أعلنت مصادر طبية أمس السبت ارتفاع عدد قتلى الهجوم على المتظاهرين في صنعاء إلى 52، مؤكدة أن 126 شخصاً أصيبوا بجروح. وأكد المعتصمون أمام جامعة صنعاء أنهم باتوا أكثر تمسكاً بحركتهم الاحتجاجية المطالبة بإسقاط النظام غداة مقتل العشرات، في وقت فتحت الشرطة اليمنية النار على متظاهرين في عدن حيث أصيب "7" أشخاص بجروح. واحتشد عشرات الآلاف من معلمي ومعلمات مدارس العاصمة صنعاء، معلنين عصيانهم وعدم التدريس حتى يسقط النظام ، حيث أكد نقيب المعلمين/ فؤاد دحابة أن عدد الذين انضموا إلى ساحة التغيير في جامعة صنعاء من المعلمين والمعلمات وصلوا إلى "50" ألف معلم ومعلمة، كلهم أعلنوا عصيانهم خاصة وأن أول شهيد في ساحة التغيير كان أحد المعلمين وهو الشهيد السريحي. وحسب المستشفى الميداني في ساحة التغيير فإن أعمار المصابين ما بين 13 سنة إلى 30 سنة ومعظم المستشهدين والمصابين هم شباب وأغلبهم طلاب مدارس وجامعات . وحسب إحصائية جديدة للمستشفى نشرتها مواقع صحفية، كشفت عن 52 شهيداً و617 جريحاً منهم 270 بطلقات نارية مباشرة في الرأس والصدر وكسور وجروح و347 تسمم بغاز نتيجة مذبحة أمس الجمعة بحق المعتصمين بساحة التغيير بالعاصمة. وكانت قيادات اللقاء المشترك وفي مقدمتهم الدكتور/ ياسين سعيد نعمان –رئيس المجلس الأعلى للمشترك- قد نزلوا إلى ساحة التغيير بصنعاء إثر الحادث المؤلم الذي طال المعتصمين، مؤكدين وقوفهم إلى جانب المعتصمين. وفي مؤتمر صحفي عقد مساء أمس والذي خصص لحادثة يوم الجمعة 19/3/2011 .. بدأ الحديث الدكتور/ عبد الواحد الآنسي المتحدث باسم المستشفى الميداني في ساحة التغيير في صنعاء وأحد الذين شهدوا حالات المصابين ، حيث قال الآنسي: إن حقيقة الأرقام في مجزرة الجمعة كان محرجاً للغاية حيث أن حجم الحادثة أكبر من أن يستطيع مثلنا أن يوثق بسرعة وبدقة ما حدث، فنحن لا نعتمد على أي مصدر لكشف أعداد الضحايا إلا من المستشفى الميداني . وأضاف أن الجرحى كانوا على دفعات، حيث كانت الدفعة الأولى من بعد صلاة الجمعة مباشرة "الساعة الواحدة والنصف" وهي ضحايا الرصاص الحي من أنواع مختلفة ثم بعد ذلك كانت الدفعة الثانية في الساعة الثالثة عصراً وهي حالات مصابة برصاص حي وغازات سامة . وقال بأن عدد الضحايا؛ 639 حالة منها 300حالة مصابة بغازات سامة ،110حالة مصابة معظمها برصاص العيار الثقيل ، وباقي الحالات مصابة بكسور وكدمات من خلال الهراوات والحجارة، مؤكداً أن الإصابات بلغت حسب يوم الجمعة "41" شهيداً أما عن بقية الحالات فسوف يعلن عنها لاحقاً . وأكد الآنسي أن هناك صعوبة في نقل المصابين ومنها : عدم قبول المعتصمين المرضى بالذهاب إلى مستشفيات حكومية مما أدى إلى وفاة بعض الحالات في سيارات الإسعاف، أن بعض السيارات تعرضت لاعتراض وتهديد في الطريق من قبل بعض البلاطجة وبعض قوات الأمن. ويؤكد الآنسي أن ليس لدينا قائمة سوداء بمستشفيات لم ينقل إليها المرضى وهذه ليست هي المشكلة ولكن أزمة الثقة بهذه المستشفيات هي المشكلة نتيجة تعرض بعض المصابين في بداية الثورة إلى الضرب من قبل مدنيين وهذا ما جعلهم لا يثقون بهذه المستشفيات الحكومية . الدكتور/ طارق أستاذ الجراحة العامة في جامعة صنعاء وصف الحالات المصابة بأنها قاتلة ومتعمدة ولم يكن الهدف من إصابتها التفريق أو إعاقتهم وإنما القتل المتعمد وهؤلاء كانوا محترفين للقنص . وذكر أن مناطق الإصابات القاتلة كانت في منطقة الرأس ، والعنق ، والصدر ، والقلب والرئتين ومنطقة الكبد ، وهي أحرج مواضع الجسم . ويضيف: بصراحة إن السلاح المستخدم كان معظمه من العيار الثقيل حيث توفي من تعرض لها على الفور فهي قاتلة وفي مناطق قاتلة، لا يمكن لأي مستشفى في العالم معالجتها وإنقاذها. كما أكد أن هناك حالات معرضة للإعاقة والشلل وهذه الحالات تحتاج إلى أسبوع أو أسبوعين للتأكد من حالتها، هل يمكن معالجتها أم لا ؟؟ ويقول: إن الغازات السامة التي تعرض لها المصابون ليست مسيلة للدموع كما يدعي النظام وإنما قاتلة تسبب تشنجات في عضلات الجهاز التنفسي والعصبي واختناقات شديدة مميتة . وقال: إننا حصلنا على الدواء المضاد لهذه السموم ولكن من جانب وليس لكل السموم الموجودة في هذه القنابل ، مضيفاً أن هذه الأدوية التي حصلنا عليها ليست كافية بل نحتاج إلى عينة منها وعملها في مختبرات فنناشد الشركة التي قامت بإعطائنا هذه الأدوية أن تعلن عن التركيبة أو على الأقل تنشرها في وسائل الإعلام . ويضيف الدكتور/ طارق أن بقية الحالات كانت مابين كدمات وكسور ورصاص حي استطعنا إجراء عمليات ومعالجة هذه الحالات، ويقول طارق بأن النظام يتعمد في قتل مستقبل اليمن وهم الشباب . كما تم عرض بعض حالات الإصابات ومناطق إصابتها والتي كانت معظمها في الرأس مثل تعرض جمجمة الرأس للتهشيم والتفتيت . كما تحدث الصحفي/ علي الفقيه باسم الصحفيين حيث أدان النظام باستهداف الصحفيين وقتل الشهود الصحفيين الذين يوثقون جرائم النظام ومنهم شهيد الإعلام اليمني الزميل/ جمال الشرعبي رحمه الله . ودعا كل الإعلاميين في المؤسسات الإعلامية إلى وقف العمل فيها وانضمامها إلى ركب زملائهم الصحفيين الذين انضموا إلى ساحة التغيير في جامعة صنعاء . من جهته أعلن الدكتور/ عبد الله دحان رئيس قسم الجراحة في مستشفى الثورة العام في صنعاء- أن هذه الجرائم كانت متعمدة من قبل النظام الحاكم وأن الهدف هو قتل هؤلاء الشباب. وناشد كل المستشفيات الحكومية أن تخصص لجنة حماية كاملة وآمنة للمصابين المنقولين من ساحة التغيير، مضيفاً أن التخفيف من عدد الضحايا يخفف من حالة النقمة ضد النظام الفاسد. وتؤكد مصادر المستشفى الميداني أن تحديد عدد الإعاقات يمثل صعوبة كبيرة بسبب خطورة الإصابات وعدم معرفتها بسرعة وهي تحتاج إلى أسابيع لتحديدها. واختم الدكتور/ الآنسي بالقول: إننا في المستشفى الميداني نعتذر وبشدة للإعلاميين والصحفيين لعدم معاملتهم بالطريقة الأفضل، فهذا ليس منا ولكن الوضع فرض ذلك ونحاول جاهدين لنسهل عمل الإعلاميين والصحفيين لنقل كل المعلومات . وكان رئيس الجمهورية قد أعلن اليوم الأحد، يوم حداد وطني تقرأ فيه الفاتحة على أرواح شهداء الديمقراطية، الذين سقطوا في حي الجامعة بصنعاء أو غيرها من المحافظاتب. واتهم الرئيس خلال لقائه مشايخ مديرية بني مطر بمحافظة صنعاء أحزاب المشترك بارتكابها جرائم القتل والعمل على تأجيج الأوضاع وخلق التوتر ومحاولة الدفع بالوطن إلى المجهول". إلى ذلك قال بلاغ قرء أمام معتصمي ساحة التغيير باسم أهالي "حي الجامعة" أن الأهالي يعلنون "براءتهم" من القتل الذي تعرض له المعتصمون، قائلين أنهم تعرضوا لخديعة "كبرى نفذها الأمن القومي وشخصيات أمنية بخطة محكمة في سبيل تلفيق تهم القتل عليهم والقيام بفتنة داخلية.. وأشار البيان إلى أنه تم حشد وتحريض أبناء الحارات من خلال شخصيات رسمية في الحارات والزج ببلاطجة في صفوفهم لمساعدتهم وإظهارهم على أنهم أناس متضررين من الاعتصام تحت إسم "لجان شعبية لحماية الحارات"، وكذا تسليط الإعلام الرسمي عليهم وتوصيل رسائلهم إلى العالم للمطالبة بإنهاء الاعتصام، وقيام شخصيات أمنية كبيرة بشراء منازل في الحارات من أصحابها وتسكين مسلحين فيها منذ يوم الثلاثاء. /////////////