سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أكد أن سقوط الحوثيين ضحايا يقلص المد الثوري وأن نجاح إيران يكمن في التصعيد الطائفي.. د. الطريفي : أي تدخل أجنبي أو مصالحة في اليمن يوقظ فتنة ويفرض شروطاً تعجيزية
أكد محلل سياسي سعودي وخبير في الشؤون الإرهابية أن أبرز تحديات اليمن الداخلية والخارجية والتي دفعت إلى القلق على مستقبل البلاد هو تحول التمرد الحوثي إلى ملف إقليمي ساخن تتوزع فيه الاتهامات ما بين إيران والولايات المتحدة ودول الجوار. وأوضح المحلل السياسي الدكتور عادل بنزيد الطريفي أن تحول التمرد في اليمن إلى ملف إقليمي دفع البعض إلى المطالبة بضرورة التدخل في اليمن لتحجيم تنامي التهديد الشيعي وإيقاف التدخل الإيراني ، مشيراً إلى أن فكرة التدخل في اليمن عند المطالبين بها تبدوا غير مبررة ولكن طبيعة الأحداث في البلاد توفر مساحة تدخل لأي قوى أجنبية وعلى الخصوص دول الجوار كون ذلك من شأنه إيقاظ فتنة نائمة ، وإن الدعوات إلى مؤتمرات مصالحة قد لا تعمل على حل المشكلة لأنها ربما إنهارت في وقت قصير أو تحولت إلى فرص جديدة لفرض شروط تعجيزية لطرف ضد الآخر. وقال الطريفي في مقال له نشرته جريدة الرياض اليومية إن عدداً من الدول العربية أبدت حتى الآن موقفاً حذراً مما يجري في شمال صنعاء مع استمرار دعمها للحكومة المركزية في اليمن ، في زيارته إلى صنعاء أكد أمين عام مجلس التعاون الخليجي عبدالرحمن العطية تأييد دول الخليج لجهود الحكومة اليمنية ولكنه شدد على ضرورة اللجوء إلى الحوار لحل الأزمة وأن الأميركيين والأوربيين أيضاً يتبعون السياسة ذاتها، مستدركاً أنه حتى اليوم لا تزال الحركة الحوثية تتحرك بحرية في أوروبا بالرغم من طلبات القبض التي أرسلتها الحكومة إلى الأنتربول بغرض استرجاع ومحاكمة بعض الناشطين في الأحداث هناك. وأشار إلى أن ما يفسر التأييد الذي يتلقاه متمردو الحوثي في صعدة حتى من أفراد لم يتعرفوا قط إلى أفكاره أو ما يدعو إليه - يعود إلى وجود مجتمع قبلي تتفوق فيه الولاءات العشائرية على الولاءات السياسية علاوة إلى الظهور القوي للقاعدة وهيمنة الخطاب الديني المتشدد وآلاف المهاجرين غير الشرعيين من أفريقيا. وأكد المحلل السياسي عادل الطريفي أن الرئيس علي عبدالله صالح لا يزال هو مصدر الشرعية في نظر المجتمع الدولي والداخل اليمني وأنه لا يملك أحد أن يختلف مع الحكومة اليمنية في حقها في مواجهة أي جماعة أو فرقة تحمل السلاح على الحكومة أو تطالب بالانقلاب عليها لا سيما إذا كانت هذه الدعوات ملطخة بثارات طائفية ومذهبية. وفيما أكد الطريفي في مقاله أن الحرس الثوري الإيراني له تواجد ونشاط سري وعلني في عدد من دول الجوار ولا سيما نشاطه في التبشير بالإمامية عبر دفع المال وتأمين السلاح لأي جهة يمكن أن يخترقها في المنطقة - قال إن قدرة إيران على الاختراق الطائفي في اليمن لم تحقق بعض النجاح النسبي إلا مؤخراً عبر استغلال التحرك الحوثي وتقديم الدعاية الطائفية ضد الحكومة. ولفت إلى أن فرص نجاح إيران الثورية باليمن مرتبط باستمرار تصاعد خطاب المواجهة والتصعيد الطائفي ، ومن شأن انخفاض مستوى الاستقطاب الطائفي - عبر سقوط المزيد من الضحايا- أن يحد من انتشار المد الثوري الإمامي ، منوهاً في ختام مقاله المنشور في صحيفة الرياض السعودية إلى أن أي تدخل أجنبي في اليمن سيتسبب في توتير العلاقات مع قبائل المناطق وإيقاظ سلسلة من الخلافات والنزاعات التاريخية وأنه بوسع حوار وطني يمني جاد التخفيف من التفات شباب تلك المناطق إلى النموذج الإيراني الذي يعاني سياسياً واجتماعياً أمام أعينهم