شيع الآلاف من أبناء محافظة حجة عصر أمس الأول الخميس شهيد الكلمة الحرة الصحفي محمد الربوعي وسط جمع غفير من زملائه الصحفيين والقيادات السياسية والتربوية بالمحافظة- إلى مثواه الأخير بمقبرة قرية بني الربوعي بعد الصلاة عليه مع أهله وأبناء قريته وقدموا لأسرته العزاء والمواساة بهذا المصاب. وأمام مشهد التشييع الكبير عبر أهالي منطقته"ربع الشمري" بمديرية بني قيس عن أسفهم وحسرتهم لرحيل الربوعي الذي ما عرفوه إلا مدافعاً عن حقوقهم، سباقاً لمساعدة من له مشكلة أو مرض أو ما شابه ذلك، مناكفا للفاسدين، واقفاً لهم بكل الوسائل المشروعة والتي في مقدمتها قلمه الصحفي الذي حمله في وجه الظلم والعبث بمقدرات المنطقة طيلة عمله في الحقل الصحفي كمراسل لصحيفة القاهرة المحلية وغيرها من أشكال دفع الظلم والفساد عن الناس. وأشار الأهالي في تصريحاتهم ل"أخبار اليوم" إلى مناقب الشهيد وأخلاقه الرفيعة وكيف أنه يقوم بتعليم أبناء القتلة في مدرسة المنطقة كمدرس فيها وكيف كان جزاءه القتل من قبلهم بدلاً من إكرامه على ذلك، معاهدين الشهيد الربوعي بأن دمه لن يذهب سدى، كما أن مواجهة الفساد والمستبدين ستكون مهمتهم جميعاً لإكمال ما كان بدأه من تصحيح لأخطاء تمارس في شتى قضايا الناس. وخلال مراسيم الدفن عبر عدد من الصحفيين والإعلاميين بحجة عن أسفهم لمقتل الربوعي، مؤكدين خسارة الوسط الصحفي قلماً شريفاً ونزيهاً ومناضلاً كان يحمل هم المواطنين ومعاناتهم ، داعين الأجهزة الرسمية المعنية إلى ضرورة التعامل مع القضية بصورة أكثر اهتماماً من خلال متابعة القضية والجناة وتقديمهم للعدالة ليأخذوا عقابهم القانوني ويكونوا عبرة لغيرهم ممن تسول لهم المساس بحملة الأقلام الحرة من الصحفيين ، مشيرين إلى أن مقتل الربوعي من قبل عصابة إجرامية لن يُسكت الكلمة الحرة بل سيمثل مقتله نبراساً لكل الأحرار في سبيل مناهضة الظلم والقهر والفساد. من جهته أوضح رئيس تحرير صحيفة القاهرة المحلية محمد درمان بأن الشهيد الربوعي كان مثالاً للصحفي المثابر والمناضل مع أبناء منطقته، ناقلاً لمعاناة أهله بكافة الوسائل المتاحة وفي مقدمتها إيمانه بأهمية العمل الإعلامي في هذا الإطار ، كما أن الشهيد قد ساهم وبفاعلية في الحقل الصحفي مع صحيفة القاهرة بل كان أنشط مراسل للصحيفة من بين مراسلي المديريات رغم الظروف الصعبة التي كان يمر بها الشهيد ويعيشها إلا أنه كان يتجشم الصعاب كلها ليوصل تقاريره الإخبارية للصحيفة وبصورة دقيقة ومنطقية. مؤسسة الشموع للصحافة والإعلام ونقابة الصحفيين اليمنيين وعدد من المنظمات الحقوقية ونقابة المعلمين اليمنيين كانت قد عبرت عن أسفها الشديد تجاه هذا الحادث الذي طال الزميل محمد الربوعي الذي لم يكن ذنبه سوى حمل القلم وكشف الحقائق وتعرية الفساد ، مطالبة الجهات المعنية بسرعة محاسبة الجناة حتى يكونوا عبرة لغيرهم من أصحاب أرباب السوابق وأصحاب العصابات، كما عبرت مؤسسة الشموع للصحافة والإعلام عن عظيم تعازيها للأسرة الإعلامية بالمحافظة وأبناء الفقيد وأسرته وكافة محبيه، سائلة الله العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته. هذا وكانت يد الغدر قد طالت الشهيد محمد الربوعي منتصف فبراير الماضي باغتياله في قريته فجراً بعد سلسلة من الاعتداءات التي تعرض لها في الآونة الأخيرة ، فرحمة الله تغشاك يا شهيد محمد ، المجد والخلود لروحك الطاهرة ، والخزي والعار والموت للظلمة والمستبدين من أعداء الحرف والقلم . شارك في مراسيم الدفن رئيس اللجنة التنفيذية للمشترك بحجة الدكتور/ ابرهيم الشامي ورئيس مؤسسة الزهراء الخيرية بمحافظة الحديدة الشيخ/ محمد سعد الحطامي وأمين عام نقابة المعلمين اليمنيين بالمحافظة/ أمين سفيان وعدد من القيادات الصحفية والتربوية بالمحافظة.