بنيت مدرسة الشهيد المنتصر في منطقة مهيدان بمديرية لودر محافظة أبين على نفقة الأهالي بصفوف متواضعة دون تصاميم هندسية، وفي عام "2002" أضافت الدولة ستة فصول دراسية.. ونحو "170" تلميذ وتلميذة يتكدسون في هذه المدرسة للتعليم الأساسي لتلقي العلم والمعرفة بصعوبة رسمتها لهم مباني المدرسة المتهالكة وجدرانها الآيلة للسقوط. "أخبار اليوم" تقودكم إلى منطقة بهيدان لتنقل لكم كلمات تعبر عنها صور من واقع التعليم في مدرستها وقصة مبانيها.. السطور الآتية جديرة بالقراءة والمتابعة.. ** المدرسة في سطور: تأسست مدرسة المنتصر في منطقة مهيدان بمديرية لودر محافظة أبين في عام 1996م بمبادرة ذاتية قام بها الآباء في المنطقة.. جاءت هذه الفكرة التي تبناها عدد من الأهالي في المنطقة لخدمة أبناءهم في المنطقة والمناطق المجاورة لها التي كان أبناؤها يشدون رحالهم ويحزمون حقائبهم صوب مدرسة منطقة العين. ازدحام طلابي بعد مساعٍ حثيثة وجهود منقطعة النظير في متابعة بناء مدرسة جديدة تتسع للطلاب، كون المدرسة القديمة تهالك بنيانها وسقوفها مبنية من القش وتنذر بكارثة قد تقع على رؤوس الطلاب والطالبات.. ونظراً لكثافة الدارسين فيها قامت الدولة ببناء أربعة فصول دراسية جديدة، إلا أنها لم تفِ بالغرض لإقبال الطلاب المتزايد عليها سنوياً، حيث يولي طلاب غالبية المناطق وجوههم صوب المدرسة بكافة مستوياتهم الإعدادية والأساسية ويتجاوز عددهم "170" طالباً وطالبة، إضافة إلى موضوع تعليم الفتاة الذي شهد في الآونة الأخير إقبالاً كبيراً من الفتيات وعدم التخرج من التدريس المختلط مع الطلاب. مخرجات مميزة وتجاهل متعمد: أثناء تجوال "أخبار اليوم" في أروقة المدرسة التقت بالأستاذ/ أحمد محمد عمر حبيبات مدير المدرسة الذي بكلامه فتح نافذة للأحزان حيث قال: في البداية نشكر صحيفة "أخبار اليوم" والقائمين عليها لاهتمامها بهذه المناطق وأوضاعها الهشة ولا يخفى على أحد أن هذه المدرسة ذات أهمية، نظراً لكونها ملتقى لحوالي "170" طالباً وطالبة.. ومخرجات هذه المدرسة ذات تميز عن شقيقاتها المدارس الأخريات، حيث تعتبر المدرسة النموذجية في المديرية، والجميع يعرف الأطوار والمراحل التي مرت بها المدرسة، وأنت رأيت المبنى من حيث قدمه وتهالكه وأنه ينذر بخطر قد يقع على رؤوس الطلاب والمعلمين في المدرسة ووضعها مأساوي جداً، نظراً لبناءها العشوائي والغير هندسي، فهي مبنية من الحجر والقش، ولذلك هي بحاجة ماسة للترميم. صعوبات قائمة: وأضاف المدير عن الصعوبات قائلا: "هناك صعوبات جمة تواجهنا في المدرسة، أبرزها المبنى المدرسي، والنقص في المعلمين في بعض التخصصات وخاصة العلمية، وكذا شحة في الأثاث المدرسي والمختبر، فبعض الطلاب بالمدرسة يفترشون الأرض وقد طالبنا بتوفير تلك الاحتياجات الهامة، لكننا لم نجد سوى الوعود تلو الوعد من الجهات المسؤولة بإعادة بناء المدرسة بتصميم هندسي حديث ولكن هذه الوعود ذهبت أدراج الرياح ولا ندري ما سبب هذا الجفاء الذي تلاقيه هذه المدرسة، ولا أريد الخوض أكثر في الوعود التي سئمناها".. منغصات تكدر التعليم. أما الأستاذ/ سالم السيد الجفري فقد زكى كلام مدير المدرسة ولم يختلف عنه في هذه المنغصات التي تكدر صفو العملية التعليمية، وأضاف: "أنظر إلى المدرسة لا يوجد فيها سور يحميها من الحيوانات والمخربين وتعاني أزمة حادة من الماء وكذا عدم وجود دورة مياه "حمامات" فيضطر المعلمون والطلاب للذهاب بعيداً لقضاء حوائجهم. من جانبه تحدث الأستاذ/ طارق كردة قائلاً: لن يستطيع أحد إنكار فضل هذه المدرسة التي خرجت الكثير، على الرغم من المنغصات التي فيها، وأتمنى من الجهات المعنية بالمحافظة والوزارة النظر بعين العدل لهذه المدرسة". نهاية الختام: خير الكلام ما قل ودل.. فهل آن الأوان لرد الجميل لمدرسة بهذا الوزن، وهي تستغيث فلا مجيب؟.. أم أن آذان المسؤولين ستظل غير مكترثة لتلك النداءات واضعة بإحداها عجين والآخر طين؟ وأين ذهبت الوعود في زمن المشهد الانتخابي.. أم خانت الذاكرة ناطقيها"؟..