صراع القاع يشتعل بانتفاضة قطبي الكرة الصنعانية.. والأمل يلامس عميد الحالمة مواقع الدفء أقصى الأماني لكثير من الألوان.. ومهمة جديدة للتأكيد وأخرى للتعديل أثارت الجولة (15) من دوري الأولى من خلال إفرازات نتائجها الكثير من الأمور في اتجاه المنافسة بين الفرق في كل الاتجاهات، أكان في الصدارة أم الوسط أم مناطق السقوط التي كانت أكثر إثارة، بعد أن سجلت ألوانها شيئا من الانتفاضة. ففي الصدارة كان التلال صاحب الصدارة منذ أولى الجولات يعيد الإمساك بزمام الأمور بعد خسارة شعب صنعاء، ويظهر كما أراد في لقائه مع شباب البيضاء ويخرج بالفوز الذي أبقاه في الوضعية الجيدة من حيث فارق النقاط مع الملاحق العروبة الذي حقق هو الفوز على شعب حضرموت بالنتيجة نفسها.. ليبقى الفريقان على الاتجاه السابق نفسه في ملاحقتهما. وعلى مقربة منهما كان الهلال يستفيد من غياب الصقر في مهمته الآسيوية ليرتقي إلى المركز الثالث بعد فوز لافت في ملعبه على فتيان شعب صنعاء الذين عادوا للسقوط بعد انتصار الجولة الماضية على المتصدر، ليدخل الهلال في صراع المقدمة ولو بفارق سبع نقاط، لتظهر حقيقة تلك المواقع بأنها لن تقبل أي لون آخر باستثناء الصقر الذي يمتلك لقاء مؤجل مع أهلي صنعاء، بعد ابتعاد شعب إب بخسارة الدربي أمام الاتحاد اللذان دخلا برغبة الحفاظ على مواقع الدفء كحد أقصى. في صراع الوسط يبدو أن الحظوظ تجمع ألوان عدة بعد أن تقلصت الفوارق بينها من نقطة إلى نقطيتين أو ربما ثلاث جراء سقوط فرق حسان وشعب حضرموت وشباب البيضاء وهي فرق منتصف الترتيب، وفوز وحدة صنعاء وأهلي تعز واللذان وضعا نفسيهما في اتجاه جديد تجددت من خلاله الأمنيات في نيل خطى أخرى في قادم المراحل. مهمة للتأكيد وأخرى للتعديل *** لن تكون الجولة القادمة للفرق سوى محطة جديدة للوصول إلى ما تتمناه في ما تبقى من المشوار أكان في اتجاه التأكيد والتعزيز للمواقع أم لتعديل الأحوال وتحسينها قبل فوات الأوان، حيث يخوض المتصدر التلال لقاء يبدو صعبا عطفا على ما جاءت به الجولتان الماضيتان على كواليس الخصم وحدة صنعاء.. فالتلال الذي لم يعد هناك أي مجال للوقوع في الأخطاء، ويحتاج في هذه الجولة للنقاط الثلاث ليبقي الفارق وعدم الدخول في ضغط الأرقام، بل إنه قد يجد نفسه أكثر المستفيدين من الجولة في حال حقق الفوز وسقط الملاحق العروبة الموعود بمواجهة صعبة جدا أمام الفريق التعزي الصقر الذي لم يعد أمامه أي سبيل سوى لغة الانتصارات في حال أراد الإبقاء على حظوظ الاحتفاظ بلقبه. وفي البيضاء سيخوض فريقها الشباب الفاقد لكثير من ألوان تميزه بعد موسم ماضٍ غير مسبوق في تاريخه، لقاء مهم لا يقبل أية عثرة، ويحتاج فيه إلى النقاط الكاملة حتى لا ينجرف إلى ما هو أسوأ في ملامسة مواقع السقوط، ولو من بوابة فريق الهلال الذي سيكون هو أيضا في مهمة صعبة للبقاء في دائرة المنافسة التي لا يمكن أن تكون سوى من خلال الفوز. في أبين يخوض فريها حسان مباراة تعنون نفسها في اتجاه صعب للفريق الذي انهار في الجولة الماضية بخسارة تلتها ابتعاد مدربه المعروف الكابتن أحمد الراعي، لتزداد أوضاعه المأساوية صعوبة.. اللقاء الذي يجمع جريحين سيكون بالنسبة لفارس أبين أمام فريق شعب حضرموت الذي جاءت بدايته في الجولتين الطاولتين بعيدة عن الفوز بتعادل على أرضه وخسارة خارجه.. ويحتاج في هذه الجولة إلى استعادة الثقة التي تسمح له بامتلاك مقدرة خوض باقي المباريات. في إب سيحاول الاتحاد الأبي الاستفادة مما حققه في الجولة الماضية من مواجهة الدربي، وتحقيق الفوز على ضيفه الصعب المستفيق فريق أهلي صنعاء الذي سيكون في هذه الجولة مطالبا بالفوز لتأكيد عودته وربما توديع مناطق السقوط التي تواجد فيه في المراحل الماضية.. وفي صنعاء سيكون على فتيانها لاعبي الشعب التسلح بمقومات ما أظهروه في لقاء التلال، وامتلاك قدرة تحقيق الفوز على ضيفهم أهلي تعز الذي حقق في الجولة الماضية الفوز، ويحتاج إلى تأكيده لنيل ما أمكن في مواقع الثقة لباقي المباريات التي ستزداد ضراوتها مع ارتفاع نسق المنافسة وحسابات أرقامها التي يتواجد من خلالها إلى اللحظة في السلمة الأخيرة للترتيب. وفي تعز سيكون الرشيد الجريح أمام فرصة جديدة للتمسك بالآمال للخروج من موقعه كثاني ذيل الترتيب حين يستضيف فريق جريح آخر هو شعب إب الذي عليه تقدير أوضاعه قبل الابتعاد إلى منحنيات قد يجد نفسه فيها مطالبا بما يفوق قدراته التي ظهرت إلى الآن في وضع مقبول برصيد قد يطيح بتطلعاته في حال تكررت العثرات.