ماتزال حادثة الاشتباك بين قياديي وعناصر ما يسمى بالحراك الجنوبي في تظاهرة الاثنين الماضي في محافظة الضالع تثير جدلاً كبيراً في الوسط العام كون الحادثة وقعت في الشارع العام وأمام مرأى ومسمع الجميع وبين الفصيلين الأكبرين فيما يسمى بالحراك، وهما المنخرطان تحت مسمى مجلس قيادة الثورة التي يقودها طارق الفضلي داخلياً ويرأسه علي سالم البيض والمجلس الوطني الأعلى الذي يقوده حسن باعوم. وطغى الجدل على كل اللقاءات العامة والاجتماعات الخاصة لمكونات ما يسمى بالحراك الجنوبي كون الحادثة كشفت هوة الخلافات الحادة والانشقاقات التي كانت تتفاقم خلف الكواليس والتي طالما حاولت تلك القيادات إخفائها. مؤيدون اعتبروا الحادثة عادية لا تحتاج لكل هذا التضخيم كونها تحدث في أكثر المجتمعات رقياً فقد اشتبك النواب في مجلس الشعب البريطاني كما اشتبك نواب في مجلس النواب التركي. . فيما معارضون داخل الحراك اعتبروا الحادثة فضيحة تكشف طيش ومراهقة قيادة ما يسمى بالحراك والذين انحرفوا عن قضايا المواطنين الأساسية وانشغلوا بالصراعات على الزعامة والمصالح الضيقة والشخصية حسب إملاءات خارجية. وتلاحقت التداعيات على الحادثة داخل وخارج الحراك إذ ساد الاستياء وسط جمهور ما يسمى بالحراك وبدأت مطامع ومصالح تلك القيادات تخرج إلى السطح والتي تستغل مطالب المواطنين، حيث ما تزال القيادات في مكونات ما يسمى بالحراك حتى اللحظة تكييل الاتهامات لبعضها بأنهم عملاء للسلطة وأن حادثة اعتقال القيادي في الحراك المحامي / محمد مسعد العقلة مسرحية من قبل أطراف السلطة لإبرازه كقيادي من العيار الثقيل وتلميعه بعد أن أوشك على الضياع والتهميش داخل ما يسمى بقيادة الحراك. ويعتبرون المجلس الوطني هو الذراع الداخلية لحركة تاج التي يعتقدون أن لها علاقات متعددة ومعتمدة كما تستهدف تأجيج الخلافات والانقسامات وسط الحراك الجنوبي فهي تضرب كل اتجاهات فصائل ما يسمى بالحراك كما أن المجلس الوطني يرفض تمكين عناصر الحزب الاشتراكي من القيادة بسبب الموقف العدائي المعروف بين قيادة حركة تاج والحزب الاشتراكي بدليل النقد اللاذع والساخر والقاسي الذي وجهه عبده النقيب أحد قيادات حركة تاج بالخارج للحزب الاشتراكي وعناصره في داخل الحراك فهو يعتبر الحزب سبب نكبات الجنوب حسب تعبيره. من جهتها شنت قيادات ما يسمى بالمجلس الوطني بالضالع هجوماً كاسحاً على ما يسمى بحركة النضال السلمي الجنوبي "تاج" وقياداتها حيث وصفوها بالعميلة للسلطة بدليل أن عناصرها يتحركون في الأسواق والشارع العام دون أن يتعرضوا لأي إجراء من قبل السلطة ،ولم يتم اعتقالهم ولم ترفع الحصانة عن الشنفرة والخبجي أبرز قياديي الحركة، وأنهم ينفذون أجندة السلطة في تفتيت ما يسمى بالحراك وإلا ما كانت السلطة ستقف عاجزة إذا لم يكونوا أدواتها المندسين داخل الحراك الجنوبي وأن السلطة مطمئنة لهما. يبدوا أن الصراع وصل ذروته بعد تظاهرة الاثنين الماضي ويتضح ذلك في تظاهرة الأربعاء التي دعا لها أحد مكونات ما يسمى بالحراك ولم تنخرط فيها عناصر مكونات الحراك الأخرى لتواجد الفصيل المنظم للتظاهرة والذين كانوا يتربصون بعناصر المكونات الأخرى لرد الصفعة إذ كانوا معدين للاعتداء عليهم وتمزيق اللافتات وهو ما جعل عناصر الفصيل تراقب التظاهرة بحذر والتي لم يشارك فيها سوى العشرات خشية اندلاع مواجهة بين الفصيلين المتصارعين الأمر الذي أعتبره الفصيل المنظم للتظاهرة صفعة للفصيل الآخر. كما أن الصراع تمحور في إطار المناطقية إذ التقى أهالي العقلة والقرى والعزل المحيطة بها بمديرية الحصين في الضالع والتي ما تزال بيد أحد فصائل ما يسمى بالحراك للاحتجاج ضد الفصيل الذي يقوده الفضلي والذي يخرج بتظاهرات مع المعتقلين من حضرموت وأبين فيما يتقاعس عن التظاهر والاحتجاج مع العقلة والتي يستغلها لتصفية حساباته مع الفصيل الذي ينتمي إليه العقلة، متجاهلاً أن العقلة من أبرز القياديين الذين لهم بصماتهم وحضورهم في واجهة الحراك منذ الانطلاقة الأولى. فيما فصيل الفضلي في نهاية المشوار جاء لالتهام الطبخة، مستغلاً استحواذه على الدعم المخصص لما يسمى بالحراك الجنوبي وإمكانياته والتي سارعت بسقوط الشنفرة والمعطري والخبجي وشلال في مصيدة فصيل الفضلي.