الإعلان عن حصيلة ضحايا العدوان على الحديدة وباجل    أكسيوس: ترامب غير مهتم بغزة خلال زيارته الخليجية    تحديد موعد نهاية مدرب الريال    ماسك يعد المكفوفين باستعادة بصرهم خلال عام واحد!    الامارات العربية تضمّد جراح عدن وتنير ظلامها    تغيير رئيس الحكومة دون تغيير الوزراء: هل هو حل أم استمرارية للفشل؟    ودافة يا بن بريك    إيران تكشف عن حجم الخسائر الأولية لانفجار ميناء رجائي    برشلونة يواجه إنتر وسان جيرمان مع أرسنال والهدف نهائي أبطال أوروبا    انقطاع الكهرباء يتسبب بوفاة زوجين في عدن    لوحة بيتا اليمن للفنان الأمريكي براين كارلسون… محاولة زرع وخزة ضمير في صدر العالم    لوحة بيتا اليمن للفنان الأمريكي براين كارلسون… محاولة زرع وخزة ضمير في صدر العالم    إسرائيل لا تخفي أهدافها: تفكيك سوريا شرط لنهاية الحرب    طيران العدوان الأمريكي يجدد استهداف صنعاء ورأس عيسى    قرار رقم 1 للعولقي بإيقاف فروع مصلحة الأراضي (وثيقة)    الحذر من استغلال العليمي مبررات (إصلاح الخدمات) في ضرب خصومه وأبرزهم الانتقالي    أعنف هجوم إسرائيلي على اليمن يدمر ميناء الحديدة    بعد فشل إطلاقه.. صاروخ حوثي يسقط بالقرب من مناطق سكنية في إب    "مسام" ينتزع أكثر من 1800 لغم حوثي خلال أسبوع    وسائل اعلام اسرائيلية: هجوم اسرائيلي أمريكي شاركت فيه عشرات المقاتلات ضد اهداف في اليمن    عشرات الغارات استهدفت ثلاث محافظات    وقفة نسائية في حجة بذكرى الصرخة    شركة النفط توضح حول تفعيل خطة الطوارئ وطريقة توزيع البنزين    برعاية من الشيخ راجح باكريت .. مهرجان حات السنوي للمحالبة ينطلق في نسخته السادسة    رسالة من الظلام إلى رئيس الوزراء الجديد    الثقافة توقع اتفاقية تنفيذ مشروع ترميم مباني أثرية ومعالم تاريخية بصنعاء    سوريا .. انفجار الوضع في السويداء بعد دخول اتفاق تهدئة حيز التنفيذ    من أسبرطة إلى صنعاء: درس لم نتعلمه بعد    وزير الصحة يدشن حملات الرش والتوعية لمكافحة حمى الضنك في عدن    الخليفي والمنتصر يباركان للفريق الكروي الأول تحقيق كأس 4 مايو    الزعوري يبحث مع الأمم المتحدة تعزيز حماية وتمكين المرأة في اليمن    الكثيري يبحث مع فريدريش إيبرت فتح آفاق دعم دولي للجنوب    الرهوي يناقش مع الوزير المحاقري إنشاء منصة للأسر المنتجة    وزارة الشباب والرياضة تكرم موظفي الديوان العام ومكتب عدن بمناسبة عيد العمال    أرواحهم في رقبة رشاد العليمي.. وفاة رجل وزوجته في سيارتهما اختناقا هربا من الحر    مليون لكل لاعب.. مكافأة "خيالية" للأهلي السعودي بعد الفوز بأبطال آسيا    بيع شهادات في جامعة عدن: الفاسد يُكافأ بمنصب رفيع (وثيقة)    تفاصيل جديدة لمقتل شاب دافع عن أرضه بالحسوة برصاص من داخل مسجد    تدشين برنامج ترسيخ قيم النزاهة لطلاب الدورات الصيفية بمديرية الوحدة بأمانة العاصمة    بدء تنفيذ قرار فرض حظر على الملاحة الجوية لمطارات الكيان    يادوب مرت علي 24 ساعة"... لكن بلا كهرباء!    قدسية نصوص الشريعة    صرخةُ البراءة.. المسار والمسير    متى نعثر على وطن لا نحلم بمغادرته؟    الاجتماع ال 19 للجمعية العامة يستعرض انجازات العام 2024م ومسيرة العطاء والتطور النوعي للشركة: «يمن موبايل» تحافظ على مركزها المالي وتوزع أعلى الارباح على المساهمين بنسبة 40 بالمائة    المصلحة الحقيقية    أول النصر صرخة    أمريكا بين صناعة الأساطير في هوليود وواقع الهشاشة    ملفات على طاولة بن بريك.. "الاقتصاد والخدمات واستعادة الدولة" هل يخترق جدار الأزمات؟    مرض الفشل الكلوي (3)    وسط إغلاق شامل للمحطات.. الحوثيون يفرضون تقنينًا جديدًا للوقود    إلى متى سيظل العبر طريق الموت ؟!!    قيادي حوثي يفتتح صيدلية خاصة داخل حرم مستشفى العدين بإب    ريال مدريد يحقق فوزًا ثمينًا على سيلتا فيغو    أطباء تعز يسرقون "كُعال" مرضاهم (وثيقة)    الأهلي السعودي يتوج بطلاً لكأس النخبة الآسيوية الأولى    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



انفصال جنوب السودان هل سيكون "نواة لطاعون" آخر الزمان؟
نشر في أخبار اليوم يوم 24 - 11 - 2010


المك محمد المبارك الجموعي
لو نظرنا إلى فترة الست سنوات التي تسبق الاستفتاء هي تجريبية لأفراد الحركة الشعبية حكام الجنوب الحالين بقيادة الفريق سلفاكير كانت فترة كافية لهم ليثبتوا جدارتهم ويوظفوا ما حصلوا عليه من حصة الجنوب من عائدات البترول التي كفلتها اتفاقية نيفاشا في تقاسم الثروة البترولية البالغة عشرة مليارات من الدولار، لكي يعمروا ويبنوا بها الجنوب وبنيته التحتية من طرق وجسور ومدارس ومستشفيات ومطارات مدنية، لكنه للأسف الشديد هذه المبالغ قسمت على أفراد الحركة الشعبية ونال كل منهم نصيبه المقدر له وأودعوه في بنوك سويسرا لتأمين مستقبل أسرهم وأبنائهم الذين يدرسون خارج السودان في بريطانيا ودول الغرب .
يطل جنوب السودان على شمال السودان بخمس ولايات حدوية، بينهم تسمى هذه الولايات مناطق التماس المشتركة فهذه المناطق التماسية سيحل فيها تداخل واختلاط وتبادل للسلع التجارية طوال السنة وتتغلغل القبائل الرعوية العربية بالدخول إلى أعماقها بأبقارها وإبلها وغنمها بحثاً عن المرعى والحشائش المتوفرة التي تجود بها أراضي الجنوب السوداني الذي يقع مباشرة على خط الاستواء ويشتهر بكثرة الأمطار، التي يتواصل هطولها عشرة شهور على مدار السنة فهذه الأمطار كفيلة لتوفير المراعي الخضراء التي تنبت على الطبيعة الأراضي الشاسعة المهملة التي لم تستثمر وتستغل في الزراعة المختلفة وهذا يرجع إلى كسل الإنسان الجنوبي الذي يزرع ما يكفيه فقط لصناعة الخمور الشعبية وبنات البانقو الذي تصنع منه الحشيشة والتي تباع بمبالغ طائلة وغالباً ما يتم تهريبها إلى جمهورية مصر العربية مع تجار الإبل الشماليين عبر طريق الأربعين الذي يعبر الصحراء إلى مدينة أصوان مقر سوق الإبل الرئيسي.
فهذه الولايات الحدودية عاشت لمئات السنين في تمازج وتلاحم وتداخل وتصاهر بالزواج بينهم البين وأفرزت من هذا التصاهر والتزاوج أجيالاً وأجيال فهذه الأجيال لاتعرف مكايدة السياسة والسياسيين .
المناطق الثلاثة المحايدة التي ورد اسمها في اتفاقية نيفاشا بعد حوار طويل وخلاف شديد عليها، لأن كل طرف كان يدعي بتبعيتها وأحقيتها له وضعت لها الاتفاقية بنداً وفقرة خاصة بها وأطلقوا عليها المناطق الثلاثة المحايدة .
1- وهي منطقة جنوب كردفان فهي من مناطق الحدود والتماس بين الشمال والجنوب ومعظم سكانها من القبائل العربية المتعددة، فهي تعتبر الأغلبية بالمنطقة ويعمل معظمها في مهنة الرعي والزراعة وتمتلك عشرات الملايين من الأبقار والإبل والأغنام وأيضا تقوم بزراعة الذرة والسمسم والدخن ونبات الكركدي وهذه القبائل العربية كلها تعتنق الإسلام بالفطرة، كما توجد بها قبائل النوبة وهي قبائل زنجية تعمل معظمها بالرعي والزراعة فهذه القبيلة النوبية تخالطت وتصاهرت مع القبائل العربية منذ مئات السنين، لذلك تجد عاداتهم وتقاليدهم مثل القبائل العربية وأكثر من نصف هذه القبيلة اعتنقوا الإسلام والنصف الأخر مسيحيون ووثنون .
فهذه الولاية المساه بجنوب كردفان الممزوجة بالقبائل العربية والنوبية تملك ثروات كبيرة على ظاهر الأرض وباطنها وقبيلة النوبة الزلمية في هذه الولاية تميل للشمال وتحبهم وتعتبر خطها ومسارها هو الشمال بلا شك، لأن القبائل الجنوبية عامة وقبلية الدنكا خاصة ينظروا إلى قبيلة النوبة بأنها قبيلة ناقصة وأقل منهم في الأصل.
2- منطقة جنوب النيل الأزرق : هي إحدى المناطق الثلاث التي أشرنا إليها وهي خليط من القبائل العربية الزنجية فالقبائل العربية تمثل أكثر من نصف السكان الموجودين وتعمل معظمها بالزراعة مثل الذرة والسمسم والدخن وزراعة قصب السكر الذي ينتج منه السكر الممثل في مصنع كنانة الشهير في صناعة السكر وأيضا تعمل بحرفة الرعي والقبائل الزنجية الأخرى وهي القمذ والفونج والدينكا والنوير والشلك وهي أيضا تعمل بحرفة الرعي والزراعة فهذا الإقليم غني بالثروة الحيوانية التي تصل إلى عشرات الملايين .
فهذا المزيج العربي الزنجية تجده منذ مئات السنين يعيش في سلام ووئام ومحبة دائمة لأنهم تصاهروا وصاروا شبه قبيلة واحدة موحدة وكثير من هذه القبائل الزلمية الموجودة في منطقة النيل الأزرق اعتنقت الإسلام دين المحبة السلام والمساواة فصاروا سواسية كأسنان المشط.
لذلك تجد إنسان النيل الأزرق يسير على مسار خط الشمال الذي يجدون فيه قاسمهم المشترك من عاداتهم وتقاليدهم وأفكار تجمعهم لا تفرقهم لأنها بوتقة دين الإسلام السميح قال تعالى ( ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وإنه في الآخرة لمن الخاسرين ) صدق الله العظيم.
3- منطقة ابيي: هي أهم منطقة من المناطق الثلاث المذكورة وهي منطقة تماس حدودية بين الشمال والجنوب فهذه المنطقة تعتبر أغنى منطقة في السودان كافة وذلك لاحتياطها من خام البترول الذي يقدر أولياً بحوالي اثني عشر مليار برميل قابل للزيادة .
فجميع الخرائط المذكورة تثبت ملكية الشمال لها وذلك منذ عام 1956م عند خروج المستعمر البريطاني من السودان فهذه المنطقة خليط من القبائل العربية التي يزيد عددها عن القبائل الزلمية فالقبائل العربية الممثلة في قبيلة السيرية وقبلية الرزيقات تمثل نسبة 65% من سكان هذه المنطقة وهذه القبائل العربية قبائل أصيلة تنحدر من الجزيرة العربية وبالأصح من محافظة مأرب والبيضاء اليمنية فهي قبائل شجاعة محاربة ودائماً تجدها تخرج من حرب وتدخل في أخرى لذلك تجدها في حروب دائمة .
فهذه القبيلة تعلم من ول سكان هذه المنطقة منذ عام 1905م فهي تعتبر صاحبة الأولوية والسيادة لأنها قبلية رعوية تمتلك عشرات الملايين من الأبقار والأغنام والإبل.
أما القبيلة الثانية الأخرى فهي قبلية الدينكا انوك ذات العرق الزنجي فهي قبلية رعوية تمتلك ملايين الأبقار تعتمد على الرعي ولقد جاءت من أقصى الجنوب من اجل المراعي المتوفرة في هذا الإقليم وكثرة أمطاره فهذه القبيلة من الدينكا انوك تعتبر دخيلة على هذه المنطقة لأن القبائل العربية كانت سباقة قبلها .
فمنطقة أبيي تعتبر بمثابة القنبلة الموقوتة التي تنفجر بعبوتها تحت أي لحظة وسوف تحرق كل شيء أبرم بين الشريكين وتدخل البلاد في حرب قاسية حرب وصاية، لأن الحركة الشعبية تدعي بأن هذه الأرض أرض جنوبية تخص قبلية الدينكا أنوك فقط وتعتبر هذه الحركة الشعبية بأن القبائل العربية قبائل رعوية متنقلة ولا يحق لها بالاستفتاء لتقرير مصير منطقة ابيي كأنها تريد ان تحرمها من المشاركة وتسقط حقها في هذه المنطقة .
فإذا حصل انفصال الجنوب فهذه المناطق الثلاث لها استفتاء خاص بها، تقوم بالتصويت عليه للانضمام للشمال أو الجنوب والحركة الشعبية متأكدة كل التأكيد بأن هذه المناطق سوف تصوت للشمال، فحاولت أن تحرم أبناء منطقة أبيي من العرب المسيرية والرزيقات من حقهم في الاستفتاء ولأن نسبتهم تمثل نسبة 65% من سكان المنطقة .
ولقد رفضت قبائل المسيرية العربية مثل هذا كلام لحرمانهم من الاستفتاء رفضاً قاطعاً جاء على لسان أعيان القبلية الشجاعة وقالوا قولتهم المشهورة "نحن سكان المنطقة الأصليون وطوال هذه الفترة عشنا جيل بعد جيل وتخالطنا وتصاهرنا مع قبيلة الدينكا انوك الموجودة معنا في المنطقة وصرنا شبه قبلية واحدة فإذا أرادت الحركة الشعبية وأمريكا أن يسقطوا حقنا ويحرمونا من مسقط رؤوسنا وأرضنا فنحن لنا خياران لا غيرهما باطن ابيي أو ظاهرها وأني أخشى من قنبلة أبيي أن تنفجر وتحرق الأخضر واليابس.
يعتبر الاستفتاء على جنوب السودان أصعب لغز منذ أن خلق الخالق الدنيا ومن عليها لذلك يصعب على كثير من الخبراء العالميين والمفكرين وجهابذة السياسية فك رموز وفتح طيات صفحاته الغامضة .
لو نظرنا إلى النتيجة التي يأتي بها استفتاء على الطرفين هل سيقبل بها شركو الحكم من المؤتمر الوطني والحركة الشعبية .
لقد أخلت الحركة الشعبية بكثير من بنود الاتفاقية المبرمة في نيفاشا وذلك مثل دعوتها الواضحة على لسان قادتها ورئيسها بالتصويت للانفصال وتحريض المواطنين الجنوبيين والضغوط عليهم بالتصويت للانفصال عن الشمال، حتى ليكونوا مواطنين رقم اثنين في ظل الوحدة وتصرفاتها الأخيرة، عندما بدأ التسجيل للاستفتاء يوم 15/11/2010م وذلك بتخويف وتهديد أبناء الجنوب الموجودين في الشمال البالغ عددهم ثلاثة ملايين ونصف وإلا سوف تقوم بقتلهم وحرق منازلهم في الشمال .
كيف ذلك والوقت لا يسمح بسفرهم للتسجيل في الجنوب وبهذا تريد أن تضعف التسجيل في الشمال وتقويه في الجنوب حتى تكون نسبة المسجلين في جنوب السودان أعلى منها في الشمال وبهذا يكون الانفصال مضمون، لأن أبناء الجنوب الذين لازالوا في الشمال إذا سجلوا أسمائهم كاملة هم نواة الوحدة الحقيقة .
لذلك الشريك الأول المؤتمر الوطني يرفض هذه التصرفات الخارقة لبنود الاتفاقية وترهيب وتخويف وتهديد أبناء الجنوب الوحدويين من ممارسة حقهم الشرعي بكل حرية وشفافية وديمقراطية وإلا فانه لن يعترف بنتيجة الاستفتاء.
المؤتمر الوطني حزب وحدوي يدعو إلى وحدة السودان واستقراره لذلك يريد استفتاء نزيه لا تمارس فيه الضغوط والتهديدات على أبناء الجنوب .
أما الحركة الشعبية تسير في طريق الخطأ وخرق البنود وتتصرف تصرفات وكأنها دولة ذات سيادة .
لذلك أقول إذا ظهرت نتيجة الاستفتاء نزيهة وباختيار حر ونزية لأبناء الجنوب فغنني أتوقع الرفض من عناصر الحركة الشعبية، لأنها سوف تتحجج بحجج واهية وأكاذيب ملفقة لرفض النتيجة، فهي تنفذ أجندة غربية إسرائيلية ليتم فصل جنوب السودان عن الشمال بصورة شكلية .
لكن هذه الدول الغربية وأمريكا وإسرائيل تسعى لفصل الجنوب وهي تعي وتفهم ما يحصل.
نعم إنها تعي وتعرف النتيجة وهي تريد أن ينفصل الجنوب عن الشمال كدولة مستقلة لا تملك من مقومات الدولة إلا السلاح وآليات الحرب التي تدخلها لهم لكي يقتلوا بها بعضهم البعض ويتمزق الجنوب إلى خمس دويلات ضعيفة عاجزة عن كل شيء وتدخل هذه الدول المذكورة باستعمار جديد ونهباً لثرواتهم وفي باطن الأرض وظاهرها وتسيطر على منابع النيل ومنطقة البحيرات.
أما أصحاب الحركة الشعبية يعرفون معرفة تامة بكل هذه الأشياء وهذا الأجندة الصهيونية لكنهم يتغاضون من أجل مصلحتهم، فهل يعي أبناء الجنوب المساكين البسطاء بأن جنوب السودان يباع في سوق الصهاينة الأسود بمن فيه من بشر وحجر وشجر؟.
جمهورية مصر العربية تعتبر أهم وأكبر دول المنطقة على نطاق إفريقيا والشرق الأوسط وذلك من ناحية موقعها الاستراتيجي التي تتمتع به وعدد سكانها وعلاقاتها الدبلوماسية مع دول العالم العظمى .
السودان يعتبر العمق الاستراتيجي لجمهورية مصر العربية والمنطقة العربية كافة وذلك لما يتمتع به من موقع يعتبر همزة الوصل بين إفريقيا والوطن العربي.
لكن دور مصر في قضايا السودان المفتعلة من أمريكا ودول الغرب لم يكن بالصورة المطلوبة وتجد في موضوع قضية السودان لم تقم مصر بالدور الكافي وقامت بالدور المتفرج، ألم يعلم الساسة في مصر الشقيقة خطورة الانفصال بولادة دول جديدة في جنوب السودان وليس دولة واحدة وذلك بتعدد القبائل الجنوبية الزنجيةوممارستها العنصرية في هذه المنطقة .
أم لم يعي الساسة المصريين بولادة هذه الدول المزمعة أن معناه نقص في حصتها من مياه النيل وتغلغل العدو الاسرائيلي في منطقة البحيرات لتنفيذ حلمه السيطرة على منابع النيل والتحكم بها .
لذلك نناشد الأخوة والساسة المصريين أن يتدخلوا لعمل شيئاً حتى لا نندم كلنا بعد فوات الأوان فنحن وهم من يتضرر من الانفصال، لأنهم يريدون سوداناً ممزقاً غير موحد ضعيف تأكله الحروب حتى لا يطالب بمثلث حلايب المغتصب .
أما دور الدول العربية دور صامت وساكت وفي أيديهم أشياء كثيرة يقومون بها لمنع أفراد الحركة الشعبية من الانفصال وذلك بقيام رؤساء وملوك الدول العربية بدعوة قيادات الحركة الشعبية ووضع حلول لهذا الموضوع معهم وذلك بترغيبهم وتحفيزهم لإعمار الجنوب وتصليح البنية التحتية فيه .
وذلك مثل ما قام به الملك /عبدالله بن عبد العزيز بدعوة الرئيس التشادي إدريس دبي إلى السعودية وإقناعه له بإغلاق باب المشاكل التي كانت بين السودان وتشاد وكانت هذه الدعوة لأب العرب والعروبة الملك /عبدالله بن عبد العزيز بمثابة المفتاح الذي أغلق باب المشاكل بين السودان وتشاد.
ألم يدرك الزعماء العرب بأن انفصال جنوب السودان نقص في خريطة العرب .
أما الدور الإفريقي تجده باهت ولم يكن بالصورة المطلوبة وكأن لسان حال معقول بعنصرية الزنوج لابد من الانفصال وطاعونه حتى ولو يصيب هذا الوباء القارة بأكملها لتنفصل وتتقطع إلى ألف دولة ضعيفة كل دولة تحكمها قبيلة .
إذا تمعنا جيداً في السيناريو الذي تعده وتنتجه وتخرجه الحركة الشعبية عن استفتاء الجنوب لتنفيذ أجندة أمريكا وإسرائيل والغرب فإن الأعمى الضرير سوف يراها بأعينه العمياء التي لم ير بها من قبل، كما يسمعها الأصم بأذنيه التي لم يسمع بها من قبل، إنه انفصال بغيض لفلم أبطاله من أفراد الحركة الشعبية وبطله رئيس حكومة الجنوب سلفا كير وزبانيته، وتنتجه وتخرجه إسرائيل ودول الاكبار الذين يضحكون على أبناء الجنوب الوحدوين الشرفاء كما ضحكوا عليهم سابقاً بالتلاعب في نتيجة الانتخابات.
فهذا الخط الذي تسلكه الحركة الشعبية سوف يؤدي بالبلاد إلى التهلكة وإلى حرب ثالثة المتضرر منها أبناء السودان كافة وأبنا ء الجنوب، خاصة لأن الجنوب لا يوجد فيه بنية تحيية طوال هذه الفترة التي كانت تدور فيها الحرب بين الطرفين فالشمال لم يتضرر كثيراً وكان الضحية أبناء الجنوب والجنوب الذين ظلوا يهربون من جحيم الحرب إلى حمى إخوانهم في الشمال والباقي هرب إلى دول الجوار وإلى دول أخرى كثيرة.
فهل سئل أفراد الحركة الشعبية أنفسهم يوماً بأن الشمال عام 1955م وهو يتحمل أعباء ومنصرفات أبناء الجنوب من تعليم وصحة وعلاج ومرتبات وجميع النفقات التي تخص الإنسان في حياته اليومية..
فهذه الرعاية للجنوب وأبنائه منذ ذلك التاريخ المذكور تقدر بحوالي اثنين ترليون فاصل خمسة دولار كلها من شمال السودان الذي ظل يستقطعها من قوت أبناء الشمال ليتقاسمها مع أخوته في الجنوب، أما لجنوب لم ينتج شيئاً لأنه كان في حرب مستمر طوال الوقت لذلك لجأ 90% من أبنائه للشمال لكسب لقمة العيش مع إخوتهم وتعليم أبنائهم واستقروا في الشمال حتى هذا التاريخ.
البترول الذي يتهافتون عليه والذي كانت تجدوله أمريكا لتخرجه في عام 2020م أخرجته حكومة الإنقاذ فهذا السبب الرئيسي للحكومة الأميركية مع حكومة الإنقاذ.
الحكومة الاتحادية في الشمال تعطي أبناء الجنوب حصتهم بالناصفة في نصيبهم من البترول التي تصل إلى مائة وسبعين مليون دولار في الشهر ونفقات الحكومة الاتحادية في الشمال على أبناء الجنوب تصل إلى مائتي مليون دولار شهرياً من مرتبات للموظفين من أبناء الجنوب ومن تعاليم لأبناء الجنوب وعلاج ونفقات أخرى.
لذلك نقول للذين يطلبون بالانفصال وينفخون في أبواق اليهود البغيضة، هل أنتم مدركون تصرفاكتم الغير مسؤولة؟.
من أين لك قدرة مادية اقتصادية حتى تستوعبوا كل هذه الملايين التي كانت لاجئة الشمال من سكن وأساس وصرف صحي وتوظيف وتعليم ودواء وعلاج وأمن وحماية ومقومات الحياة وبنية تحتية في شتى المجالات، أم تريدون ترحيلهم إلى جنوب السودان ليفترشوا الأرض ويلتحفوا أسماء ومنهم من له أربعين أو ثلاثين عاماً لم يذهب إلى الجنوب ولا يعرف عنه شيئاً.
الإنسان الجنوبي شخص مسكين وبسيط ومغلوب على أمره تتحكم فيه الأعراق القبلية والعادات والتقاليد والقانون القبلي المختلف الممثل في ضحية السلاطين التي حكم القبائل الجنوبية، فالسلطان في جنوب السودان يعتبروه الجنوبيين كالاله مقدس بالنسبة لهم كلامه مسموع ومطاع وحكمة نافذ ولو غلط ولا أحد يجادله أو يناقشه فهو سلطان مثل الملك النعمان ابن المنذر ملك الحيرة عند ما قال له إبراهيم عليه السلام إن ربي يحي ويميت فقال له النعمان أنا أحيي وأميت فأخرج من السجن اثنان محكوم عليهم بالأعداد فقتل واحداً وترك الآخر.
فهؤلاء سلاطين الجنوب الذين ظلوا يتحكمون في إنسان الجنوب المسكين الضعيف حتى هذه اللحظة.
وسلاطين اليوم هم غير سلاطين الأمس لأنهم وجدوا أنفسهم يقفزون من وسط أحراش الغاب إلى ناطاحات السحاب في بلادهم العم سام، لواشنطن أم العواصم وجنة الأرض.
فبدلوا زي الغاب الجدلي الذي عرفوه جيلاً بعد جيل بالزي الإفرنجي البنطلون والجاكت وربطات العنق الراقية والمزركشة وتذوقوا أصناف الطعام بالشوكة وملاعق الفضة ولحوم الخنزير المطبوخة على الطريقة الأميركية وشربوا أفخر ما انتجته مصنع الخمور الأميركية بدلاً من خمورهم الشعبية المصنوعة من الذرة الرفيعة التي تشم رائحتها على مسيرة عام.
فأخذ كلاً منهم حصته من الدولار فباعوا ضمائرهم ووطنيتهم بحفنة من الدولارات وعند رجوعهم إلى السودان تغيرت لهجة كلامهم الوحدوي الذي كانوا يرددونه طوال فترة الست سنوات المنصرمة في كل المحافل السودانية بكلام بغيض وجديد هو الانفصال ويحرضون عليه القبائل الجنوبية ويهددوهم ويخوفوهم.
فهل يصمت الوحدويون من أبناء الجنوب الشجعان كصمت النعاج التي يفترسها الذئب نهاراً جهاراً وهي لا تحرك ساكناً؟
رئيس الجالية السودانية "ذمار البيضاء"


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.