سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مراقبون ذكّروا بوصفه لخطاب البيض «حلقة لترتيبات قادمة ستتجاوز علي سالم إلى ما عداه».. ناصر والعطاس يدشنان مرحلة تحالف جديدة بعيدةً عن مطالب فك الإرتباط وقريبة من الحوار
إننا ونحن نتابع باهتمام وقلق تداعيات التصعيد الخطير ، نطالب بسحب القوات المسلحة وقوى الأمن المركزي والقوات الخاصة والحرس الجمهوري من المدن والقرى والتخلي عن عسكرة الحياة المدنية والفك الفوري للحصار على زنجبار وغيرها، كما يتعين على السلطات إطلاقسراح المعتقلين على ذمة الحراك الجنوبي "السلمي" فوراً دون قيد أو شرط والتوقف عن المطاردات والملاحقات والإعتقالات وذلك كمقدمة للعودة إلى الحوار وإلى كلمة سواء ، إن استمرار سياسة القمع إنما يقود البلاد إلى هاوية سحقية ومستقبل ينذر بأخطار داهمة لن يكون من السهل التحكم في آثارها الكارثية" .. بهذه العبارات ختم كل من علي ناصر محمد وحيدر أبو بكر العطاس بيانهما الذي أصدراه يوم أمس كردة فعل على ما وصفوه بالفاجعة التي شهدتها محافظة أبين يوم أمس الأول. وأهاب "ناصر" و"العطاس" كافة القوى الوطنية والرأي العام المحلي بالتعاطي مع الحراك الجنوبي "السلمي" بمسؤولية وطنية وبنظرة إستراتيجية عميقة لتجنيب البلاد والعباد شرور سياسة الاستحواذ والإستملاك والإقصاء. بركيزتها تيهاب القمع والاستبداد. وقال العطاس وعلي ناصر في البيان : لقد أكدنا مراراً وشددنا على ضرورة التعاطي بمسؤولية مع ملف القضية الجنوبية كملف سياسي فرضته سياسة الإستحواذ والإقصاء ، ونبذ سياسة العنف التي لا تولد إلا العنف ، كما أن استخدام القوة لا يقدم حلاً لقضية سياسية وإنما يعقدها ويعمق الكراهية بين أطرافها ويهدم وسائج الإخاء والوحدة ويزعزع الأمن والإستقرار والسلم الاجتماعي. بيان "ناصر" و"العطاس" إعتبره مراقبون سياسيون يحمل دلالات كثيرة وله أبعاد كثيرة أيضاً حيث يشير إلى أن ثمة توافقاً بين الرجلين تم مؤخراً، خاصة بعد خروج علي سالم البيض عن صمته ، مذكرين بتعليق علي ناصر على أول خطاب للبيض في 21/ مايو المنصرم الذي أعتبره "حلقة توثيق لترتيبات قادمة ربما تتجاوز البيض إلى ما عداه". وأوضح المراقبون بأن خروج ناصر والعطاس في هذا البيان بعد يوم واحد من خروج علي سالم البيض ببيان مغاير تماماً لبيان الرجلين في المضمون والمحتوى ، حيث كان البيض قد وجه نداء استغاثته إلى الخارج والمنظمات والهيئات الدولية في حين كان ناصر والعطاس أكثر حصافة في بيانهما من علي سالم واللذان دعيا فيه كافة القوى الوطنية للتعامل بمسؤولية مع قوى الحراك وطالبا السلطة بالكف عن استخدام القوة تجاه الحراك الجنوبي والاعتراف بالقضية الجنوبية كمقدمة للحوار.. واعتبر المراقبون أن الجديد في بيان ناصر والعطاس تغيير الأخير لمواقفه السابقة التي كان يدعو فيها إلى ضرورة فك الارتباط وتأكيده على أنه لا يوجد أي حل للقضية الجنوبية سوى الانفصال الأمر الذي يجبر كافة القوى السياسية في الساحة اليمنية على قراءة بيان الرجلين بحصافة ومسؤولية عالية جداً بعيداً عن أي مناكفات سياسية أو حزبية.