أكد الدكتور/ محمد مرسي المتحدث الإعلامي لحركة الإخوان المسلمين أن المشهد السياسي في مصر مازال يراوح مكانه، وأن المعارضة المصرية جميعها متفقة على رحيل الرئيس مبارك وعلى أن النظام قد سقط، وأن إرادة الشعب فوق كل إرادة.. وقال في هذا الصدد: "إن المعارضة متفقة ومتمسكة برحيل الرئيس". وأوضح د.مرسي عضو مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين أن جلوس المعارضة المصرية مع نائب رئيس الجمهورية السيد/ عمر سليمان أمس الأول لا يعد الحوار وإنما بداية ومقدمة لعقد جلسات الحوار.. مضيفاً: وبالتالي ما قيل أمس ونشر لا يعبر بالضرورة عن جميع الحاضرين.. فالحوار هو أن كل طرف يطرح وجهة نظره ثم يتحاور على ما طرح ثم يصلوا إلى نتيجة، وهذا لم يحدث أمس الأول وقد شرحناه بالتفصيل. وأشار د. مرسي إلى أن المأزق والأزمة التي يتم التحاور عليها متمثلة في كيفية تنحي الرئيس ونقل سلطاته إلى من.. حيث يتم التحاور في المعارضة فيما بينها والمعارضة مع السلطة على كيفية الخروج من المأزق وهذه الأزمة.. موضحاً بأن نائب الرئيس دعا المعارضة للحوار على كيفية الخروج من الأزمة.. مؤكداً أن الأحزاب وقوى المعارضة قدمت العديد من وجهات النظر في هذا الشأن من قبل الإخوان وأحزاب وقوى معارضة أخرى قدمت أيضاً وجهة نظرها للخروج من الأزمة.. والآن يتم الحوار على هذه الأطروحات.. وليس حول رحيل الرئيس أم لا.. منوهاً إلى أن مسألة رحيل الرئيس وسقوط النظام مسألة مفروغٍ منها، كون الجميع قد اتفقوا عليها. وفي رده على كيف يتم مناقشة كيفية رحيل الرئيس في حين أن نائب الرئيس يرفض نقل سلطات الرئيس إليه فكيف برحيله وإسقاط النظام.. قال د.مرسي: هذا هو المأزق الذي بتحدث عليه، والحوار يتم للخروج من هذا الوضع من خلال وجهات النظر المتعددة التي تم طرحها وفقاً للدستور.. أي أنه يتم الحوار على كيفية الخروج من هذا الوضع بشكل دستوري ولم نتفق على أي شيء بعد، وإذا كان الناس متفقين على شيء معين للخروج من هذا المأزق فلا معنى للحوار والحوار يعني بأن الناس مختلفون. وحول ما أكدته المحكمة الدستورية العليا أن الدستور لا يسمح بانتقال السلطات إلى الجيش في حال تنحي الرئيس مبارك أوضح مرسي أن هذا أمر صحيح، لأنه في حال تنحي الرئيس تنتقل السلطة إلى رئيس مجلس الشعب.. مردفاً: لكن إذا كان مجلس الشعب غير قانوني مثل ما هو عليه اليوم وغير دستوري تنتقل السلطة إلى رئيس المحكمة الدستورية العليا.. مشيراً إلى أن حركة الإخوان طرحوا انتقال السلطة إلى رئيس المحكمة الدستورية العليا في وجهة نظرهم التي تقدموا بها. ونفى عضو مكتب إرشاد حركة الإخوان أن يكون عدد المتظاهرين في تراجع ويقل يومياً.. مؤكداً أن الأعداد تتزايد، باستثناء في أوقات الدوام الرسمي لانصراف المتظاهرين إلى أعمالهم وفي الأوقات المتأخرة من الليل نتيجة البرد. وسأل د. مرسي في ختام حديثه مع الصحيفة من الله أن يقدر أمراً طيباً.. وتمنى من الشعوب العربية والإسلامية أن تدعو للشعب المصري أن يعينه ويرزقه الصبر ويهيئ له أمر رشد وتخرج البلاد من هذا المأزق ويحدث التغيير المطلوب للتنمية المطلوبة ولكي تأخذ مصر دورها الطبيعي الكبير بين باقي الأمم. إلى ذلك لازال تدفق المتظاهرين من أنحاء مصر يتواصل على ميدان التحرير حتى مساء يوم أمس للمشاركة في التظاهرة المليونية المقررة في إطار ما يعرف بأسبوع الصمود ضد النظام. وأكد مئات الآلاف من المتظاهرين تصميمهم على مواصلة الحركة الاحتجاجية حتى إسقاط الرئيس، كما رفض ما يعرف بائتلاف شباب ثورة مصر إرسال موفدين للتحاور مع الحكومة وقال هذا الائتلاف إن مطالب الشعب واضحة وأولها رحيل مبارك. وفي هذا السياق أكد جورج إسحاق مسؤول المحافظات بالجمعية الوطنية للتغيير أن مطالب المتظاهرين في ميدان التحرير لا تقبل التجزئة ولا أنصاف الحلول، مشيراً إلى أن المنظمين الحقيقيين لهذه الثورة لم يوكلوا أحداً للتفاوض باسمهم. وطرح مفكرون وكتاب وعلماء مصريون مبادرات لقيام سلطة جديدة في البلاد تلبية لمطالب المتظاهرين الذين يمثلون جميع أطياف الشعب المصري، فيما كشف ناشطون مصريون النقاب عن مزيد من الانتهاكات التي ارتكبتها قوات الأمن بحق المتظاهرين منذ الأيام الأولى للمظاهرات. كما تظاهر مئات الصحفيين في مقر نقابة الصحفيين بالقاهرة مطالبين برحيل الرئيس مبارك وطرد نقيب الصحفيين باعتباره جزءاً من السلطة الحاكمة وذلك خلال تشييع رمزي أقاموه للصحفي في جريدة الأهرام أحمد محمود الذي قتل برصاص الأمن عندما كان يقوم بتغطية المظاهرات. وكانت جموع المتظاهرين المعتصمين باتت ليلتها في قلب الميدان تحت خيام بسيطة أو في العراء بينما شكل بعضهم سلاسل بشرية حول دبابات الجيش وعرباته المصفحة المنتشرة في محيط الساحة وعلى مداخلها لمنع عناصره من أي محاولة محتملة للتقدم داخل الميدان بهدف تقليص مساحة احتجاجهم أو إخراجهم منها. وقال متظاهرون إن الجيش يحاول الضغط على المتظاهرين للدخول إلى عمق ميدان التحرير في محاولة لتهميش المظاهرات بتضييق المساحة التي يحتلها المتظاهرون وحصرها في وسط الميدان. وأكد ممثلون عن المعتصمين أنهم لن ينهوا اعتصامهم أو يغادروا الميدان ما لم تتحقق مطالبهم وخاصة رحيل الرئيس مبارك ونظامه وإجراء تعديلات دستورية شاملة تكفل حق المصريين بالحرية والعدالة الاجتماعية، كما أكد الآلاف منهم أنهم مستعدون للمبيت أياما طويلة فيه رغم شكاوى التضييق عليهم عبر الحواجز ومنع إدخال الأغذية.