أكدت دراسة لفاضل الربيعي حول "لماذا يتوسط الصدريون بين الحوثيين وصنعاء" نشرها موقع "الجزيرة نت" أن التوافق بين تحول التيار الصدري إلى جماعة ثقافية وإعلان الحوثيين استعدادهم للتحول إلى جماعة ثقافية أيضاً والتخلي عن السلاح يكشف عن التكتيك الذي تتبعه طهران وعن الترابط المذهل في إستراتيجيتها الدفاعية حتى تصبح البصرة وصعدة وكل شواطئ الخليج الشرقية وصولاً إلى الساحل الجنوبي الغربي للبحر الأحمر مسرحاً لمعركة واحدة يتقرر فيها مستقبل إيران على حساب مستقبل العراق واليمن. وكانت "أخبار اليوم" قد نشرت خبراً في الثلث الأول من شهر سبتمبر المنصرم نقلاً عن مصادر دبلوماسية كشفت أن إيران تمتلك مركزاً للتموين في ميناء عصب الإريتيري لمساندة أسطولها الذي يشارك القوات الدولية بخليج عدن، وأنها أي إيران تتمتع بتسهيلات في الميناء المطل على مضيق باب المندب، حيث أقامت مركزاً للتموين مقابل إعادة تأهيل بعض المصافي النفطية لإريتيريا وفق مصادر دبلوماسية بأثيوبيا إذ يأتي هذا التوجه لطهران بعد إخفاقها في محاولة للحصول على تسهيلات باليمن. وجاءت حادثة انفجار ثلاثة قوارب صيد بميدي على ساحل البحر الأحمر بعد الكشف عن تزويد إيران للمتمردين بصواريخ متطورة مضادة للدروع قبل نشوب الحرب السادسة حيث تم نقلها على متن سفينة إيرانية عبر الأحمر من ميناء أفريقي إذ أفرغت السفينة حمولتها في السواحل اليمنية الواقعة على المنطقة البحرية لميناء "ميدي". وكانت حادثة تفجير القوارب بميدي قد وقعت أثناء اشتباك القوات البحرية اليمنية مع أشخاص حاولوا تهريب تلك الأسلحة التي أفرغت من السفينة الإيرانية. وحسب تقرير نشرته صحيفة "الأهالي" الأسبوعية فإن صحيفة "معاريف" الإٍسرائيلية نقلت عن معارضين إريتيريين ودبلوماسيين أن إيران دشنت قاعدة عسكرية قبالة ميناء عصب الإريتيري بالقرب من الحدود مع جيبوتي ومضيق باب المندب عند المدخل الجنوبي للبحر الأحمر. ويأتي ذلك بعد توقيع اتفاقية في 2008م بين الرئيس الأريتيري "أسياسي أفورقي" والرئيس الإيراني/ أحمدي نجاد تمنح إيران الحق الحصري بالإشراف على تطوير وصيانة وعمل شركة تكرير النفط الاريتيرية "مصفاة عصب" حيث تركزت الاتفاقية على قيام الإيرانيين بتكرير النفط في المصفاة وإعادة استيراده لإيران. وخلص تقرير الأهالي للكاتب "نجيب اليافعي" إلى أن تلازم حرب صعدة مع تطور مطالب قوى "الحراك الجنوبي" جعل إيران تراقب بدقة هذا المسار لكونه يتحكم في سياستها حيال قضية صعدة، إذ أن تفكك اليمن يعني لطهران تغيراً دراماتيكياً في معادلة القوى المطلة على ساحل البحر الأحمر مضيفاً التقرير التحليلي أنه ومع إدراك طهران بتحول دولي جديد تقوده أميركا للسيطرة على باب المندب ومضيق هرمز لمحاصرتها فإن هذا الوضع يدفع طهران بالتدخل في شؤون اليمن حتى بات التدخل في صعدة حاجة ومطلباً أمنياً استراتيجياً بأكثر مما هو متطلب مذهبي أو طائفي عارض.