لا أحد يقدر أن يزايد على الأخوة في "حماس" أو يسلبهم هذا الصمود وهذه التضحية وهذا المعنى النبيل للاستشهاد. ومن يحاول أن يجير هذه الروح باتجاه خلق الفرقة والانقسام بين أبناء فلسطين إنما هو يبحث عن مداخل سيئة للوصول إلى أهداف غير نبيلة بتجزئة القضية الفلسطينية المقدمة الأولى والضرورية لتجزئة أبناء الأمة بجعلهم على انقسام بين مؤيد ومعارض والحقيقةأن حماس جزء متداخل بشريان واحد لكامل التراب الفلسطيني قدرها أن تواجه كما قدر الآخرون أن يناضلوا في كشف أوراق زيف العدو الإسرائيلي الذي يكره السلام ويقدم آلة الشر على ما عداها. وإذا كانت حماس اليوم تجد نفسها في مواجهة مع غاصب محتل، فإنها أيضاً لا بد أن تدرك بأن قضيتها "فلسطين" لا بد أن تكون قضية كل الأمة مهما بدت التباينات أو حدثت خلافات في وجهات النظر. إن هذا أقرب تقوى من المعاداة والحدية والإلغاء الذي يسهل على أعداء هذه الأمة تنفيذ مخططاتهم الجهنمية الرامية إلى السيطرة والاستعلاء على الوجود العربي. ونؤمن نحن أن صمود ونضال الجهاديين إينما كانوا هو صمود عزة وكرامة لكل أبناء هذه الأمة. ولن تتغير المعادلة باتجاه النصر إلا بالرؤية الصحيحة في التقارب وليس التباعد في لم الصف الفلسطيني وتوحيده ليسهل للأنظمة العربية تحديد موقفها لاحراجها حتى لا تحمل المسؤولية أطرافاً فلسطينية هذا ما يجب إدراكه بعمق ومسؤولية. غير أن تحديات الراهن اليوم وما يعانيه الجهاديون من طغيان وبالمقابل روح وعزيمة لا تلين. . يستوجب في أدق المرحلة وأكثرها تعقيداً مراجعة ضرورية ليعرف الجهادي الذي له الأولوية وكيف يكون الجهاد على مختلف الجبهات بندقية وتلاحماً أخوياً هنا يتجدد مصير ويتغير ظرف وتتبدل موازين ويفشل الأعداء من تحقيق طموحاتهم الدنيئة التي راهنت على شرخ العلاقة الفلسطينية الفلسطينية. وإذا كانت حماس في المعترك الجهادي تقدم أروع الأمثلة في إنجاز المشروع الوطني الهام ودحر الاحتلال من كامل التراب الوطني الفلسطيني المقدس فإنها بهذا التحدي والعنفوان بلا شك تدرك أهمية أن يتوحد العرب والنظام العربي في ذات القضية، وحتى لا يكون لأي من هذه الأنظمة مغارة يلجأ إليها بذريعة وحدة الصف الفلسطيني أولاً وهم محقون الوحدة وليس غيرها من يقاوم بضراوة وبسالة وبقوة يسندها الدعم العربي الذي نريده موحداً باتجاه فلسطين وليس باتجاه القطيعة والإلغاء والادعاء والمزايدة التي نجدها تصعيداً في المشروع الفارسي الصهيو أميركي بكل تفرعاته الوسخة.