حمى الانتخابات في محافظة تعز ما تزال ما بين مد و جزر بين البرجوازية والشخصيات التي تتمتع بنفوذ قبلي كاسح، فالكثير من المؤشرات ترجح أن الانتخابات القادمة في ذات المحافظة ستشهد تنافساً شديداً في أغلب مديريات المحافظة بغض النظر عن المدن الرئيسة التي ستكون الانتخابات فيها أقرب إلى عملية الركود نتيجة للتزكيات والمحسوبيات وتحكم الأشخاص بنتائجها مسبقاً، لكن ثمة أمور تستوجب التمعن فيها وخاصة في هذه الانتخابات التي أضحت في نظر الكثيرين من أبناء المحافظة أقرب إلى المصالح الشخصية منها إلى المصالح العامة و هو ما تؤكده الوقائع المتمثلة في تسابق العشرات من أبناء الدائرة الواحدة -وحتى من الأسرة الواحدة إلى الترشح باسم المؤتمر الذي أضحى حلم الكثير من تلك الشخصيات لأجل ضمان كرسي البرلمان بحسب رؤيتهم عدم تأكيد المعارضة مشاركتها في الانتخابات القادمة من عدمه حتى اللحظة وعدم اتخاذ قرار جاد ونهائي في مقاطعتها جعل الكثيرين من قياداتها يشيرون إلى التلميح بإمكانية المشاركة في الانتخابات والنزول كمرشحين مستقلين وهو الأمر الذي - على ما يبدو - ستلجأ إليه المعارضة في حالة عدم مشاركتها في الانتخابات بصورة رسمية لتكن في ذلك قد حزمت أمرها في عدم شرعية الانتخابات من جهة و من جهة أخرى ضمان مقاعد تحت قبة البرلمان خاصة في ظل التشققات المؤتمرية الراهنة، ، ليكن الأمر الأهم في هذه اللعبة زعزعة بعض من أركان المؤتمر بنجاح المستقلين عوضاً عن مرشحي الحزب الحاكم بالرغم من المقاطعة وهو ذات الأمر الذي سيستغل كبوق إعلامي ناجح و فعال لقيادات المشترك في مخاطبتها للداخل والخارج في بعد نظرها لمقاطعة الانتخابات. . . و لكي نكون بعيدين عن التكهنات و هو ما لم نطلق عليه تحليلات بالطبع لكي لا يبدو الأمر في نظر البعض أقرب إلى مسرحية هزيلة نرحل في هذا التقرير من الحلقة الثانية عن الانتخابات في تعز إلى مديرية صبر التي توجد فيها أربع دوائر انتخابية ( 49 - 50 - 51 - 52 ) فهذه المديرية بمختلف دوائرها تشهد زخماً انتخابياً و تنافساً غير عادي حذا بالبعض إلى منافسة أقربائهم. . الدائرة ( 49 ) تعود للدكتور عبدالوهاب محمود الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي والذي يتمتع بشخصية محبوبة وإجماع شعبي كاسح يؤهله للمجلس دون منازع عبدالوهاب الذي انظم مؤخراً للقاء المشترك - على خلفية عدم تلبية طموحه برئاسة المجلس تشير المصادر إلى أن الرجل يعتزم عدم الترشح في الانتخابات القادمة في حين أكدت مصادر " أخبار اليوم " أنه بصدد ترشيح نجله رامي خلفاً له - ولم يتسنً لنا التأكد من صحة هذه المعلومات - إلا أن الواقع يقترب من مصداقية الخبر خاصة مع إقدام بعض الشخصيات الهامة في المديرية لترشيح نفسها أمثال عبدالله الأمير الذي إنتقل إلى دائرته للمنافسة و كان قد ترشح في الانتخابات السابقة في الدائرة ( 50 ) باسم المؤتمر الذي نجح فيها العضو البرلماني المستقل عبدالولي الجابري ومن ضمن المتقدمين في هذه الدائرة الشيخ أحمد سعيد و الشيخ عبدالرحمن أحمد العوني وتؤكد المصادر أنه في حالة عدم ترشيح عبدالوهاب نفسه قد تخرج الدائرة عن سيطرته لعدم تمتع نجله بالشعبية التي يتمتع بها. الدائرة ( 50 ) والتي ترجع للمرشح المستقل عبدالولي الجابري يؤكد المواطنون فيها أن الانتخابات القادمة ستجعل الدائرة تؤول لمرشح أخر إذا فرض نفسه بقوة في حين يؤكد الكثير من أبناء هذه الدائرة تأييدهم للعقيد عبدالولي البحيري وذلك نظير أدائه في خدمة أبناء المنطقة. وتقول المصادر إن العضو البرلماني الحالي ينوي الترشح باسم المؤتمر إذا تمت تزكيته في الانتخابات القادمة - لم يتسنً لنا التأكد من مصداقية الخبر أيضاً - في حين أكد العقيد البحيري ترشيح نفسه ويأمل تزكيته والنزول باسم المؤتمر وفي حالة عدم ذلك فإن الخيار الوحيد أمامه النزول مستقل. . البحيري الذي بدا واثقاً من فوزه أرجع الأسباب إلى صفات أبناء هذه الدائرة والرغبة بالتغيير المستمر منوهاً بعدم نجاح أي عضو في دورتين انتخابيتين، معتبراً في ختام حديثه أن الميدان هو من سيقرر مرشحة لعضوية مجلس النواب للدورة القادمة، من ضمن من يسعى للترشيح في هذه الدائرة الدكتور أمين أحمد محمود ووليد هزاع ورشاد عبدالله سيف وهزاع عبدالغني وغيرهم في حين يطمح بعضهم إلى الترشح باسم المؤتمر وهناك من يرغب بالنزول مستقل. الدائرة ( 51 ) تعود للنائب المؤتمري الشيخ صادق علي عبدالله الضباب فالرجل يتمتع بشعبية كاسحة في دائرته جعلت البعض يخمن أن الرجل لم يعد ينوي الترشح في الانتخابات القادمة إلا أن مصادر استبعدت الخبر - وهو ما لم يتسنً التأكد منه أيضا - ونوهت تلك المصادر إلى أن الانسحاب إذا كان صحيحاً ستتراجع في ظل ضغوطات مؤتمرية. الدائرة الأخيرة ( 52 ) في مديرية صبر تشهد هي الأخرى تنافساً محموماً على كرسي البرلمان وصل التنافس فيها بين أبناء العمومة. . وتعود الدائرة للعضو المؤتمري عبدالعزيز الجنيد و ينافسه في هذه الانتخابات أحد أقربائه الدكتور محمود الجنيد الذي له خدمات ملموسة وجوهرية لا ينكرها أحد من أبناء المديرية حتى عبدالعزيز الجنيد نفسه علاوة على الشيخ عبده علي الجراد ي والشيخ عبدالمؤمن محمد إسماعيل وعبدالسلام الرمانة. . و حسب الشيخ عبدالمؤمن فإنه يأمل مع بقية المرشحين تزكيته والترشح باسم المؤتمر مذكرا بما حدث في الانتخابات الماضية حين تنازل لمرشح المؤتمر مقابل وعود سابقة بتمكينه من الدائرة في هذه الانتخابات و كان من ضمن من وعوده الدكتور عبدالوهاب راوح وزير الخدمة المدنية في حينها والمحافظ السابق الحجري و أمين عام المجلس للمحافظة حاليا محمد الحاج وأردف عبدالمؤمن أنه بصدد التنازل عن كل ذلك في حالة ما تمت تزكية كل من عبده علي الجرادي أو عبدالسلام الرمانة، منوها الى أن الرجل الأول يتمتع بنفوذ قبلي واسع بينما الآخر قدم الكثير لأبناء المديرية. ومع سباق هؤلاء لنيل رضاء المؤتمر لأجل ضمان كرسي لهم تحت قبة البرلمان سيحذوا الأمل بالبقية لذات الكرسي بالنزول مستقلين ولا يخلو هذا النزول في هذه المديرية من قيادات مستقلة تنتمي للمعارضة، ممن وجدوا الثقة بأنفسهم وقدم النصح للمؤتمر باختيار الأفضل لعدم تكرر الأخطاء السابقة و هو ما لا يبدو واضحاً في الأفق بقدر ما أصبحت المصلحة الشخصية هي المخيمة على الجميع.