شرحت وزير الخارجية الاميركية السابقة مادلين اولبرايت، في حوار لمجلة «دير شبيغل» معنى وسبب بقاء الولاياتالمتحدة «دولة لاغنى عنها» للعالم، وأكدت أن الأهم أن تظل أميركا مندمجة مع المجتمع الدولي، كما تطرقت لزوايا مختلفة من الأوضاع الدولية، أبرزها الموقف من سورية.. وتالياً مقتطفات من الحوار: السيدة الوزيرة قلت مرة إن الولاياتالمتحدة «دولة لا يمكن الاستغناء عنها»، ما الذي تقصدينه بذلك؟ تمت صياغة هذا المصطلح بعد رئاستي رونالد ريغان وجورج بوش الاب، وخلال تلك الفترة شعر الشعب الاميركي بالضجر والقلق من المبالغة في توسع الدولة في الخارج. وشعر الرئيس كلينتون وأنا، بأن اميركا بحاجة الى ان تكون مندمجة بالمجتمع الدولي، خصوصاً عندما تكون في مزاج تشعر فيه بالقلق على نفسها أكثر، ولذلك كان هذا المصطلح مهماً ليوضح للشعب الاميركي أن المجتمع الدولي يحتاج إلى أميركا التي يجب أن تنخرط مع الاخرين. هل سنرى أميركا أكثر انعزالاً؟ طبعا لا، لأن مصطلح «أميركا التي لا غنى عنها» لايزال مطبقاً، لكن ليس هناك شيء في العالم «لا يمكن الاستغناء عنه» بمعنى الذهاب اليه لوحدنا، ولذلك فإن الرئيس اوباما شدد على الحاجة الى بناء الشراكة والاحلاف، خصوصاً مع أوروبا. تبدو السياسة الخارجية الأميركية كأنها مركزة على الشرق الأوسط، فهل هذا إرث من سنوات الرئيس جورج بوش الابن؟ لطالما كان الشرق الاوسط منطقة مهمة بالنسبة للولايات المتحدة، وعندما غادر البريطانيون المنطقة أصبحت مسؤولية اميركية. وهنا العديد من القضايا التي بحاجة الى حل والمتعلقة بعملية السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين، إضافة الى قضايا في العراق، ثم قضية الطاقة، والآن ثمة قضايا جديدة تتعلق ب«الربيع العربي»، والبرنامج النووي الإيراني. لكن الصين وهي ليست دولة في الشرق الاوسط تملك السواد الأعظم من الديون الاميركية، أليس من الأفضل بالنسبة لواشنطن التركيز عليها؟ بلا شك إن علاقتنا مع الصين هي من نوع العلاقات التي يعتمد فيها الواحد على الآخر، فهم يعتمدون على أسواقنا، ونحن نعتمد على العديد من العلاقات الاقتصادية التي نقيمها معهم. لعبت دوراً أساسياً في إقناع حكومة الولاياتالمتحدة بإنهاء حرب البلقان في تسعينات القرن الماضي، لماذا لم تتدخل أميركا في سورية حتى الآن؟ قدم الغرب الكثير لمساعدة الجماعات المعارضة، ويحاول بشتى السبل مساعدة اللاجئين، والضغط على الرئيس بشار الاسد. والمشكلة أن روسيا تمثل عقبة. ألا تعتقدين أن هذه مجرد ذريعة، فهل العالم الغربي مستعد للقيام بالمزيد إذا كانت روسيا متفقة معه؟ ؟يقترح البعض منطقة حظر جوي في سورية، لكن السؤال هنا عما إذا كانت هذه الخطوة ذات جدوى، وثمة قضايا أخرى تتعلق بأي نوع من الاسلحة يمكن تزويد المعارضة به. إذا «شعلة الحرية» أي أميركا ستقعد وتراقب المعارضة السورية وهي تذبح؟ هي لن تقعد، وهذا ما قلته سابقا، فأحياناً عليك أن تتحرك، لكن عليك أن تعرف ما الذي يمكن القيام به، وهو القيام باجتياح دولة إسلامية أخرى. وأعتقد أن القيام باجتياح كامل لسورية ليس بالخيار الصحيح بالنظر إلى قوة الجيش السوري.