انتقد أمين عام الحزب الاشتراكي اليمني تركيز مؤتمر لندن على تقديم الجانب الأمني والعسكري على حساب الجانب السياسي والاقتصادي والاجتماعي. وأكد الدكتور/ ياسين سعيد نعمان أن السلطة استطاعت رمي قنبلة دخانية في إبراز القاعدة والإرهاب وجعلها الأهم لتشويش الحقائق وإغفال العالم عن التركيز الحقيقي في أساس المشكلة. وقال أمين عام الاشتراكي في ندوة نضمها مجلس التضامن الوطني في عدن "حول الحوار الوطني ومؤتمر لندن" أمس الأول إن السلطة فشلت في تعاملها السياسي مع القضايا الوطنية الهامة بعد أن اتسعت رقعة الاحتجاجات في المحافظات الجنوبية والتي واجهتها السلطة بمزيد من النقاط الأمنية واستخدام القوة والعنف بدلا من إيجاد الحلول الأساسية لحل المشاكل سلمياً. واعتبر تعامل السلطة مع ما يسمى بالقاعدة هو من أفرز هذا الواقع المتأزم والخطير، وتراجع الهامش الديمقراطي وتزامنه مع حملة اعتقالات للصحفيين وإغلاق الصحف مستدلا لما حصل للأيام مؤخرا وغيرها من الصحف، وهو ما ألمح إلى أن المجتمع الدولي قد أدركه في تقييمه للمرحلة الماضية، وما شهدته من تراجع سياسي لا يقل بصورة عن التراجع الاقتصادي. وأكد أمين عام الحزب الاشتراكي اليمني وصول الحوار مع المعارضة إلى الفشل لعدم جدية السلطة في إجراء حوار جاد ومسؤول، مشبها طبيعة الحوار الذي دعت له السلطة مع القوى السياسية ببطل قصة شعبية حاول أن يبيع حماره بينما كان الحمار غير مروض ويستعدي كل من يقترب منه، في حين قال لمن أراد شراءه أنه يدرك طبيعة توحشه، إلا أنه كان يريد أن يعرفهم بذلك. وقال إن المؤتمر قد وضع اليمن تحت المجهر من حيث حاجته لدعم المجتمع الدولي لأوضاعه التنموية وتجاوز صعوباته ومساعدته في نفس الوقت على حل مشاكله الداخلية، لكن الذي يحصل أن اليمن، ومنذ نوفمبر 2006م حين عقد مؤتمر المانحين والذي منحها خمسة مليار دولار لحل مشاكل الفقر وردم الهوة الفاصلة بين الغلاء الفاحش والفقر المدقع، لم تستطع أن تستخدم أكثر من 7% من إجمالي الخمسة المليار المقدمة من الدول المانحة. مؤكدا أن ال"7%" المخصصة من الإجمالي الكلي من الخمسة المليار لم تستخدم كلها وإنما مخصصة فقط، وقال :"الدولة طوال الأربع السنوات الماضية لم تستطع أن تستخدم سواء هذه ال"7%" من إجمالي الدعم الذي قال إن السلطة على المستوى الاقتصادي لم تستفد مما هو متاح أمامها، مرجئا ذلك إلى وجود خلل بمكانٍ ما أو أساس ما، الأمر الذي دفع الدول المانحة ومنظمات المجتمع الدولي أن تعمل بعض الإصلاحات المتمثلة في طلبهم من الحكومة ثلاثة عوامل إصلاحات تتمثل في إصلاح القضاء وتشكيل لجنة للفساد وثالثا إصلاح نظام المناقصات، والتي قال إن الحكومة وافقت عليها ونفذتها كما رئينا في إصلاحها للسلطة القضائية بطريقتها وتشكيل لجنة لمكافحة الفساد كما هي". وأشار نعمان إلى أن الأوضاع الاقتصادية في اليمن زادت تدهورا ورقعة الفقر اتسعت بشكل أكثر والهوة بين الثراء والفقر اتسعت أيضا والفساد انتشر بشكل أكبر، معتبرا ذلك دليلاً على فشل السلطة في تحقيق ما كانت تريده الدول المانحة أن يتحقق. واتهم أمين عام الحزب الاشتراكي السلطة باستثمار حربها مع الحوثيين لتحقيق مصالح مذهبية على حساب دول سنية وإقحامها في معترك حرب إقليمية ذات اتجاه مذهبي جعلت بدورها النظام عاجزا عن التعامل معها أو إيقافها كما حصل في الحروب السابقة، والتي قال إنه كان يستطيع إيقافها بمكالمة هاتفية.