سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أكد أن ما يحدث في الجنوب الهدف منه هو تصفية الحزب الاشتراكي.. الصبري: التجربة السياسية في اليمن مهددة ونضال المعارضة السلمي قد يتحول إلى عصيان مدني وتمرد
أكد عضو الأمانة العام للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري/ محمد الصبري أن التعددية السياسية في اليمن سجال معركة , معركة مع الوقائع، ومعركة مع التحولات والنزاعات والحروب.. وقال الصبري في حوار مع جريدة إيلاف "إن اليمن مر خلال السنوات العشرين الماضية بتحولات كبيرة في غاية الأهمية والخطورة والنظام التعددي السياسي كان أحد أسباب هذه التحولات، فمرة كانت التعددية أداة من أدوات الحرب، ومرت الحرب وأنتجت صراعات وتعددية مختلفة", مشيراً إلى أن مشكلة التعددية في اليمن هي مشكلة النشأة "فهي نشأت نتيجة تلاقٍ أو اتفاق دولة أمنية ذات قبضة حديدية مع رجال سياسة متعصبين، مع دولة ذات طابع قبلي ورجال عصابات وهذه الأرضية التي قامت عليها التعددية السياسية ".. وأشار عضو الأمانة العام للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري أن توقعاته التي استنبطها من دراسة أجراها عام 2000 حول مستقبل التعددية السياسية ومستقبل النظام الحزبي التعددي في اليمن إلى أين يتجه،وقد خلصت الدراسة إلى أنه يتجه نحو إما نظام فوضوي، أو سيطرة الحزب الواحد، وما حصل كان الاثنين معاً.. نظام الحزب الواحد جاء في م2003 ثم دخلنا نظام الفوضى.. وعن حركة التمرد بصعدة وحربها مع السلطة قال الصبري: إن الحوثيين يحنون إلى حكم الإمامة الذي يعتبرونه إرثاً لهم وقال :"إن مشروع الاستئثار بالسلطة والتوريث، والابتعاد عن النظام الجمهوري والتعددي جعل من حق جماعة كانت ذات يوم تحكم البلاد بنظام ملكي، أن تقول نحن أولى بالعودة إلى إرثنا، نحن حكمنا اليمن ألف سنة، وهذا من حكم 30 سنة ويريد أن يأخذها وهي جمهورية".. وأكد الصبرى أن هناك نزاع على السلطة في اليمن مشيرا إلى "أن هذا النزاع بدأ يتخذ بعداً آخر منذ 2004، في ظل مناخ علاقات خارجية تصور وتهيئ وتفرش للنظام بأن يسير وفق اتجاه معين ,ودخلنا إلى 2005 وأصبحنا أمام وضع بلد مهدد بالتجزئة بسبب حربين، تجزئة اجتماعية وليس سياسية، وبدأت إرهاصات أزمة الجنوب بعد مرور أكثر من عشر سنوات وهو معدل طبيعي للحروب الأهلية بمرور عشر سنوات لتثأر مرة أخرى، ولو نظرت إلى ما يحدث في الجنوب خلال السنوات الأخيرة لرأيت أن كل الغرض منه هو تصفية الحزب الاشتراكي بدرجة رئيسية".. وكشف الصبري أن عمل حزبه الناصري في السر منذ البدايات الأولى أوصله إلى السلطة بسهولة حيث وصل إليها مرتين الأولى مع بداية الثورة والمد الناصري أيام عبد الناصر والمرة الثانية حين جاء إبراهيم الحمدي , ولكن الصبرى أكد أن العمل في العلن أفضل من السرية لأن العمل الحزبي يعتمد على أساس فكرة، وقوة حزب تحاول أن تحقق هذه الفكرة، في العمل العلني " , مشيراً إلى أنه في الحالة العلنية الناصريون لاقوا احترام القوى السياسية وإلى الآن لا يزالون. وقال الصبري مجيباً على سؤال طرحه على نفسه "هل الأحزاب التي يتم المراهنة عليها من أجل تغيير البلاد؟ كل حزب لا يستطيع أن يجيبك على هذا السؤال لأنه سيقول لك أنا سحبت من تحتي أرضية العمل السياسي المدني الحزبي لصالح أطراف هم قطاع طرق خارج منظومة المشروعية الدستورية". وأشار إلى أن ميزانية شؤون القبائل والمشايخ أكبر من الميزانية المخصصة للأحزاب القائمة حيث خصصت الدولة ميزانية لشؤون القبائل والمشايخ تتجاوز 8 مليار سنوياً (قرابة 40 مليون دولار) أما ميزانية الأحزاب فهي خمسمائة مليون ريال (قرابة مليونان وخمسمائة ألف دولار). وأضاف أن معادلة التعددية الحزبية تغيرت بفعل انهيار منظومة النظام القانوني والسياسي والدستوري، وتغيرت أيضاً بمفهوم ظهور حركات معارضة خارج المكون السياسي الوطني، مناطقية ومذهبية حسب الصبري . وأكد الصبري أن التجربة السياسية في اليمن مهددة مشيراً إلى أن التدخل الخارجي الآن يعمل نوعاً من إعادة تشكيل المعادلة. وقال "إن من هذه المهددات للتجربة السياسة أنه يتم اليوم بناء معارضة قوية من خارج المنظومة الدستورية والقانونية، كل "قطاع الطرق" يعدون هم البدائل لمنظومة العمل السياسي والحزبي، أنا أرى أن أكره الناس والشخصيات سيكونون هم الأعلام البارزة في العمل السياسي في قادم الأيام، وهؤلاء من أكره الناس مناطقياً، طائفياً، مذهبياً، قبلياً وسنجدهم في المقدمة".. وعن ما إذا كانت أحزاب المعارضة في اليمن ستستمر في نضالها السلمي قال الصبري إن النضال السلمي لا يعني السلامة ولا يعني سلامة الداعين، ولا المدعو عليهم، مؤكداً أنه يمكن أن يتحول في لحظة من اللحظات الزمنية إلى عصيان مدني وتمردات اجتماعية سلمية، وإلى عدم استجابة للقوانين والنظم التي يطرحها الحاكم، ومن ثمّ فرض نوع من الإجراءات العقابية ضد الذي يحكم وضد من هو في السلطة. وأضاف أن العمل السلمي إذا ما انتهت الدولة أو إذا ما انتهى النظام تتحول إلى مليشيات كنتيجة وليس كرغبة , مشيرا إلى أن قيمة الأحزاب تذكر حينما يكون هناك دولة وهناك نظام سياسي.