أدانت منظمة مراسلون بلا حدود جريمة اغتيال الصحفي "محمد الربوعي" فجر السبت الماضي في مديرية بني قيس بمحافظة حجة على أيدي عصابة مسلحة على خلفية قضية نشر ، ووصفتها بالمأساوية. واتهمت المنظمة السلطات اليمنية بالإهمال الفاضح في تعاملها مع قضيته منذ تعرضه للتهديد والاعتداء، مطالبة بسرعة كشف الجريمة للرأي العام ،كما عبرت المنظمة عن إستيائها لتعرض الصحفيين للقتل وأن تمارس ضدهم مثل هذه الجرائم ولا سلاح لهم سوى القلم- حسب تعبير البيان الصادر عن "مراسلون بلا حدود". وفيما عبرت عن تعازيها لأسرة الصحافي وزملائه، قالت بلا حدود "إن عملية اغتيال الصحفي محمد شوعي الربوعي كان بالإمكان تفاديها لو أن السلطات اليمنية لم تتعامل بإهمال فاضح مع القضية، مطالبة في السياق ذاته بفرض عقوبات شديدة على الجناة. وناشدت منظمة مراسلون بلا حدود في بلاغ صحفي، السلطات اليمنية باتخاذ كل التدابير الضرورية لمنع تكرار مأساة مماثلة والحرص على حماية الصحافيين على مجمل الأراضي الوطنية. وأضافت: رغم تدهور وضع حرية الصحافة في اليمن في العام 2009م، إلا أن مستوى أعمال العنف الممارسة ضد الصحافة المستقلة والمعارضة لم يؤدِ يوماً إلى اغتيال صحافي منذ توحيد البلاد في العام 1990م. وعلى صعيد مطاردة الصحفيين أدان وكيل أول نقابة الصحفيين اليمنيين سعيد ثابت بشدة احتجاز الزميل عمر العمقي بمنزل شيخ الجعاشن، مطالباً محافظ إب بالتدخل لإطلاقه، وحمل وزارة الداخلية مسؤولية ما تعرض له من احتجاز. وكان الزميل عمر العمقي الصحفي بصحيفة "حديث المدينة" قد أكد أنه محتجز حالياً وأربعة معه هم "وضاح قاسم غازي، ووليد أمين غازي، وعدنان هزاع غازي، وفؤاد أحمد قايد الحاشدي وطفل اسمه محمد قايد لم يتجاوز الثامنة" - في منزل شيخ الجعاشن محمد أحمد منصور بمنطقة الجعاشن محافظة إب. وقال العمقي ل"مأرب برس" إنه كان في زيارة صحفية إلى منطقة الجعاشن وذلك بعد تأكيد شيخ الجعاشن في حواره مع صحيفة "حديث المدينة" أن على الصحفيين زيارة المنطقة والإطلاع عليها وأبنائها على أرض الواقع، مؤكداً على أنه معتقل حالياً في بيت شيخ الجعاشن وقد تعرض للتهديد وإطلاق النار. وأوضح أنه عقب أخذه ومن معه إلى منزل الشيخ منصور قام بالاتصال به ليخبره بما حدث، إلا أن شيخ الجعاشن أبلغ حراسه "أن يأخذوني إلى الديوان فيما الأربعة الآخرون تم أخذهم إلى أسفل المنزل". إلى ذلك عبر مصدر مسئول بمنظمة هود عن قلق المنظمة الشديد حيال اختفاء الصحفي عمر العمقي أثناء زيارته لمنطقة الجعاشن، وحمل المصدر مليشيات الشيخ محمد أحمد منصور وزعيمها المسئولية الكاملة عن حياته وصحته أو أي أضرار قد يصاب بها بسبب اختفائه المثير للقلق. وكان بلاغ قد وصل إلى المنظمة عن قيام مليشيات الشيخ منصور بإطلاق نار كثيف على الصحفي العمقي بينما كان يؤدي واجبه المهني في تغطية صحفية في منطقة الجعاشن لصالح صحيفة "حديث المدينة". واستغرب لطف الصراري مدير تحرير المدينة مما حدث بحق العمقي مذكراً بأن شيخ الجعاشن كان قد ادعى في حواره مع حديث المدينة أنه لا يفرض أي تعتيم على المنطقة وأنه بإمكان أي صحفي زيارتها في أي وقت. نقابة الصحافيين اليمنيين والتي طالبت الجهات المعنية بسرعة إحالة الجناة إلى النيابة وإشراكها في التحقيق بجريمة اغتيال الصحافي الشهيد الربوعي، مدينة جريمة اغتياله. . عبرت عن مخاوفها الشديدة من البيئة الغير آمنة التي يعمل فيها الصحافيون في بلادنا ، حيث صاروا يواجهون خطر الموت خصوصاً في المناطق الريفية التي يخوض فيها المراسلون معركة شرسة مع النافذين والإقطاع والفاسدين. و استنكرت النقابة التصعيد الخطير ضد الصحافيين ،معتبرة مايحدث حيال الصحافة والصحفيين ينذر بمرحلة جديدة بالغة الخطورة تستهدف حرية الصحافة في اليمن. واستنكرت نقابة الصحافيين حملات التحريض المستمرة ضد الصحافيين من قبل اطراف عديدة ، معتبرة أن هذه الحملات خلقت ثقافة عداء وكراهية ضد الصحافيين ، وصلت حد إهدار دمائهم وإزهاق أرواحهم البريئة. واكدت بأنها ستظل تدافع عن الصحافيين ، وتصعد من فعالياتها الاحتجاجية وإجراءاتها التضامنية والدفاعية عن الصحافيين أينما كانوا داخل اليمن،والوقوف أمام كل المعتدين على الصحافة وحرية التعبير. واستهجنت في اللقاء التضامني الذي نظمته النقابة أمس الأول بصنعاء بحضور زخم من الصحفيين وعدد من الشخصيات الحقوقية والسياسية- تصريحات المصدر الأمني بمحافظة حجة التي بررت جريمة قتل الزميل الربوعي بخلاف على قطعة أرض قبل الانتهاء من التحقيقات في القضية ، مستنكرة في الوقت نفسه التوجه الخطير في فبركة قضايا جنائية لتصفية حسابات مع الصحافيين وأصحاب الرأي ، مذكرة بالبلاغات التي تلقتها السلطات الامنية بالتهديدات والاعتداءات المتكررة التي تعرض لها الشهيد خلال الآونة الأخيرة ، دون أن تقوم تلك السلطات بواجباتها في حماية حياة الزميل. ودعت نقابة الصحافيين الوسط الصحافي لرص الصفوف لمواجهة المعركة الشرسة التي تتعرض لها الصحافة في بلادنا ، والتضامن مع قضية اغتيال الزميل الربوعي ، كما دعت المنظمات الحقوقية والشخصيات العامة والسياسية للتضامن مع هذه القضية الخطيرة ومؤازرة النقابة لمتابعة هذه القضية حتى تتحقق العدالة.