ساو باولو (د. ب. أ) بعد (17) عاما منذ بزوغ النجم المبهر في البرازيل.. كتب نجم الكرة رونالدو يوم الإثنين الماضي السطر الأخير في مسيرة مليئة بالنجاحات والإصابات والأهداف عندما أعلن اعتزاله كرة القدم إثر هزيمته في كفاحه أمام الوزن الزائد والآلام المتواصلة التي زجت به أكثر من مرة في غرفة العمليات. ولم يمثل اعتزال الهداف الأول في تاريخ بطولات كأس العالم والحائز على جائزة أفضل لاعبي العالم من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ثلاث مرات أعوام (1996م و1997م و2002م) مفاجأة للمتابعين الذين راقبوا خلال الأشهر الأخيرة كفاحه من أجل مد مشواره في الملاعب حتى ديسمبر المقبل من أجل استكمال تعاقده مع كورينثيانز.. فمنذ عام 2009م عندما استهل مشواره مع فريق مدينة ساو باولو ومستواه في انحدار، ولم يتمكن هذا العام من هز الشباك في المباريات الأربع التي لعبها، كما لم يتمكن من الحيلولة دون خروج كورينثيانز بشكل مهين من بطولة دوري أبطال أمريكا الجنوبية "كوبا ليبرتادوريس" بالخسارة (صفر /2) أمام توليما الكولومبي المتواضع.. وتسببت الهزيمة في رد فعل غاضب من قبل جماهير كورينثيانز التي رشقت حافلات اللاعبين بالحجارة بل وطالبت برحيل رونالدو عن الفريق. ورضخ اللاعب (34) عاما للضغوط، ووضع نهاية لمشوار بدأه في سن السابعة عشرة عندما تعاقد الطفل المولود في ضاحية بينتو ريبيرو الفقيرة في ريو دي جانيرو في 22 سبتمبر عام 1976م مع نادي كروزيرو قبل أن يتم استدعائه للانضمام إلى الفريق الذي حقق للبرازيل لقب كأس العالم للمرة الرابعة عام 1994م في الولاياتالمتحدة. ولم يلعب رونالدو ولا دقيقة في تلك البطولة، لكنه بمجرد عودته إلى البرازيل وقع لنادي آيندهوفن الهولندي الذي بدأ في نسج أسطورته داخل صفوفه.. ففي موسمين أحرز (42) هدفا في (46) مباراة، ليلفت أنظار مسئولي برشلونة الأسباني.. وكان الموسمان اللذان قضاهما مع النادي الكتالوني هما أول نقطتي التألق في مشوار رونالدو. وأطلقت عليه الصحافة الأسبانية لقب "الظاهرة"، بعد أن سجل (47) هدفا في (49) مباراة، وقاد برشلونة نحو الفوز بلقب كأس السوبر الأسباني عام 1996م وكأس الأندية الأوروبية أبطال الكؤوس وكأس الملك عام 1997م ، واختير في كلا العامين أفضل لاعب في العالم.. وفي 1997م انتقل رونالدو إلى إيطاليا، حيث لعب لإنتر ميلان الذي نال في ذلك العام لقب كأس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا). ووصل المهاجم كأفضل نجوم اللعبة عالميا إلى مونديال فرنسا 1998م، حيث قام بدور حاسم في تأهل منتخب بلاده إلى المباراة النهائية إلا أنه قبل ساعات من خوضها أمام أصحاب الأرض تعرض لاضطرابات لم يتم الكشف عن طبيعتها بشكل واضح حتى الآن، رغم ذلك قرر المشاركة لكنه لم يفعل شيئا على الإطلاق وانتهت المباراة بخسارة فريقه (صفر /3). حينها بدأت الفترة الأصعب في مشواره.. ففي مطلع موسم 1999م/2000م تعرض رونالدو مع إنتر لإصابة خطيرة في الركبة اليمنى وكان عليه الابتعاد عن الملاعب لمدة عام.. ومع عودته أصيب من جديد بقطع في أربطة الركبة اليمنى في إصابة شديدة الخطورة حتى أن العديد من الخبراء أكدوا استحالة عودته للعب مجددا. وكان من بين الذين لم يعتقدوا بصحة التوقعات المتشائمة لويز فيليبي سكولاري المدير الفني الأسبق للمنتخب البرازيلي الذي واجه موجة من الانتقادات لضمه رونالدو وليس المعشوق المخضرم روماريو في قائمة الفريق الباحث عن خامس ألقابه في كأس العالم عام 2002 في كوريا واليابان. في آسيا عاد رونالدو إلى قمة اللعبة من جديد بعد أن أحرز ثمانية أهداف من بينها ثنائية في الفوز على ألمانيا في المباراة النهائية، بفضل ذلك عاد ليكون أفضل لاعبي العالم للمرة الثالث، واكتسب شهرة على أنه "طائر العنقاء" للساحرة المستديرة.. عقب المونديال انتقل إلى ريال مدريد ليكون أحد أفراد فريق النجوم العمالقة "جالاكتيكوس" الذي ضم أيضا زين الدين زيدان ولويس فيجو وراؤول وديفيد بيكهام فضلا عن روبرتو كارلوس. ورغم مشاركته في تحقيق لقب كأس إنتركونتيننتال وكأس السوبر الأوروبي والدوري الأسباني وكأس السوبر الأسباني، فإن رونالدو لم يقدم مع ريال مدريد الأداء نفسه مع برشلونة. في تلك الفترة بدأت في الظهور مشكلات اللاعب مع زيادة الوزن التي فسرت أداءه الباهت في مونديال ألمانيا 2006م، عندما خرجت البرازيل من دور الثمانية بالخسارة أمام فرنسا، لكن رونالدو تمكن من الاحتفال بأهدافه الثلاثة التي جعلت منه الهداف الأول في تاريخ بطولات كأس العالم برصيد (15) هدفا، بفارق هدف أمام الألماني جيرارد مولر الذي ظل محتفظا بذلك اللقب منذ عام 1974م. وعقب المونديال وقع رونالدو لميلان لكن مشكلات زيادة الوزن ظلت قائمة، وفي 2008م تسببت إصابة جديدة في الركبة اليسرى هذه المرة في إبعاده عن الملاعب لأكثر من عام، في ذلك الحين ظهر عرض كورينثيانز الذي شارك معه للمرة الأولى في مارس عام 2009م. ورغم عدم استعادته قط وزنه المثالي واستمرار آلام الجراحات الثلاث تمكن رونالدو في عاميه مع الفريق من إحراز (35) هدفا في (69) مباراة، وقاد الفريق للفوز بلقبي دوري ولاية ساو باولو وكأس البرازيل عام 2009م. و قبل إعلانه اعتزال اللعب في مؤتمر صحفي زار اللاعب مقر ناديه واجتمع مع الفريق لمدة عشر دقائق، لم يعرف أحد ما قاله، لكنه تلقى تصفيق اللاعبين الشباب وأعضاء الجهاز الفني عندما انتهى.