اختتمت قمة الدوحة ال "21" أعمالها مساء أمس في العاصمة القطرية الدوحة بعد أن تم اختصار أعمالها إلى يوم واحد فقط. وأعلن البيان الختامي لقمة الدوحة عن التزام القادة العرب بالتضامن العربي وبتسوية الخلافات العربية بالحوار البناء وتعزيز العلاقات. ودعا البيان الذي سمي "إعلان الدوحة" إلى تحديث منظومة العمل العربي المشترك بما يتلاءم والتحديات الراهنة والمستقبلية التي تواجه الأمة العربية وأمنها القومي والسلام في الشرق الأوسط. وكان الرؤساء والزعماء العرب قد أكدوا في كلماتهم في الجلسة الافتتاحية للقمة على أهمية المصالحة العربية، داعين إلى إعطاء دفعة جديدة للعلاقات بين الأنظمة العربية. وأعلن البيان الختامي-الذي تلاه الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى- دعم القمة لصمود الشعب الفلسطيني في وجه الاحتلال الإسرائيلي وإدانتها للعدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، داعياً إلى تحميل إسرائيل المسؤولية القانونية والمادية على "ما ارتكبته من جرائم" في حق الفلسطينيين. وأكد إعلان الدوحة حرص القادة العرب على تعزيز الوحدة الفلسطينية ودعم الجهود الرامية إلى إنهاء الخلافات الفلسطينية، كما طالب بوقف الاستيطان الإسرائيلي وإزالة الجدار العازل وعدم المساس بالقدس الشريف. كما أعلن البيان الختامي تضامن الرؤساء والملوك العرب مع الرئيس السوداني عمر حسن البشير ورفضهم مذكرة الاعتقال التي أصدرتها بحقه المحكمة الجنائية الدولية، ورفضهم النيل من السودان ووحدة أراضيه. وكان البشير قد طالب قمة الدوحة خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية باتخاذ موقف واضح من مذكرة المحكمة الجنائية الدولية، وشدد على ضرورة إصلاح مجلس الأمن والمضي قدما في تنقية الأجواء العربية وإنهاء حالة الانقسام في الساحة الفلسطينية وعدم تسييس إعادة الإعمار في قطاع غزة. وكان الزعم الليبي العقيد معمر القذافي قد قاطع رئيس القمة أمير قطر بعد كلمة الافتتاح مباشرة بتوجيه الخطاب إلى ملك المملكة العربية السعودية بالقول : أنت من ورائك الكذب ومن أمامك القبر وأنت صنعتك بريطانيا وتحميك أميركا لكنني مستعد لإنهاء النزاعات والخلافات بيني وبينك وأن تزورني وأزورك " وبعد ذلك جرت جلسة مصالحة بين ملك المملكة السعودية والعقيد القذافي. وغاب عن القمة عدة زعماء عرب حيث غاب الرئيس الجزائري لوجود انتخابات في الجزائر بعد أيام ، فيما غاب ملك المغرب ، الذي لا يحضر القمم عادة ، وتغيب سلطان عمان ، لذات السبب اذ لا يحضر كثيرا من القمم العربية ، وتغيب الرئيس العراقي لأسباب صحية بالإضافة إلى عودته من سفر مرهق الى الولاياتالمتحدة كما تغيب الرئيس المصري ، الذي سعت قطر حتى اللحظات الأخيرة لإقناعه بالحضور ، وكشفت مصادر مطلعة ان مسؤولاً مصريا أبلغ مسؤولين عرب خلال القمة ، بوجود تحسس مصري من درجة الموفد القطري ، الذي نقل الدعوة القطرية لمبارك لحضور القمة العربية ، إلا ان الرد تلخص بأن هذا الموفد هو الذي نقل كل الدعوات إلى الزعماء العرب ، ولا يوجد انتقاص لدور مصر ، غير ان المسؤول أشار إلى سفر رئيس وزراء قطر شخصيا إلى السودان لنقل الدعوة فجاء الرد بكون الوضع في السودان يبقى مختلفا ، لوجود مشكلة تتعلق بوضع البشير الذي نقل له القطريون ضمانات بسلامته خلال سفره. وكان من المقرر أن تعقد القمة العربية الثانية والعشرون لعام 2010 في جمهورية العراق إلا أن العراق ممثلا برئيس الحكومة العراقية نوري المالكي أعتذر بحجة أن العراق ليس مستعدا الآن لاستضافة القمة وأنه مازال بحاجة الى وقت لاستضافتها على أن تستضيف العراق القمة العربية لعام 2011 وبذلك تستضيف ليبيا القمة القادمة.