يعد وادي ميفعة الزراعي بمديرية ميفعة محافظة شبوة، أحد أهم الأودية اليمنية وهو يتكون من أربعة أودية فرعية وهي (حبان ،هدى ،عمقين وسلمون) ويصب في محطته الأخيرة في ساحل البحر العربي. وتقع على ضفاف الوادي عشرات العزل والقرى المتناثرة وخاصة في الجزء الأدنى منه، مثل "صعيد باقادر، العقدة ،قرين علي ،كورة آل حمد ،المنصورة ،مكساه ،القرواض ،الدرجاج ،جول الشيخ ،المعيذر ،جول عقيل ،بلعساف ،ميفعة البلاد ،الحصن ،قرين آل نشوة ،قفيزة ،حصن يعقوب" وغيرها . وتعد منطقة الجريبة واحدة من هذه المناطق التي تعاني الحرمان من مشاريع البنية التحتية، فلا يوجد أثر للتنمية فيها طوال تاريخها . "أخبار اليوم" زارت منطقة الجريبة واستطلعت أحوالها وأوضاعها وآمالها وخرجت بالحصيلة التالية: الطريق إلى الجريبة رغم أن المسافة من مركز مديرية ميفعة جول الريدة وعزلة الجريبة لا تتجاوز 8 كيلومترات، إلا أن الوصول إليها ليس بالأمر الهين ، وهذا ما يؤكده الشيخ/ علي سالمين لعقل باعوضة ل"أخبار اليوم" حيث قال: (يعاني سكان الجريبة وكل سكان الوادي من عدم وجود طرق مسفلتة ومعبدة إلى قرى و عزل الوادي الكثيرة ، ونظراً لارتباطنا اليومي بأسواق المديرية في جول الريدة وعزان يضطر الأهالي يومياً للتوجه إلى تلك الأسواق للتزود بالمستلزمات الغذائية وقضاء الأعمال ولكن هناك معاناة حقيقية للناس من هذه الطريق الترابية والتي أنهكت الناس ،ولهذا نطالب عبركم كل الجهات المختصة بإيلاء الاهتمام بهذا الموضوع من خلال اعتماد طريق معبدة، تصل مدن المديرية بريفها وخاصة الطريق المارة بقرية السلامة وأيضاً الطرق المتجهة إلى القرى بعد تجاوز الوادي ). ما إن وصلنا منطقة الجريبة حتى بدأت لنا مجموعة من الغرف الصغيرة المتلاصقة مع بعضها البعض ..نزلنا نسأل عنها فوجدناها مدرسة المنطقة . نعم غرف صغيرة انتهى عمرها الافتراضي، يطلق عليها هنا مدرسة الجريب للتعليم الأساسي .. مع هذا وجدنا بضعة معلمين منهمكين في تأدية حصصهم الدراسية في آخر يوم دراسي من العام الميلادي 2010م وهو يوم الخميس. سألنا مدير المدرسة الأخ/ أنور عوض الشيبة عن المدرسة فقال: تسير الدراسة في المدرسة بشكل جيد، رغم الصعوبات العديدة في العمل، منها عجز في المعلمين ولكن وضعت الحلول لتغطية هذا العجز ،غير أن المشكلة الأهم التي تواجهنا هي المبنى المدرسي، حيث أن المبنى عبارة عن ست غرف دراسية، تستخدم خمس منها كصفوف للطلاب والغرفة السادسة تستخدم مكتباً للإدارة والمعلمين ، إضافة إلى مستودع ومطبخ للمعلمين ،كما أن هذه المشكلة جعلتنا هذا العام نتوقف عن فتح بعض الصفوف ونرحلها إلى العام القادم ،فمثلا الصف الأول أساسي يفتح هذا العام وكذا الصف الرابع والصف السادس وطلاب هذه الصفوف حرموا من الدراسة لتلك الأسباب ،ويوجد في المدرسة الصفوف الثاني والثالث والخامس والسابع والثامن .) ويتدخل الشيخ علي سالمين لعقل قائلاً : (هناك مشكلة في تعليم البنات ،فالدين الإسلامي حث على تعليم البنت والناس هنا لديهم رغبة كبيرة في ذلك ،ويدرس بالمدرسة الآن 33 طالبة في الصفوف الدنيا ولكن هذا العدد الضئيل سببه عدم وجود صفوف مستقلة للبنات وكذلك عدم وجود المعلمات في المدرسة ،ونناشد السلطة المحلية ومكتب التربية بتوفير المعلمات وسرعة تشييد مدرسة متكاملة في المنطقة ) (الكهرباء ..وفرحة لم تكتمل ). الأخ/ خالد ناصر لعقل عضو المجلس المحلي بمديرية ميفعة يقول :(تعاني مناطق وادي ميفعة الكثير من الهموم وضعف الجوانب التنموية ،ولعل من أهم هذه الهموم مشكلة الكهرباء، فبعد انتظار دام نحو عشرين عاماً، استبشر أهالي بالمرحلة الثانية بربط مناطقهم بالتيار الكهربائي بعد جهود كبيرة ومتابعات طويلة ،ولكن يا فرحة ما تمت، فالتيار الكهربائي ضعيف وضوء الكهرباء أشبه بضوء الفوانيس ،كما أن الانقطاعات المستمرة للتيار الكهربائي أصبحت لا تطاق وخاصة في فصل الصيف، حيث تصل هذه الانقطاعات إلى أكثر من ثمان ساعات يومياً، ولذا نطالب عبركم حل هذه الإشكاليات من خلال إنجاز مشروع تعزيز الخط الكهربائي "المجازة عزان" بأسرع وقت ممكن وكذا تعزيز الطاقة الكهربائية حتى يتسنى للمواطن في قرى وادي ميفعة أن يتهنأ ويسعد بوجود الكهرباء . (الخطر القادم ) منطقة الجريبة تعاني مثل غيرها من مناطق وادي ميفعة من تدفق السيول والفيضانات الكبيرة ،وقد تضررت بعض مناطق الوادي في سنوات سابقة من ذلك ،وبالنسبة لمنطقة الجريبة تضررت المنطقة قبل سنوات من كارثة السيول والأمطار الغزيرة، مثل ناحية باجعران حسب ما ذكره لنا بعض الأهالي هناك، إضافة إلى تضرر مناطق أخرى قريبة من الجريبة، لعل أبرزها منطقة ميفعة البلاد العاصمة السابقة لمديرية ميفعة والسلطنة الواحدية في أواخر الثمانينيات من القرن الماضي والذي أدى إلى انهيارها وانتقال سكانها إلى منطقة جديدة وهي جول الريدة . ويناشد المواطنون هنا في الجريبة وبقية مناطق الوادي بضرورة حمايتها وحماية التربة الزراعية التي تعرضت وللإنجراف كثيراً ،وذلك من خلال إقامة الخرسانات الترابية والإسمنتية حولها .