* الشارع يتساءل: لماذا لم نحظ بدعم الوزارة وفتات صندوقها؟ قبل أيام التقيت بلاعبين مصريين بعد انتهائهم من التدريب على أرضية ملعب "نادي شعب حضرموت" بالمكلا وبعد اطلاعهم على ملعبي بارادم بالمكلا والشاحت بالشحر، قالوا لي: لم نكن نعلم بأن حضرموت بهذا الشكل رياضياً، لقد ذكرت لنا حضرموت في المناهج الدراسية في مصر، وسمعنا عنها الكثير، لكننا لم نتوقع بأن ملاعبها شيء من الماضي ومن التراث!. * مأساة لم تنتهِ حينها التزمت الصمت، لم أستطع الرد على الأشقاء المصريين، ماذا أقول لهم؟.. هل أذكر لهم الإمكانيات وحينها سأضحك على نفسي قبل أن أضحك عليهم.. أم ماذا أقول لهم ؟؟ بت في حيرة من أمري. وحينها هم أجابوا عن أنفسهم حين قالوا: سمعنا عن عدة ملاعب معشبة في محافظات نائية.. وحينها تنفست الصعداء وقلت لهم: لقد أجبتهم على أنفسكم ولا أزيد. إن معاناة حضرموت مع المنشآت الرياضية ستظل تحمل أكثر من علامة استفهام، وسيظل السؤال يتردد.. لماذا وزارة الشباب لا تريد إقامة منشآت رياضية كبيرة في حضرموت؟ ولماذا لا يتم تعشيب ملاعبها؟ ثم لماذا لا يريد وزير الشباب زيارة المحافظة الأكثر ثراءً وتاريخاً وإرثاً حضارياً ومجداً كروياً؟ ألا يعلم معالي الوزير أن هذه المحافظة هي من أنجبت رؤساء حكومات ووزراء في دول جنوب شرق آسيا، وأن أهلها نشروا الإسلام في مشارق الأرض؟ وأنها من أنجبت حسين المحضار وأبوبكر بلفقيه ود. عبدالرب إدريس وعلي بن محمد والمؤرخ محمد عبدالقادر با مطرف وأيوب جمعة وعمر باشامي وعبدالله باعامر وفرج بايوسف وأحمد الفردي وطاهر باسعد وصالح بن ربيعة وعلي العمقي وسالم موسى و..و..؟ ألا يعلم وزير الشباب أنه يظلم التاريخ حين لا يقيم استاداً رياضياً ولا منشآت رياضية في حضرموت؟. إن ما تقوم به الوزارة من مشاريع ترقيعية في ملعب بارادم بالمكلا الذي أنشأ في سبعينيات القرن الفائت وما يزال على حالة حتى اليوم، هي مشاريع غير مجدية، بسبب أن المقاول يعمل يومين ويتوقف أشهر، ولا يعمل في الملعب سوى عاملين أو ثلاثة، ويقول المقاول إنه تحمل مسؤولية التعشيب وهو في خبر كان، أما الإنارة فقد أخذها مقاول آخر، سألناهم ماذا عن السور والمضمار ، قالوا: لم نتفق مع الوزارة بهذا الشأن!. أمر غريب ما يجري.. اعتماد تعشيب صناعي بدون اعتماد المضمار..والمضمار ترابي سيملأ الملعب بالتراب.. وهناك أشجار السيبان تملأ الملعب والمدرجات عفى عليها الزمن وبات أعلى مدرج لا ترى منه سوى وجه اللاعب بعد عمليات الردم المتكررة.. والأحجار مرمية بكثرة خلف المدرجات وهي ما تسبب أعمال شغب داخل الملعب.. من يريدونه يفعل ذلك؟ السلطة المحلية تقف في حيرة من أمرها وهي ترى الوزارة تعتمد مشاريع ملاعب في مختلف المحافظات وعندما يتواصلون مع الوزارة، يقولون الملاعب من اختصاص المجالس المحلية.. فكيف ينشئون ملاعب في محافظات بعضها لا تملك أندية في الدرجة الأولى؟ ما ذكرناه يتعلق بملعب بارادم في المكلا فحسب والحال ذاته نشهده في ملعب الشاحت بالشحر الذي يعيش حالة سيئة على صعيد الأرضية والسور والشبك الفاصل بين الجمهور والملعب وكذا ملعب بن سلمان بالغيل الذي لم يعد صالحاً للعب وتوقف اللعب فيه رسمياً، بالإضافة إلى ملعب جواس بسيئون الذي لا تختلف معاناته عن أشقائه، واستاد سيؤون الدولي الذي يبدو أنه لن تقوم له قائمة. الشارع الرياضي في حضرموت يعلم أن الإهمال ليس سببه مجلس الوزراء مثلاً بل المسؤول الأول هي وزارة الشباب .. ولهذا يتطور الأمر لاحقاً إلى إضراب شامل عن المشاركات في المنافسات الرياضية بالنسبة للأندية التي ترى أنها لم تحظ بالرعاية القليلة من معالي الوزير ومن وزارته ومن صندوق رعاية النشء الذي بات يعول الكبار.. فمتى يزور الوزير حضرموت؟ ومتى ينهي خصامه مع محافظة هي الأكبر جغرافياً والأكثر أهمية وسنداً للاقتصاد الوطني؟.