منعت الأجهزة الأمنية في محافظة عدن صباح أمس ملتقى التصالح والتسامح من إقامة مهرجان في محطة الهاشمي في الشيخ عثمان دعت إليه قيادات التصالح والتسامح إحياءً للذكرى الثالثة لإعلانها الملتقى في 13/1/2007م. وكان أعضاء ملتقى التصالح والتسامح قد حاولوا التجمع في ساحة الهاشمي كجماعات إلا أن الأجهزة الأمنية قامت بتفريق تلك العناصر التي لم تستطع إقامة مظاهرتها الغير مرخصة في ظل التعزيزات الأمنية المشددة وإثر ذلك شهدت الساحة فوضى عارمة منقبل المتظاهرين احتجاجاً على منعهم من إقامة الفعالية حيث استخدم الهراوات ومسيلات الدموع وأصيب ثلاثة أشخاص من المتظاهرين يرقدون حالياً في مستشفى النقيب التخصصي في المنصورة وهم: شاكر الحكم "الشعيب الضالع"، محسن علي مثنى "ردفان لحج"، نبيل بلعيد حالته صعبة جداً حيث أصيب في العنق وحالته صعبة جداً، كما اعتقلت الأجهزة الأمنية العشرات من المتظاهرين وزعتهم على سجون الممدارة المنصورة، الشيخ عثمان، خور مكسر، صبر. إلى ذلك أصدر المجلس الوطني للفعالية بياناً عقب التظاهرة أشار فيه إلى أن شعار التصالح والتسامح تجسيد عملي على أرض الواقع وترجمة علمية لبلسم الجراح وقواعد ثابتة يقتضي على أبناء الجنوب الالتزام بها. وطالب البيان دول مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية الوقوف مع نضالهم حسب تعبيرهم. وأشارت مصادر طبية بمحافظة عدن إلى أن "15" شخصاً أصيبوا باختناق جراء القنابل المسيلة للدموع التي استخدمتها قوات الأمن في تفريق المتجمهرين الذين شرعوا في أعمال شغب ما أدى إلى اصطدامهم مع الأمن في شارع الذهب بالقرب من ساحة الهاشمي. وكانت قوات الأمن قد شرعت باعتقال العشرات ونقلهم إلى المعتقلات وبلغ عدد المعتقلين حسب شهود عيان أكدوا اعتقال "50" مشاركاً كانوا قد قدموا إلى مكان المهرجان بناءً على دعوة قيادة ما يسمى بالحراك الجنوبي لإحياء ذكرى مجزرة "13" يناير الدامية التي جرت في المحافظات الجنوبية قبل إعلان الوحدة اليمنية آنذاك. وكان من المقرر أن تقيم قيادة ما يسمى بالحراك الجنوبي مهرجاناً جماهيرياً للتصالح والتسامح بين أبناء المحافظات الجنوبية وسط خلافات بينها ولا سيما مع أنصار النوبة الذي قال في تصريحات صحفية سابقة له: إن التسامح والتصالح مرة واحدة وليس كل مرة منتقداً إقامة الفعالية مرة أخرى، وداعياً الجماهير إلى المشاركة في فعاليته التي سيقيمها وأنصاره في 17 يناير الحالي. من جانبه اعتبر عبدالناصر باحبيب رئيس الدائرة السياسية للتجمع اليمني للإصلاح بعدن تعامل السلطة مع هذه الفعاليات الحديثة حد قوله يزيد من الاحتقانات السياسية في البلاد وعبر باحبيب عن إدانة اللقاء المشترك إدانة كاملة لهذا الأسلوب في التعامل مع الفعاليات المدنية مطالباً السلطة بمراجعة سياستها في التعامل مع هذه المطالب والجلوس على طاولة الحوار باعتباره الحل الأمثل لكل مشاكل المواطنين. وعبر باحبيب أيضاً عن تضامن اللقاء المشترك مع الجرحى والمعتقلين ورفضه لقمع الفعاليات الداعية لإرساء ثقافة التسامح والتصالح باعتبارها قيمة إنسانية يسعى إليها الجميع حد قوله. وكانت مجاميع مسلحة في مديرية ردفان من محافظة لحج قد تجمعت أمس في نقيل الحبيلين لقطع طريق عدنصنعاء بمنطقة الريدة حبيل جبر. وأشارت مصادر مطلعة ل "أخبار اليوم" إلى أن حملة أمنية توجهت مساء أمس وذلك في وقت المغرب لرفع التقطع الذي فرضته مجموعة من قطاع الطرق إلا أنه وحتى الساعة الثامنة والنصف من مساء أمس وخط صنعاءعدن لا زال مقطوعاً. وأضافت بعض المصادر أن قطع الطريق العام يأتي احتجاجاً على اعتقال عدد كبير من المتظاهرين في مدينة عدن.