/ ترجمة خاصة "إن التوازن بين عمليتي الاقتراع والرصاص صعب جداً، لكن من خلال تكثيفها بعناية فإن التدخل في اليمن سيقمع التطرف بدلاً من تأجيجه".. هذه هي الفقرة التي اختتمت بها مجلة بروسبيكت البريطانية تقريرها تحت عنوان: " اليمن الدرس الخطأ من العراق.. حيث قالت المجلة إن أولويات السياسة في اليمن والعراق وأماكن أخرى قد تحولت للحفاظ على المصالح الغربية وحفظ ماء الوجه الأمريكي وأن أكبر مصدر للضجر هو المال وأنه حتى وإن كانت الولاياتالمتحدة أو جيوش غربية أخرى تريد مزيداً من الخدامين على الأرض في اليمن، فإنهم لن ينالوا ذلك، إذ يقول دبلوماسي أمريكي كبير إن اليمن في الواقع هي حقل تجربة جديد ورخيص لمكافحة الإرهاب. وقال إن التدخلات في العراق وأفغانستان قد أضرت بأمريكا وستكون أكبر عامل في تراجع نفوذها في العقود المقبلة. وحسب تقرير المجلة البريطانية فإن إستراتيجية اليمن هي أقرب إلى السياسات التاريخية للولايات المتحدة وبريطانيا في دعم الأنظمة المعروفة في أمريكا اللاتينية والشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا، مثل هذا النهج أفرز نتائج مختلفة وأحياناً فظيعة، لافتاً إلى إن مشكلة الحل في اليمن هي أنها تعطي شرعية للحكومة في نظر كثير من اليمنيين الذين يشعرون بعداوة عميقة للغرب، كما أن دعم الجيش من دون إطعام شعب في ثالث أجوع بلد في العالم يرسل رسالة واضحة بأن الولاياتالمتحدة تهتم فقط بأمنها. وعلقت المجلة بالقول: بالرغم من أن فرض الديمقراطية بالقوة هي وسيلة بغيضة لمساعدة أي بلد، وما دام الدعم الأميركي بهكذا طريقة ، فإن اليمن ستستمر في الانهيار ومن حوله. وأضافت: أولئك الذين حضروا اجتماع أصدقاء اليمن ينبغي عليهم أن يركزوا على زيادة التمويل لبرنامج الغذاء العالمي، وتقديم وعود بتنسيق المساعدات العسكرية مع تطوير سياسي واقتصادي. وأشار التقرير إلى أنه لا يبقى أمام اليمن غير خطوات قليلة للسقوط في الفوضى، حيث الاقتصاد يتدهور واحتياطيات النفط تتضاءل وانفجار سكاني مستمر والصراعات مع المتمردين في الشمال والانفصاليين في الجنوب تتواصل. وتابع لقد تم تعطيل التحرك لجعل اليمن أكثر ديمقراطية، حيث تم تأجيل الانتخابات البرلمانية المقررة في أبريل 2009 لمدة سنتين للسماح بإجراء حوار بين الحزب الحاكم والمعارضة، وكما يبدو الآن أن من المرجح أن يكون هناك المزيد من التأجيل. وبينما معدل اليمنيين المهتمين بالانتخابات هو أقل من المهتمين بالأمن وعدم الموت جوعاً، سيتواصل الإدمان ببساطة على الفساد، الأمر الذي سيولد خمولاً لدى النظام.