سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مسؤولون يعتبرون استمرار التعاقد معها يستنزف«200»مليون دولار سنوياً من موارد البلاد.. «أجريكو» البريطانية تقطع الكهرباء عن عدد من المحافظات والمؤسسة تضاعف ساعات الإطفاء
علمت "أخبار اليوم " من مصادر مطلعة بوزارة الكهرباء والطاقة أن شركة "اجريكو" البريطانية الخاصة بتوليد الطاقة الكهربائية التي تعمل في اليمن وتقوم بتزويد عدد من المحافظات اليمنية بالطاقة الكهربائية بدأت يوم أمس الثلاثاء بقطع جزئي للكهرباء التي تزود بها محافظات يمنية. وأوضحت المصادر أن الشركة باشرت عند الساعة الخامسة من مساء أمس بقطع ما قدرته "240 ميجاوات" من إجمالي الطاقة الكهربائية التي تبيعها الشركة لوزارة الكهرباء اليمنية. وأشارت المصادر إلى أن شركة "اجريكو" قد أمهلت وزارة الكهرباء والطاقة والمؤسسة العامة للكهرباء حتى الساعة الخامسة من مساء أمس لتسديد المديونية التي عليها والمقدرة ب "22" مليون دولار ما لم ستلجأ الشركة إلى إيقاف خدمتها جزئيا المتمثلة بتزويد عدد من محافظات الجمهورية بالطاقة الكهربائية وهو ما قامت به فعلا حيث لوحظ يوم أمس انقطاع التيار الكهربائي عن أمانة العاصمة ومحافظات أخرى لتغطي المؤسسة حجم العجز في توليد الطاقة الكهربائية في المحافظات التي تزودها الشركة بالكهرباء وقد ظهر هذا الإجراء جليا يوم أمس حين امتدت فترة انقطاع الكهرباء عن عدد من الأحياء السكنية بالأمانة وتلك المحافظات لأكثر من ساعتين وزعتها المؤسسة على أحياء الأمانة والمحافظات طوال ساعات مساء أمس. المصادر ذاتها كشف للصحفية عن استياء واسع لدى عدد من مسئولي المؤسسة والذين اعتبروا استمرار التعاقد مع هذه الشركة يعتبر استنزافا لموارد ومقدرات البلاد حيث أن العقد المبرم بين المؤسسة العامة للكهرباء والشركة البريطانية ينص على أن تقوم المؤسسة بدفع مبلغ وقدره "75" مليون دولار في السنة مقابل أن تقوم الشركة بتوليد ما قدرته أكثر من "400" ميجاوات لتزويد ست محافظات بالطاقة الكهربائية وهي عدن والحديدة وحضرموت وعمران وتعز وسيئون. . موضحة بأن العقد المجحف ينص احد بنوده على أن تلتزم المؤسسة بتوفير كمية المحروقات اللازمة لتوليد الطاقة الكهربائية للشركة مجانا حيث تبلغ تكلفة هذه المواد من المحروقات سنويا مبلغاً وقدره "120" مليون دولار أي أن المؤسسة تقوم بدفع نحو "200" مليون دولار تقريبا لصالح الشركة. وأفادت المصادر انه في الوقت الذي يعتبر عدد من مسئولي المؤسسة التعاقد مع هذه الشركة يقوم نافذين بتحريض القائمين على شركة "اجريكو" بقطع الكهرباء للضغط على المؤسسة لدفع مستحقاتها ويقوم النافذون أيضا بالتدخل لدى جهات في الدولة لفرض استمرار بالتعاقد مع هذه الشركة. . مشيرة إلى أن موظفي مؤسسة الكهرباء البالغ عددهم 16 ألف موظف أصبحوا منذ إبرام العقد المشار إليه آنفا عبارة عن موظفي تحصيل ل "أجريكو" البريطانية حيث أصبحت مهامهم إيجاد وتوفير المبالغ المالية المستحقة للشركة وتسديد قيمة المحروقات التي يتم تزويد الشركة بها مجانا. تجدر الإشارة إلى أن شركة "اجريكو" سبق وان هددت وزارة الكهرباء بقطع إمداد الطاقة الكهربائية عن ست مدن يمنية منتصف شهر فبراير من العام المنصرم بعد تأخر المؤسسة عن تسديد استحقاقات الشركة لتلك الفترة والتي بلغت حينها "75" مليون دولار.