في سابقة خطيرة كشفت عن مدى التدخل السافر فيما يجري في أوساط المجتمعات في بعض دول المنطقة العربية. . اعترف "غريغ ريكمان" المبعوث الأميركي الخاص لمراقبة ومكافحة معاداة السامية أنه ساهم بالقيام فيما عرف بعملية الإنقاذ السرية ليهود اليمن التي جرت بالتنسيق بين مسؤولين في وزارة الخارجية الأميركية وإسرائيل لتهريب اليهود اليمنيين إلى الولاياتالمتحدة الأميركية وإسرائيل. وأكد المبعوث الأميركي في تقرير له نشرته صحيفة :كاتينغ إيدج" الأميركية أنه سافر إلى العاصمة صنعاء للقيام ببحث ميداني سهل تنفيذ العملية السرية لتهريب اليهود، موضحاً أن اختطاف شابة يمنية يهودية أرغمت على اعتناق الإسلام حد زعمه دفعته إلى أن يقوم بالتحري واكتشاف المزيد عن الحادثة زاعماً أن ذلك من واجبه. أشار إلى أنه اكتشف لدى سفره إلى اليمن أن هناك بلد تعصف به الصراعات وتهديدات يتعرض لها اليهود، مؤكداً أنه ولدى عودته إلى الولاياتالمتحدة قدم تقريراً عن رحلته ليعبر عن رأيه بأن اليهود اليمنيين بحاجة للخروج من اليمن وأن المسؤولين الأميركان بحاجة لإيجاد وسيلة لتحقيق ذلك. وقال "ريكمان" في تقريره المنشور بالصحيفة الأميركية أنه وجد الحكومة اليمنية غارقة في نزاعات قبلية عتيقة ولا تسيطر بالكامل على أراضيها موضحاً أنه عندما طلب زيارة اليهود في منطقة ريدة بمحافظة عمران قيل له أن الحكومة لا تستطيع ضمان سلامتهم حتى مع وجود قوات حكومية ترافقهم، مشيراً إلى أنهم لم يستطيعوا المغامرة بالذهاب ولم يتمكنوا من الحصول على ترخيص قبلي لدخول بعض المناطق. وقال: أنه التقى بمحافظ عمران في مكتبه بالمحافظة وأن المحافظ أكد أن يهود اليمن كانوا في أمان مضيفاً المبعوث الأميركي أنه على الرغم مما قد سمعه قال له المحافظ أن الفتاة اليهودية قد اختارت أن تتزوج من رجل أحلامها ولا ينبغي أن يكون هناك قلق مشيراً إلى أن المحافظ اشتكى من الدعم الخارجي الذي يتلقاه اليهود من الولاياتالمتحدة وأن كل أمور اليهود في اليمن ستكون بخير ما لم يقدموا الدعم لإسرائيل. وأضاف أنه لدى التقائه الجالية اليهودية التي كانت في صعدة وتم نقلهم إلى العاصمة على نفقة الحكومة اكتشف أن هناك مضايقة مفرطة حد وصفه زاعماً أن منها إجبار الفتيان والفتيات بالقوة على اعتناق الإسلام والزواج القسري والتخويف العرقي. وأكد مبعوث الولاياتالمتحدة "غريغ ريكمان" إلى الحقيقة في أن هناك اهتمام باليهود من قبل الحكومة اليمنية التي تعمل ما بوسعها للاهتمام بشؤونهم وأنفقت بعض الموارد لحمايتهم لافتاً إلى أن ذلك حقيقة لا جدال فيها. وقال: ومع ذلك عندما تذمرت من الإدعاءات بشأن اعتناق الإسلام والزواج القسري كان رد المسؤولين اليمنيين دون مبالاة بأن المسلمين لا يهتمون بهذه الأمور وهذا التصريح كشف لي بأنهم لم يأخذوا التهديدات ضد اليهود على محمل الجد كما ينبغي أن يكون وكان هذا كافياً بالنسبة لي أي العمل على ترحيلهم من اليمن ولو بطريقة سرية تحت ادعاءات زائفة. وأضاف: أن الأمل يحدوه في أن يأتي يوم قريب جداً لتهريب بقية يهود اليمن إلى أميركا وإسرائيل.