قال سعيد ثابت- وكيل أول نقابة الصحفيين اليمنيين, إن الإعلام الرسمي في حملته الشعواء ضد الصحفيين في وقت سابق من بدء الحرب في صعدة والتي اتهم فيها الصحفيين بالخيانة والعمالة قد ساعد كثيرا في الوصول إلى النتيجة التي اغتالت روح الصحفي محمد شوعي الربوعي أمس السبت. وأضاف ثابت, في الاجتماع الموسع الذي عقدته نقابة الصحفيين اليمنيين في مقرها بصنعاء بمشاركة منظمة "سجين" وحضور عدد من الصحفيين والناشطين وأصدقاء الراحل, أن تبرير السلطات مقتل الربوعي لا يهم, بل إن الأهم أن يقتل شخص بهذه البساطة, معيبا على المصدر الأمني الذي قال إنه استعجل في إعلانه أن القضية جاءت نتيجة خلافات عن أرض. ونوه ثابت إلى أن ما تعرفه نقابة الصحفيين أن الربوعي فتح ملفات الفساد ومنها تهريب للأطفال مع زميله أحمد القرشي, إضافة إلى كشفه حالة فساد في مشروع مياه, محذرا من أن السكوت عن دم الربوعي يعد جريمة؛ لأن الأمر سيؤدي إلى ما هو أخطر. ووصف الحديث عن خلاف على أرض بين الربوعي والقتلة بأنه لغة سخيفة, موضحا أنه قد تم تبليغ الجهات الأمنية أنه تعرض للاعتداء عليه على قضية نشر سابقة, في حين أن الجناة كان قد أفرج عنهم قبل القتل بيوم واحد لينفذوا جريمتهم ضد الراحل في أقل من 24 ساعة على الإفراج. وقال وكيل أول نقابة الصحفيين اليمنيين "نحن نعيش في بيئة محاصرة", محذرا من أن أي صحفي صاحب قلم, قد يتعرض غدا لما تعرض له الربوعي وسيتم تلفيقه بأي شيء, وخاطب الصحفيين, لا تحلموا أنهم سيعطونكم شرف الاستشهاد من أجل الكلمة, ولكن سيلفقون لكم تهما معدة مسبقا, كما حدث مع أكثر من صحفي, وكان من ضمنهم الربوعي. وأوضح بأن الراحل قاوم السلطات المحلية الفاسدة, كما قاوم الإقطاع, مطالبا بأن يكون للصحفي حصانة يحاسب وفقها إذا أخطأ, واستذكر ثابت "قلنا في وقت سابق إنه يجب علينا أن ندفع قيمة الكرامة والحرية التي ننشدها". إلى ذلك أوضح عبد الواسع راجح- نائب رئيس تحرير صحيفة "القاهرة" التي كان يعمل بها الربوعي, أن هناك قضية نشر في صحيفة القاهرة تم رفعها إلى النيابة في حجة بسبب كشف الراحل لاختلالات مالية وإدارية في المحافظة. وقال بأن الراحل قتل في الصباح الباكر وهو متجه إلى مزرعته قبل أن يباغته ثلاثة أشخاص بإطلاق النار عليه وأردوه قتيلا في الحال, مشيرا إلى أن الربوعي قام مرة بالإبلاغ عن تعرضه لاعتداء فتم سجنه. أما يحيى الشامي- عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني فقال إن محافظة حجة تعاني من الظلم الاجتماعي ويوجد فيها شعور عميق بالاستغلال التعسفي ومظاهر البؤس والألم. سامي غالب- رئيس تحرير صحيفة النداء المستقلة, والقيادي السابق في نقابة الصحفيين اليمنيين, شدد على أن تكون حادثة مقتل الربوعي مدخلا لإعادة أولويات السلوك النقابي بالتركيز على الصحفيين خارج العاصمة, مبينا أن ما حصل هو نتيجة لحالة التحريض المنهجي ضد الصحفيين. واقترح توجيه رسالة ل"القتلة" مفادها "أننا نحن الصحفيون جزء من أسرة الربوعي". محمد شوعي الربوعي مواليد "بني قيس" في محافظة حجة 1976. لديه خمسة أبناء, أربعة منهم ذكور, وقُتل وزوجته حاملة في شهرها السادس. له عشر سنوات يعمل في صحيفة "القاهرة". كما يعمل في التدريس وعضو في نقابة المعلمين, وناشط حقوقي مع "سياج". تعرض لسلسلة اعتداءات سابقة, وخاصة خلال 2005.