بات الانفلات الأمني الذي تعاني منه رباعيات ردفان يشكل مصدر قلق كبير لساكني تلك المديريات وكذا المسافرين عبر مدينة الحبيلين إلى المحافظات الأخرى لما يواجهونه من أعمال نهب وتقطع دأبت عليها بعض العناصر المسلحة المنتمية لما يسمى بالحراك في الآونة الأخيرة وتوسيع نشاطها العدائي وأعمالها التخريبية التي طالت بعض المرافق الحكومية في مديريات ردفان. وقد قامت تلك العناصر المسلحة أمس باختطاف سيارة الأخ/ عبدالله مثنى قاسم في منطقة بجير بعد قيامه بمعية اثنين من المهندسين الفنيين بإصلاح أنبوب الضخ الرئيسي الذي يتواجد في منطقة بجير ويقوم بالضخ إلى عاصمة المديرية الحبيلين. وأكدت مصادر مطلعة ل "أخبار اليوم" أنه بعد قيامه بإصلاح الأنبوب تحرك مدير عام مياه ردفان بسيارته ففوجئ بخمس مسلحين يضعون اللثام على وجوههم وقاموا تحت تهديد السلاح بإرغامه على ترك السيارة ومن ثم اختطافها والاتجاه بها إلى منطقة مجهولة. وأشارت المصادر إلى أن إقدام تلك المجاميع المسلحة على اختطاف السيارة نتيجة توقيف رواتبهم من قبل وحداتهم العسكرية حسب زعمهم. وأوضحت المصادر أن تلك المجاميع سبق وأن قامت بسرقة معدات وأنابيب المياه الخاصة بالمديرية والتي تقدر قيمتها بالآلاف ولم يتم إسترجاعها حتى اللحظة بالإضافة إلى الحفار الخاص بمشروع المياه الذي ما زال متواجداً في مديرية حبيل جبر. ومن جانب آخر قامت مجاميع مسلحة بإغلاق مكتب الصحة العامة والسكان في مدينة الحبيلين والذي سبق وأن تعرض لسرقة محتوياته منتصف الشهر الجاري. وعزت المصادر إقدام تلك العناصر على إغلاق مكتب الصحة في ردفان بحجة أنه تعود ملكيته لأحد الأشخاص في المديرية. كما أقدمت أيضاً مجاميع مسلحة صباح أمس على إغلاق مكتب مدير عام مديرية حالمين بحجة المطالبة بالتوظيف. وأشارت المصادر إلى أنه بعد إبلاغ الأجهزة الأمنية بتلك الواقعة تحركت إلى مبنى المديرية وكسرت القفل فيما المسلحون كعادتهم لاذوا بالفرار ولم تستطع الأجهزة الأمنية في المديرية ملاحقة تلك العناصر. فشل الأمن في رباعيات ردفان حذا بقيادة مديرية ردفان إلى التوسل للقبائل في المديرية بمعالجة بعض الاختلالات وهذا ما حدث فعلاً عندما قام العديد من المشائخ ردفان أمثال الشيخ عبدالباسط باسترجاع سيارة مدير عام المياه في مديرية ردفان بعد اختطافها من قبل عناصر مسلحة.