نقلت صحيفة أميركية عن مسئولين أميركيين تأكيداتهم أن فرقاً عسكرية واستخباراتية أمريكية تشارك بعمق في مساعدة اليمن على ضرب القاعدة،وذكرت أن العمليات التي وافق عليها الرئيس أوباما والتي بدأت قبل ستة أسابيع، شارك فيها عشرات من الجنود الأمريكيين التابعين لقيادة العمليات الخاصة المشتركة السرية في الجيش الأمريكي، ومهمتهم الرئيسية تعقب وقتل الإرهابيين المشتبه بهم. ما ذكرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية يأتي متزامناً مع انعقاد مؤتمر لندن حول اليمن في العاصمة البريطانية وفي الوقت الذي كانت الحكومة اليمنية قد نفت بشدة أية تدخلات عسكرية خارجية في عملياتها العسكرية ضد القاعدة ،مؤكدة رفضها لأي تدخلات أجنبية في أرض اليمن مباشرة ،مستثنية في الوقت ذاته الدعم الخارجي في إطار التعاون اليمني الأميركي ضد عناصر التنظيم الإرهابي. وحسب ال" واشنطن بوست" فإن مسئولين كبار في الإدارة الأمريكية قالوا إن فرقاً عسكرية ووكالات استخبارات أمريكية تشارك في عمليات سرية مع الجيش اليمن والتي أسفرت في الستة الأسابيع الماضية عن مقتل عشرات من الأشخاص، من بينهم 6 من 15 من كبار قادة فرع القاعدة الإقليمي. وأشارت إلى أن المستشارين الأمريكي لا يشاركون في الغارات التي جرت في اليمن، لكنهم يساعدون في التخطيط للفرق ووضع التكتيكات وتوفير الأسلحة والذخائر، ويتم تبادل المعلومات الإستخباراتية الحساسة. وعلقت الصحيفة حول ما نقلته عن المسئولين -الذين وصفتهم بالكبار في الإدارة الأمريكية - بقولها:في الشهر الماضي برزت إلى النور الخطوط العريضة للتورط الأمريكي في اليمن، لكن مدى وطبيعة العمليات لم يتم الكشف عنها سابقاً،معتبرة الدور الأمريكي بعيد المدى يشكل تحدياً سياسياً للنظام اليمني، الذي يجب أن يوازن بين رغبته في تلقي دعم أمريكي وضد احتمال حدوث رد فعل عنيف من جانب الجماعات القبلية والسياسية والدينية التي يشعر أعضاؤها بالاستياء إزاء ما يعتبرونه تدخلاً أمريكياً في اليمن،منوهة أيضاً إلى أن التعاون مع اليمن يوفر صورة صارخة لفترة جهود إدارة اوباما في تهييج عمليات مكافحة الإرهاب، متضمنة مناطق خارج إطار مناطق الحرب في العراق وأفغانستان. وكجزء من العمليات، وافق اوباما في 24 ديسمبر على توجيه ضربة ضد مجمع حيث كان يُعتقد أن المواطن الأمريكي أنور العولقي مجتمع مع غيره من زعماء فرع القاعدة الإقليمي هناك - حد قول الصحيفة،مضيفة: وقال مسئولون عسكريون أمريكيون إنه بالرغم من أن العولقي لم يكن هدف الضربة ولم يُقتل فيها، فإن اسمه قد أُضيف منذ ذلك الحين إلى قائمة قصيرة تحتوي على مواطنين أمريكيين أصبحوا هدفاً خاصاً للقتل أو الأسر من قبل قوات قيادة العمليات الخاصة المشتركة السرية الأمريكية. وقال أحد كبار المسئولين في الإدارة الأمريكية -حسب الصحيفة- عن التعاون مع اليمن: "إننا سعداء للغاية بهذا الاتجاه الذين نسير فيه، لقد أمر أوباما بمضاعفة وتيرة الضربات الصاروخية التي تقوم بها طائرات بدون طيار تابعة لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية في باكستان في محاولة لقتل أعضاء القاعدة وطالبان في المناطق القبلية غير الخاضعة للحكومة على طول الحدود الأفغانية. وقالت إن هناك تدفقاً مستمراً للزيارات التي يقوم بها مسئولون رفيعو المستوى إلى اليمن، من بينهم قائد العمليات المشتركة السرية الذي يظهر نادراً، الادميرال وليام مكرافن ومستشار البيت الأبيض في مكافحة الإرهاب جون برينان والجنرال ديفيد بتريوس قائد القيادة المركزية الأمريكية. واستطردت الصحيفة: في مركز للعمليات المشتركة بني حديثاً، ينسق المستشارون الأمريكيون بين القوات اليمنية ومئات من ضباط الجيش والمخابرات الأمريكية الذين يعملون في واشنطن وفيرجينيا وتامبا وفي قاعدة فورت ميد بولاية ميريلاند، لجمع وتحليل المعلومات وتوجيهها. . لقد أسفرت الجهود المشتركة عن القيام بأكثر من عشرين مداهمة وغارة جوية. ويشتبه مسئولو الجيش والمخابرات في وجود مئات من أعضاء القاعدة في اليمن، وهي المجموعة التي لديها روابط تاريخية مع القاعدة الرئيسية لكن يُعتقد أنها تعمل بشكل مستقل. . في بداية الشهر الحالي، قال رئيس هيئة الأركان المشتركة الأدميرال مايك مولين إنه لا يوجد لدى الولاياتالمتحدة خطط لإرسال قوات برية إلى اليمن، لكنه يشعر بالقلق إزاء تنامي وجود القاعدة هناك منذ وقت طويل. وقال: "لقد عملنا بجد في محاولة لتحسين علاقاتنا وتقديم التدريب والتعليم والدعم في خوض الحرب، وبالرغم من ذلك، فما زال أمامنا طريق طويل لنقطعه". ويقول مسئولو الاستخبارات إن الإمام المولود في نيو مكسيكو كان مرتبطا بالطبيب النفسي في الجيش الأمريكي المتهم بقتل 12 جندياً ومدنياً واحداً قاعدة فورت هود بولاية تكساس، على الرغم من أن اتصالاته مع الرائد نضال حسن كانت طبيعية إلى حد كبير. . وتقول السلطات إن العولقي هو العنصر الأكثر أهمية، حيث يتحدث اللغة الإنجليزية وكان على اتصال مع النيجيري المتهم بمحاولة تفجير طائرة ركاب أمريكية في يوم عيد الميلاد. . وكان وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي في واشنطن الأسبوع الماضي قد قال إن الهدف الحالي لليمن هو إقناع العولقي بالاستسلام كي يكون بمقدوره مواجهة اتهامات جنائية محلية نابعة من اتصالاته مع المشتبه به نضال،و إن القوات اليمنية تتعقب العولقي ويعتقد أنه الآن في محافظة شبوة