ما زالت قضية إجراء الانتخابات البرلمانية القادمة في موعدها أو تأجيلها تشهد حالة من المد والجزر رغم التأكيدات المتواصلة من قبل قيادات الحزب الحاكم من جهة وقيادات حكومته أيضاً من جهة ثانية على أن الانتخابات ستجرى في موعدها المحدد 27 ابريل2009م حتى وان لم تشارك أحزاب اللقاء المشترك ، ويقابل هذا التفرد بالانتخابات من قبل المؤتمر الشعبي العام تفاؤل من أوساط سياسية بان ثمة بصيص أمل لإيجاد حالة من التوافق بين أحزاب اللقاء المشترك والحزب الحاكم ما زال موجودا في حال تدخل الرئيس رغم الأصوات والدعوات لانفراد الشعبي العام في الانتخابات المقبلة. وفي هذا السياق أكدت مصادر خاصة ل "أخبار اليوم " بان زيارة السيد لس كاميل المدير الإقليمي للمعهد الديمقراطي الأميركي لشؤون أفريقيا والشرق الأوسط -الذي غادر اليمن مساء أمس- لم تضف أي جديد حول حوار الحزب الحاكم مع المعارضة ممثلة في المشترك وان مهمته اقتصرت على نقل ما تطرحه أحزاب المشترك إلى المؤتمر وكذلك العكس. لس كامبل الذي جاء بناءا على دعوة الحزب الحاكم التقى يوم أمس رئيس الجمهورية وعدداً من قيادات المؤتمر لبحث مسالة التحضير للانتخابات النيابية القادمة ونقلت عنه وسائل إعلام الحزب الحاكم إشادته بالتحضيرات والاستعدادات الجارية لإجراء الانتخابات النيابية في موعدها المحدد ، إلا أن كامبل -وبحسب المصادر- اتصل فور خروجه من اللقاء بقيادات المشترك لإبلاغهم بما تم في اللقاء كي لا ينقل في وسائل إعلام المؤتمر كلام لم يقله الأمر الذي أوضح أن كامبل أراد أن ينقل لأحزاب المشترك سوء نية الحزب الحاكم في توجيه الدعوة لزيارته لليمن إن صح التعبير. وعلى صعيد متصل أفادت المصادر ذاتها أن اجتماع اللجنة العامة التابعة للمؤتمر الشعبي العام يوم الاثنين المنصرم وخروجها بقرار شدد على ضرورة إجراء الانتخابات في موعدها حتى بدون مشاركة اللقاء المشترك ودون أي توافق قد زاد الأمور تعقيدا وأضاف عقبات جديدة أمام أي حوار أو توافق بين فرقاء العمل السياسي من جهة وحال دون إنجاح أي مهمة وساطة كان كامبل يعتزم القيام بها أو المفوضية الأوروبية من جهة ثانية. إلى ذلك كشفت مصادر مطلعة ل "أخبار اليوم" أن رئيس الجمهورية كان قد كلف كلا من الدكتور عبدالكريم الارياني المستشار السياسي لرئيس الجمهورية والأستاذ إسماعيل الوزير رئيس المكتب اليمني للتحكيم وعضو مجلس الشورى للتباحث مع قيادات اللقاء المشترك حول مدة تأجيل الانتخابات وبقية القضايا العالقة التي تحول دون أي توافق بما فيها نقطة الخلاف حول العمل بالقائمة النسبية في الانتخابات المقبلة او تأجيلها لحين إشعار آخر. وأوضحت المصادر بان قيادات المشترك اتفقت مع رئيس الجمهورية لبحث هذه القضايا مع الارياني والوزير في منزل الأول وحدد موعد اللقاء يوم الاثنين المنصرم إلا أن قيادات اللقاء المشترك تفاجأت باحتشاد أعضاء من اللجنة العامة للمؤتمر من دون المكلفين أتوا للمشاركة في هذا اللقاء الأمر الذي زاد الطين بلة وأثار استياء قيادات اللقاء المشترك وحال دون الخروج بأي نتيجة نظرا لرفض عدد من أعضاء اللجنة العامة الذين حضروا اللقاء إدراج نقطة القائمة النسبية للمناقشة في هذا اللقاء الأمر الذي عكس حجم المساعي التي تبذلها قيادات في المؤتمر لإفشال أي توافق بين الحزب الحاكم والمشترك ورغبتها في دخول الحزب الحاكم الانتخابات بصورة منفردة. وحول رغبة قوى مؤتمرية في إجراء الانتخابات في موعدها المحدد ودون مشاركة المعارضة أبدى النائب منصور الزنداني مقترحا في تصريحات صحفية أوصى فيه الحزب الحاكم بالاكتفاء بإجراء الانتخابات النيابية في صورة انتخابات تكميلية أي في الدوائر التي يمثلها نواب من أحزاب اللقاء المشترك بدلا من إجراءها في جميع دوائر الجمهورية. ونقل موقع "نيوز يمن " عن الزنداني قوله "يستحسن على المؤتمر الذي يصر على خوص الانتخابات المقبلة منفردا وبمعزل عن بقية شركاء العملية السياسية أن يكتفي بإقامتها في الدوائر المحسوبة على المشترك فقط ، بما يجنب الخزينة العامة التي تعاني عجزا كبيرا مزيدا من الخسائر التي سينفقها المؤتمر على الانتخابات وبما يحفظ السكينة العامة في البلاد.