيارة محملة بالأسلحة بالقرب من سفارة المملكة العربية السعودية بصنعاء. وتأتي هذه المعلومات بعد أن هددت منظمة الجهاد الإسلامي باليمن التي تبنت عملية استهداف السفارة الأميركية بعمليات مماثلة تطال المصالح الغربية والسفارة السعودية ما لم يتم الإفراج عن العناصر التابعة لها في سجون الأمن اليمنية، حيث جاء في البيان الذي حمل اسم "أبو الغيث اليماني" ما نصه: "نكرر طلبنا مرة أخرى بسرعة الإفراج عن إخواننا المعتقلين خلال "48" ساعة وقد أعذر من أنذر، وسوف تستمر سلسلة الهجمات ضد المصالح الغربية والسفارة البريطانية والسفارة السعودية والسفارة الإماراتية. إلى ذلك أعلنت سفارة المملكة المتحدة البريطانية في صنعاء أمس الجمعة عن أنها ستغلق أبوابها ابتداء من يومنا هذا السبت وحتى إشعار آخر. وطالبت السفارة في بيان لها طالبي التأشيرات إلى المملكة المتحدة الذين سبق وأن حصلوا على مواعيد للحضور إلى مبنى السفارة أن يعيدوا ترتيب مواعيدهم عند إعادة السفارة فتح أبوابها. وفي السياق ذاته وضعت وزارة الداخلية اليمنية بمختلف أجهزتها ووحداتها الأمنية في حالة تأهب قصوى وعملت على تشديد وتكثيف حراستها في مختلف الأجهزة والمرافق والسفارات والمكاتب الدبلوماسية استعداداً لمواجهة وإحباط أي تهديد إرهابي بعد إفشالها للمخططات الإرهابية التي كان آخرها استهداف السفارة الأميركية بصنعاء. وقالت وزارة الداخلية: أن الأجهزة الأمنية تمكنت عقب إفشالها للعملية الإرهابية من اعتقال مجموعة من العناصر المشتبه بصلتها بالجريمة الإرهابية وارتباطها بعناصر القاعدة. من جانبها أوصت وزارة الخارجية الأميركية جميع الموظفين الأميركيين غير الأساسيين وأسرهم بالسفارة الأميركية باليمن بمغادرة البلاد موضحة بأنها لم تسمح لأي من موظفيها الأميركيين والسفارة بالسفر خارج العاصمة صنعاء مطالبة المواطنين الأميركيين بتأجيل الرحلات غير الضرورية إلى اليمن. وعلى صعيد متصل ذهبت العديد من وسائل الإعلام الأميركية إلى نشر العديد من التحليلات والتساؤلات الصحفية حول الحادث الإرهابي، وقد ذهبت بعضها إلى القول بأن الهجوم على السفارة الأميركية يعد نقطة تحول باليمن في الصراع مع الإرهاب كون أن الحكومة اليمنية تجد نفسها في الوقت الحاضر في مواجهة جيل جديد من المتشددين يتميزون بصغر السن وتطرفهم الأكثر وخبرتهم الطرية من مشاركتهم مؤخراً في القتال الدائر في العراق. الهجوم الأخير الذي استهدف سفارة واشنطنبصنعاء وتبنته إحدى خلايا القاعدة قد أحدث إنقساماً في أوساط المحللين والخبراء السياسيين الأميركيين، وفي الوقت الذي ذهب بعض المحللين إلى إرجاع هذا الهجوم الإرهابي بأن الحكومة اليمنية قد زادت قليلاً في إجراءاتها ضد الإرهاب في محاولة منها لتفكيك هذه الشبكة الإرهابية، في حين ذهب بعض المحللين إلى القول بأن الحكومة اليمنية تنقصها الإرادة السياسية لمواجهة الشبكات الإرهابية. من جانبه قال السيد "استيفن هايد مان" الخبير بالشؤون اليمنية والمستشار الخاص لمبادرة العالم الإسلامي في معهد الولاياتالمتحدة للسلام، فقد أشار بحسب ما نقلته صحيفة "واشنطن تايمز ديلي": إلى أن الأجهزة الأمنية اليمنية غير قادرة على حسم الأمور الأمنية التي تخصها في البلاد منوهاً إلى أن حرب صعدة قد أظهرت الحكومة اليمنية في حالة ضعف وعدم قدرة على حسم الأمور الأمنية. أما السيد "جريجوري جونسون" - محلل في مركز أبحاث مؤسسة "جمس تاون" بواشنطن - ذهب إلى القول: بأن التمرد من جانب المقاتلين الشيعة تحت قيادة قبلية كان في أعلى قائمة أولويات الحكومة اليمنية من قتال القاعدة. وأوضح "جونسون" بحسب صحيفة واشنطن تايمز دايلي بأن الحكومة اليمنية تنظر إلى القاعدة بأنها تمثل تهديداً للأمن ولكن ليست بالخطر الذي يشكله التمرد الحوثي. واعتبر جونسون بأن الهجوم الذي استهدف السفارة الأميركية بصنعاء إشارة إلى الحكومة اليمنية تذكرها بأنه قد حان الوقت لإعادة تقييم موقفها الغامض إلى حد ما تجاه المتطرفين بحسب ما قاله جونسون. وبين هذين الرأيين والتحليلات السياسية المتعددة فقد ذهب مراقبون ومحللون سياسيون يمنيون إلى القول بأن ربط التحليلات الأميركية للحادثة الإرهابية مع تعامل الدولة تجاه تمرد الحوثي يوحي بأن ثمة توجه تريد أميركا وإيران أن تقنع اليمن به وهو أن عليها أن تلتفت وبقوة إلى الحركات والجماعات الإرهابية التابعة لما يسمى تنظيم القاعدة باليمن وأن تغض الطرف ويتستخدم الليونة مع التمرد الحوثي. المحللون اليمنيون أشاروا إلى أن الهجوم الإرهابي الذي استهدف سفارة واشنطن الأربعاء المنصرم بقدر ما يحمل من بصمات لتنظيم القاعدة في الأسلوب والتنفيذ فإنه يحمل أيضاً جزء من بصمات تنظيمات أخرى خاصة، وأن ارتداء البزات العسكرية من قبل منفذي العملية لم يسبق وأن استخدم عناصر تابعون لما يسمي بتنظيم القاعدة في حين سبق وان استخدمته عناصر تابعة لتنظيم آخر على صعيد متصل اتهم المكتب الإعلامي لحركة التمرد الحوثية في صعدة الولاياتالمتحدة الأميركية بالوقوف وراء تفجير سفارتها بصنعاء وقال المكتب الإعلامي لحركة التمرد: بأن التفجير يستهدف اليمن واليمنيين وليس للأميركيين بل هو لعبة ومؤامرة أميركية تأتي كوسيلة ضغط على السلطة لتحقيق مكاسب تخدم السياسة الأميركية ومنها إثارة حرب حقيقية ضد القوى التي تناهض المشروع الأميركي في المنطقة وكذلك تقديم تنازلات فيما يمس بالسيادة الوطنية في كافة الملفات وفي مقدمتها الأمنية. يذكر أن الولاياتالمتحدة أكدت مقتل مواطنة أميركية تدعى "سوزان البناء" بعد أن كانت "أخبار اليوم" قد انفردت بنشر مقتلها أثر الهجوم الذي استهدف السفارة الأميركية يوم الأربعاء.