سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
كشفت عن تخصيص اليمن «4» مليارات دولار للتسليح وتسابق روسي- أميركي- أوكراني للحصول على نصيب الأسد.. صحيفة روسية: محادثات التسليح بين صنعاء وموسكو تعثرت بسبب طلب شطب 1.2 مليار دولار من الديون
قالت صحيفة روسية إن الآمال بإبرام عقود لمشتريات يمنية كبرى من الأسلحة الروسية خلال زيارة رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح إلى روسيا الاتحادية ربما تسقط وذلك بسبب الأزمة الاقتصادية بالإضافة إلى عدم تكامل العلاقات بين البلدين. ونقلت صحيفة "كوميرسانت" عن مصدر في شركة "روسوبورون اكسبورت" الروسية لتصدير الأسلحة قوله إن البلدين قد يتوصلان إلى صفقة قيمتها 250 مليون دولار لشراء 100 مركبة مدرعة و300 شاحنة و50 مدفع هاون مع الذخائر. وأضافت الصحيفة أن ذلك سيكون أقل بكثير مما تأمله روسيا في الحصول على قطعة كبيرة من برنامج التحديث العسكري الذي تقوم به اليمن والبالغ قيمته أربعة مليارات دولار، والذي تتنافس عليه أيضاً كل من الولاياتالمتحدة وأوكرانيا. وبحسب الصحيفة: "المشكلة الرئيسية هي أن اليمن تريد أن تؤمن لنفسها خصماً كبيراً في شراء الأسلحة، ولكن موسكو ليست مستعدة تماما لتقديم ذلك نظرا للأزمة الاقتصادية". وأوضحت الصحيفة أن مسئولين يمنيين وصلوا قبل أسبوعين إلى موسكو مع قائمة تسوق ضخمة من المعدات العسكرية، ولكن المحادثات تعثرت على طلب شطب 1. 2 مليار دولار من ديون اليمن لموسكو. وبحسب المعلومات الواردة من مصادر ل "كوميرسانت" فان الوفد العسكري اليمني الرفيع المستوى، الذي يضم أيضا وزير المالية كان قد زار موسكو قبل زيارة الرئيس اليمني بأسبوعين. وطرح الوفد قائمة بالأسلحة التي يهتم بها الجانب اليمني. ويدور الحديث بصورة خاصة حول المقاتلات " ميغ- 29" والمروحيات والدبابات وعربات المشاة القتالية وناقلات الأفراد المدرعة ووسائل الدفاع الجوي وراجمات الصواريخ والزوارق القتالية والرادارات. غير أن اليمن لا تستعد لتزويد مجمع الصناعات الروسية بطلبياتها، إلا بشرط، وهو أن تقدم روسيا على تقديم تسهيلات وامتيازات جادة لدى تسديد قيمة السلع، الأمر الذي لا تستعد روسيا لقبوله في ظروف الأزمة المالية العالمية ويضغط الجيش الروسي للتوصل إلى اتفاق مع اليمن حيث تسعى القوات البحرية الروسية إلى تأمين قاعدة جديدة لها على جزيرة سقطرى اليمنية، التي تقع قبالة القرن الأفريقي. وفي مستهل زيارته إلى موسكو الأربعاء، قال رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح لرئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين إنه ينوي الحفاظ على علاقات طيبة مع روسيا في مجال إمدادات الأسلحة والثقافة. ووفقا لسجل المحادثات الذي نشره مكتب بوتين، قال رئيس الجمهورية "إننا بالتأكيد نتوقع نفس هذه الرغبة من جانب روسيا". إلى ذلك نقلت قناة روسيا اليوم على موقعها الالكتروني عن صحيفة "كوميرسانت" أن الرئيس اليمني يعول على شطب الدين اليمني لروسيا الاتحادية والبالغ 1. 2 مليار دولار مقابل منح موسكو الحق بتطبيق البرنامج الواسع النطاق، الخاص بتحديث الجيش اليمني. ويقدر البرنامج بقيمة 4 مليارات دولار. بالإضافة إلى ذلك فان رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح أعرب عن استعداده لضمان مشاركة المؤسسات الروسية في تحقيق مشاريع مدنية كبرى. وبحسب الصحيفة فان المشكلة تكمن في أن اليمن تحاول المراهنة على نيل تسهيلات كبيرة فيما يتعلق بشراء الأسلحة الروسية في الوقت الذي لا تجد موسكو نفسها مستعدة لها، بشكل كامل في ظروف الأزمة الاقتصادية. ويدور الحديث بصورة خاصة حول إنشاء المحطات الكهرحرارية ومصافي البترول وخطوط أنابيب النفط والغاز التي كانت قد أبدت اهتماما بها شركة "ستروي ترانس غاز" الروسية. ويعطى العسكريون الروس أهمية بالغة لليمن، التي تحتل موقعا استراتيجيا هاما في الجزيرة العربية يسمح لها بالسيطرة على احد أكثر المسارات البحرية حيوية الذي يربط أوروبا بآسيا، عن طريق قناة السويس. فيما تعول القوة البحرية الروسية على استعادة قاعدة بحرية لها في جزيرة سقطرى اليمنية ، الأمر الذي يتيح لها إمكانية السيطرة على قسم من المحيط الهندي ، بما في ذلك حركة ناقلات البترول الكبرى القادمة من الخليج العربي. ويقول العسكريون في موسكو انه من المستحسن الإسراع في إبرام عقود مع اليمن، علما بان هناك دولاً أخرى تحاول التمسك بسوق الأسلحة اليمنية ، وذلك وبحسب المعلومات الواردة من مصدر لصحيفة "كوميرسانت" في مجمع الصناعات الحربية الروسية. ويقول المصدر على وجه الخصوص إن الولاياتالمتحدة كانت قد اقترحت على صنعاء مشروعا لتحديث الجيش اليمني على حساب الأسلحة التي استغنى عنها الجيش الأمريكي. وهناك أوكرانيا التي تبدي أيضا اهتماما بإعادة تسليح اليمن. وتعتبر اليمن مستوردة تقليدية للسلاح الروسي. إلا أن التعاون العسكري التقني مع هذا البلد انتهى تقريبا بعد تفكك الاتحاد السوفيتي. ومن جانب آخر يحتاج الجيش اليمني في هذا الوقت بالذات إلى التحديث وإعادة التسليح. وكان رئيس الجمهورية قد وصل إلى العاصمة موسكو الأربعاء في زيارة تستغرق ثلاثة أيام بناءا على دعوة من الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف ، حيث أجرى محادثات مع الرئيس الروسي ورئيس وزرائه فلاديمير بوتين تناولت العلاقات التاريخية المتميزة التي تربط اليمن وروسيا والسبل الكفيلة بتعزيز مجالات التعاون المشترك في كافة الأصعدة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والثقافية والعسكرية وغيرها من المجالات.