في الوقت الذي أكد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري أنه تم التوصل إلى مصالحة بين قادة كل من السعودية وسوريا وبين مصر وقطر على هامش القمة الاقتصادية العربية بالكويت بارك الأستاذ/ محمد مهدي عاكف المرشد العام لحركة الإخوان المسلمين أي جهد يجمع العرب في أن يغيروا إستراتيجيتهم كعرب ليكونوا أمة واحدة لها منطق وفهم واحد وإستراتيجية واحدة لمواجهة العدو الصهيوني ومن يقف خلفه. واعتبر عاكف هذه المصالحات والتعبيرات الدبلوماسية وهذه اللقاءات أمراً مفروضاً ولا يحتاج إلى مصالحة، مستدركاً بالقول: المصالحة الحقيقية هي أن يعلنوا إستراتيجية واحدة لمواجهة الصهاينة ومن عاونهم، وإذا كان هناك همة ووجهة ورؤية واحدة وعمل جاد لحماية الأمة العربية وقاموا بذلك فسنشكرهم وندعمهم ونقف من خلفهم. وثمن عاكف في تصريح خاص ل "أخبار اليوم" أن تكون هذه المصالحة خطوة ومدخلاً لوضع الإستراتيجية العربية الإسلامية التي نواجه بها الصلف الصهيوني والأميركي. وحول العوامل التي أدت إلى هذه المصالحة قال عاكف: الأمور واضحة وضوح الشمس، فقادة الأمة العربية لم يكن لهم إستراتيجية مقاومة، ولكن عندهم إستراتيجية استسلام للعدو الصهيوني ومن خلفه الأميركان، وإذا كان لقادة الأمة العربية إستراتيجية تعمل على مصلحة شعوبهم لكانوا عند مستوى القدرة للحفاظ على مكانة أمتهم، ولكن للأسف الشديد الحرب على غزة كشفت أن الشعوب في واد والحكام في واد آخر، وأنا ادعوا الله مخلصاً أن يلتزم الحكام برؤية شعوبهم. وعما إذا كان لديه أي توقعات بما ستخرج به قمة الكويت الاقتصادية تمنى المرشد العام لحركة الإخوان المسلمين أن تسير قرارات قمة الكويت صوب مسارها الصحيح، وأن تقود هذه المصالحة إلى مصالحة مع الشعوب صاحبة الرأي، مشيراً إلى أنه في حال التزام الحكام برؤية شعوبهم فإنهم لن يروا من هذه الشعوب إلا كل قوة وعون ودعم طالما وهم يؤدون واجبهم لمصلحة أوطانهم. وفي سياق متصل أبدى الشيخ/ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الإسلامية بتونس في حديثه مع "أخبار اليوم" أمس أبدى تفائله في المصالحة، متمنياً في الوقت ذاته بأن تدوم هذه المصالحة لا أن تكون مجرد علاقات عامة، وإنما أن تؤسس لوفاق عربي حقيقي لدعم المقاومة، معتبراً أن مقياس نجاح وجدية هذه المصالحة مرتبط بأن تكون دعماً للمقاومة وتضع حداً لسراب الحلول السلمية التي لم تجلب لأمتنا وشعوبنا إلا سوءً. وفي رده على سؤال للصحيفة عما إذا كان القادة العرب بحاجة لمثل هذه المجازر ليدركوا خطورة خلافاتهم وانقساماتهم على قضايا الأمة. قال الغنوشي: في الأصل ما كانوا يحتاجون لهذا ولكن الواقع أثبت أن زلزالاً كان لا بد أن يحدث حتى يتحرك هؤلاء، وهذا يسمى العلاج بالصدمة وهو آخر أنواع العلاج لأي مرض. وعن توقعه لما ستخرج به قمة الكويت الاقتصادية العربية أكد الشيخ/ راشد بأن الشارع العربي والإسلامي والعالمي له مواقف مخالفة لمواقف حكوماته تجاه حرب غزة التي كانت تحتاج إلى قمة لا أن تكون مجرد هامش على القمة الاقتصادية بحسب ما يراه الغنوشي الذي أكد أيضاً أن المساعدات التي تعلن لغزة كان ينبغي أن تفرض على الصهاينة كتعويض على ما دمرته آلة الحرب الصهيونية. وقال: ثم ليس مؤكداً أن هذه الأموال ستصل إلى مستحقيها فالتجارب السابقة أثبتت أن هذه الأموال تكون إما وعوداً لا تدفع ولا تطبق وما ينفذ منها يقدم إلى سلطة عباس التي شهد الجميع بأنها سلطة فاسدة، متسائلاً ما إذا كان الرؤساء العرب سيتخذون هذه المرة طريقاً آخر غير طريق عباس؟ ونوه الغنوشي إلى أن الرؤساء العرب ما زالوا متمسكين بسلطة عباس ورافضين دعوة المقاومة ممثلة بفصائلها، وأن هذا التمسك يعتبر إما أنهم لا يزالون يخجلون من التعامل مع المقاومة أو أنهم يجاملون الخيار الأميركي الغير راضي عن المقاومة. وأوضح بأنه كان يتمنى بأن يرى ممثلي المقاومة حاضرين في قمة الكويت كما رأيناهم في قمة قطر، مشيراً إلى أن من يعتبر حضور ممثلي عباس وفصائل المقاومة يعزز الانقسام الفلسطيني في قمة الكويت بأنه خاطئ كون القضية الفلسطينية التي يجب أن يجتمع الناس حولها لا أن يتفرقوا كونها أهم قضية في المنطقة قادرة على جمع الصف لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، مؤكداً في ختام حديثه بأن فصائل المقاومة هي الأولى بتمثيل فلسطين لأنها من تدفع الدم.