ذكرت مصادر أمنية أن السلطات اليمنية بدأت بنشر مئات الجنود في المناطق الحدودية تحسباً لتسلل أعضاء من تنظيم القاعدة من دول مجاورة إلى أراضيها بهدف تنفيذ مخططات إرهابية ضد مصالح أجنبية ومنشآءات حيوية في اليمن. وقال وكيل وزارة الداخلية لقطاع الأمن اللواء/ محمد القوسي في اتصال هاتفي مع صحيفة "الحياة" اللندنية أن الأجهزة الأمنية تقوم بعملها وتترصد المواقع المحتملة للتنظيم، لافتاً إلى تعاون كبير تلقاه من المواطنين لتتبع خيوطه. وأضاف: تهديدات التنظيم ليست جديدة بل هي في الواقع دائمة، والأجهزة الأمنية تقوم بعملها في متابعته الآن. وبخصوص التعاون الأمني بين الرياض وصنعاء في مجال مكافحة الإرهاب أوضح القوسي: أن التعاون الأمني كبير وملموس على جميع الأصعدة، وكذلك الحال في تبادل المعلومات الأمنية المهمة للطرفين. وتأتي هذه الإجراءات عقب حصول أجهزة الأمن اليمنية على معلومات تفيد بمحاولة تسلل بعض عناصر القاعدة في السعودية إلى الأراضي اليمنية بهدف الانضمام إلى زملائهم المتواجدين في اليمن، خصوصاً بعد إعلان فرع القاعدة في اليمن تنصيب السعودي سعيد الشهري نائباًَ جديداً لزعيم التنظيم ناصر الوحيشي وكانت القاعدة قد أعلنت في الرابع والعشرين من يناير عن تشكيل قيادة مشتركة لها في الجزيرة العربية يتزعمه ناصر عبدالكريم الوحيشي المكنى أبو بصير. هذا وتوقع اللواء القوسي أن يتم القبض على عناصر التنظيم الجديد في أي وقت. وكشفت المصادر الأمنية عن اعترافت متهمين بالانتماء لتنظيم القاعدة بينهم سعوديون لا تزال التحقيقات جارية معهم بتلقيهم دعم لوجستي من جهات خارجية لتنفيذ هجمات إرهابية تستهدف المصالح الأجنبية وعلى رأسها السفارة الأميركية والبريطانية، إضافة إلى بعض المنشئات والمرافق السياحية في اليمن، إلا أن المصدر رفض الكشف عن هوية تلك الجهات لأسباب قال: إنها تتعلق بالإجراءات الأمنية. وكان مساعد وزير الداخلية بالمملكة العربية السعودية الأمير محمد بن نائف بن عبدالعزيز آل سعود زار اليمن الأسبوع الماضي ناقلاً خلال زيارته رسالة من العاهل السعودي إلى الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية تتعلق بالعلاقات الثنائية بين اليمن والسعودية، ومجالات التعاون والتنسيق بين البلدين خاصة في المجال الأمني ومكافحة الإرهاب. وجاءت زيارة مساعد وزير الداخلية السعودي لليمن بعد أيام من عملية نوعية خاطفة للأمن اليمني شهدت مواجهة مسلحة مع عناصر خلية إرهابية وأسفرت عن مصرع "2" من عناصر الخلية أحدهما يدعى سالم أحمد مقصف سعودي الجنسية، وهو من العناصر المطلوبة لسلطات الأمن في كل من اليمن والسعودية، وكان من ضمن أفراد الخلية التي استهدفت مدرسة 7 يوليو في حي سعوان بأمانة العاصمة العام الماضي، وأحد أفراد خلية حمزة القعيطي الذي لقي مصرعه مع آخرين من تنظيم القاعدة في مواجهة مع أجهزة الأمن في مدينة تريم بحضرموت في 11 أغسطس من العام الماضي، فيما يدعى الثاني الذي لقي مصرعه في العملية بدار داوود صالح مشرع وهو من محافظة الحديدة ومن مواليد السعودية.