استنكر كافة أبناء محافظة عدن أعمال النهب والتخريب وإحراق الممتلكات العامة والخاصة أمام مرأى الأجهزة الأمنية بالمحافظة. وشهدت مديرية التواهي فجر أمس الثلاثاء أعمال نهب وإحراق نادي "البحارة" ومنتزه "نشوان" ونهب محتويات فندق "سفيو هوتيل" الكائن بجانب نفق "جولدمور موتيل" وقاعة "وضاح" بجولد مور. وشوهد العديد من المواطنين وهم يقومون بإحراق ونهب الملاهي الليلة أمام مرأى الأجهزة الأمنية، التي ظلت تتابع المواطنين وهم ينهبون دون التدخل لمنعهم. هذا وقد أوقفت الأجهزة الأمنية آخرين كانوا يحاولون اقتحام فندق جولدمور "الشيراتون" سابقاً وتم منعهم من الوصول إلى الفندق. وإزاء ما تعرضت له المنشآت الخاصة من نهب وتخريب، شكلت مساء أمس في منطقة الفتح لجنة شعبية برئاسة الشيخ/ صالح قهيص والشيخ/ علي الحذيفي –إمام مسجد الفتح، والشيخ/ خالد الخضر –خطيب مسجد حي الرئاسة. وفي تصريح ل"أخبار اليوم" قال الشيخ/ علي الحذيفي إن اجتماعاً أمس قد ضم كافة الشباب بالمنطقة وتم الإعلان عن تشكيل لجان شعبية تقوم بالحراسة على الممتلكات العامة والخاصة، مشيراً إلى أن مهام الحراسة تضم أيضاً حراسة مستشفى "باصهيب" العسكري ومضخة المياه والمستوصف الصحي ومدرسة الفتح. وأكد الشيخ/ الحذيفي بأن اللجنة ستقوم بتسليم قيادة المديرية والأمن، مذكرة بشأن ما أقرته اللجنة الشعبية، لافتاً إلى أن ذلك قد لقي استحسان كافة أبناء منطقة الفتح. إلى ذلك دعا الأخ/ سلطان محمد الشعيبي –وكيل محافظة عدن- صباح أمس كافة الشباب والمواطنين والأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات الاجتماعية وعقال الحارات إلى حماية الممتلكات العامة والخاصة، من مؤسسات ومصالح حكومية أو من محلات تجارية واستثمارية خاصة، وذلك من خلال تشكيل اللجان الشعبية المدنية في الحارات والأحياء السكنية. وأهاب الأخ/ وكيل المحافظة بالجميع إلى التعاون وتغليب صوت العقل والتحلي بضبط النفس والهدوء، قائلاً: نُهيب بكافة المواطنين والشباب والأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات الاجتماعية وعقال الحارات وخطباء المساجد والمثقفين إلى تشكيل اللجان الشعبية المدنية لحماية الممتلكات العامة والخاصة، وردع كل من تسول له نفسه ارتكاب الحماقات وأعمال الشغب والتخريب والفوضى والتدمير. ونوه في حديثه إلى ضرورة اليقظة السلمية، لتفويت الفرصة على أولئك النفر الذي يستغلون مثل هذه الظروف العصيبة ويقومون بأعمال السرقة والنهب والتخريب ونشر الذعر والرعب بين أوساط المواطنين في مدن محافظة عدن وقد يصل التمادي والانفلات لدى بعض المخربين إلى ارتكاب أعمال قتل وسرقة للمواطنين بالإكراه، وغيرها من الأفعال التي يجرمها القانون، ويستنكرها المجتمع المدني المتحضر. وتابع: إن الواجب الوطني والإنساني المجتمعي يدعونا اليوم إلى الحفاظ على معالم الحياة العامة في عدن وكل المدن اليمنية أيضاً، للحفاظ على الأمن والسلم الاجتماعي والدعوة بالكلمة الحسنة والنصيحة الطيبة، للحد من الانجرار وراء العناصر المخربة والفوضوية، ولإزالة كل ما يعكر صفو الحياة العامة أو يزيد من معاناة المواطنين ويسبب لهم الذعر والقلق والإرهاب. من جانب آخر شارك شباب التغيير في مديرية المعلا وحدات من الجيش صباح أمس عملية فتح طريق الشارع الرئيسي بالمديرية. وقد رفع المتظاهرون شعارات مطالبة بإسقاط السلطة، وأن الجيش والشعب قوة واحدة لحماية الوطن وحولهم عربات الحرس الجمهوري يجوبون الشارع الرئيسي بالمديرية. وخلال المسيرة تم رفع الحواجز المعيقة للسير في الشارع إلا أن المتظاهرين أعادوا قطع الطريق مرة أخرى لحماية الممتلكات العامة والخاصة من النهب كما حدث في الفنادق والملاهي الليلة بمديرية التواهي. إلى ذلك دعا الشباب المعتصمون في ساحات التغيير والحرية في مديريات محافظة عدن آباءهم وإخوانهم أعضاء مجلس النواب الشرفاء والممثلين للشعب، بعدم حضور اجتماع مجلس النواب الذي سيعقد اليوم الأربعاء لإقرار مشروع قانون الطوارئ. ووصف الشباب هذا القانون بأنه من أكبر الجرائم ضد الشعب والوطن، مشيرين إلى أنه إذا ما أُقِر القانون فسيستهدف إلغاء الدستور وكل القوانين والمعاهدات الدولية ومصادرة الحقوق والحريات العامة وحقوق الإنسان، مطالبين ممثليهم الاستجابة لصرخات جميع الشباب في عموم محافظات الجمهورية المطالبة بإسقاط السلطة وعدم حضور اجتماع مجلس النواب والموافقة على إعلان قانون الطوارئ.