في الوقت الذي ذهبت العديد من وسائل الإعلام المحلية والخارجية الحديث عن مبادرة أمريكية لإجراء حوار بين الأحزاب السياسية اليمنية- الحزب الحاكم والمعارضة ( اللقاء المشترك) -على أن يتم هذا الحوار في العاصمة اللبنانية بيروت بحسب مبادرة التوفيق الأمريكية..أعتبر مراقبون سياسيون اختيار الإدارة الأمريكية لهذا التوقيت وإعلان المبادرة يؤكد أن هذه المبادرة تأتي نتاجاً لرؤية مشتركة توصلت إلى صياغتها القوى المتدخلة في اليمن وهي أميركا وإيران كطرف ومصر ودول الخليج كطرف آخر. وفي هذا السياق أبدت قيادات سياسية معارضة- طلبت عدم الإفصاح عن اسمها- تحفظها واعتراضتها على هذه المبادرة الأمريكية.. معتبرة قبول القوى السياسية ( حكومة ومعارضة) الذهاب إلى بيروت للجلوس على طاولة حوار يمثل الإنتقال بالأزمة السياسية اليمنية إلى مرحلة التدمير الأمر الذي يعطي انطباعاً وصورة مضخمة للخلاف الكامل بين الحزب الحاكم واللقاء المشترك في اليمن في حين أن هذا الخلاف ليس بتلك الصورة المضخمة التي تحتاج إلى مباركة أمريكية والإنتقال إلى بيروت لإجرا حوار بين قوى سياسية يمنية يمنية. وأوضحت تلك القيادات أنه في حال نجحت المساعي الأمريكية فإن هذه الخطوة تحمل العديد من المعطيات والدلالات السياسية حيث ترى تلك القيادات أن الإنتقال إلى بيروت يكشف بأن الحوار لن يكون بين القوى السياسية اليمنية فحسب وإنما سيكون هناك ممثلون لتلك الدول المتدخلة في الشأن اليمني- المشار إليها آنفاً- بالإضافة إلى تمثيل قوي لكل من التيار الحوثي والتيار الإنفصالي في الخارج الذي يتزعمه علي سالم البيض. وأشارت تلك القيادات إلى أن قبول القوى السياسية اليمنية بهذه المبادرة من جهة والإنتقال إلى بيروت من جهة ثانية يؤكد أنما سينتج عنها لا يعبر عن رؤية توافقية للقوى السياسية اليمنية المختلفة بقدر ما تمثل نتائجه رؤية وصيغة توافقية بين تلك القوى والدول وفق ما يخدم مصالحها بالدرجة الأولى ومصالح من يمثلونها في الداخل اليمني. وأبدت تلك القيادات المعارضة خشيتها من نجاح المساعي الأمريكية في إقناع القوى السياسية للإستجابة لهذه المبادرة، مؤكدةً بأن الحديث عن رفض المؤتمر لهذه المبادرة ليس بتلك الصورة التي تصورتها بعض وسائل الإعلامي مشيرةً إلى أن رفض المؤتمر جاء كردة فعل من على قبول المشترك لمبادرة المعهد الديمقراطي الأمريكي حيث كان الحزب الحاكم يتوقع أن المشترك سيرفض تماماً هذه المبادرة ليستغل بعد ذلك الحزب الحاكم هذا الموقف من المشترك ويذهب إلى التسويق لرؤيته بأن المشترك ليس لديه أي رؤية يمكنه أن يتحاور من أجلها. هذا وكان وزير الخارجية الدكتور/ ابوبكر القربى قد كشف عن وجود مبادرة أمريكية للتوفيق بين حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم وأحزاب المعارضة تعقد في بيروت. ونقلت صحيفة " القدس العربي" اللندنية عن الدكتور/ القربي قوله: "هناك مقترح من قبل المعهد الأمريكي لإجراء حوار بين أحزاب اللقاء المشترك والمؤتمر الشعبي العام، والموضوع يتم دراسته حالياً من قبل المؤتمر الذي هو دائماً مع الحوار، ويريد أن يبدأ الحوار. وكان مصدر بالمعهد الديمقراطي الأمريكي بصنعاء كشف أن المدير السابق للمعهد بصنعاء روبن مدريد تقدمت الأسبوع الماضي بمساعٍ للمصالحة وبدء حوار بين الحزب الحاكم والمعارضة واقترحت أن يتم اللقاء في العاصمة اللبنانية بيروت على أن يشمل ممثلين على مستوى عالٍ للمتحاورين. وأشار الدكتور القربي إلى أن المعهد الأمريكي اقترح إجراء الحوار في لبنان، غير أن المؤتمر يريد أن يكون هذا الحوار في اليمن، مؤكداً عدم وجود أي ممانعة بأن تكون هناك جهات تريد أن تساعد في التوفيق بين الجانبين.