لقيت دعوة العصيان المدني التي دعا لها شباب ثورة "16 فبراير" المطالبة بإسقاط النظام في محافظة عدن أمس استجابة واسعة من مختلف شرائح المجتمع، حيث أغلقت معظم المرافق الحكومية والمدارس في مديريات المعلا والمنصورة والشيخ عثمان ودارسعد وصيرة. ففي مديرية المعلا فشلت الأجهزة الأمنية بالمحافظة بفتح الطرقات التي أغلقت في الشوارع الرئيسية والفرعية وإحراق الإطارات، من قبل الشباب في المديرية، حيث قامت الأجهزة الأمنية بإطلاق الأعيرة في الهواء بغية فتح الطرقات إلا أنها فشلت، وقد أدى قطع الطرقات في المعلا إلى شل حركة المواصلات بين المعلا والتواهي، حيث شوهد العديد من المواطنين يتنقلون سيراً على الأقدام. وفي مديرية المنصورة أغلقت أيضاً الشوارع الرئيسية وكذا المدارس وقد حاولت إحدى المدرعات العسكرية فتح الطرق إلا أنه تم منعها من قبل الشباب، مما أدى إلى قيام طاقم المدرعة بإطلاق الرصاص الحي في الهواء لتفريق الشباب. وفي مديرية دار سعد توقفت المدارس، كما قام أيضاً أبناء المديرية بالوقوف ضد إحدى القاطرات التي حاولت نقل اسطوانات الغاز من فرع شركة النفط اليمنية بمديرية دار سعد إلى محافظة أخرى وحرمان المديرية من الغاز، وإثر ذلك تدخل مدير شركة النفط ووجه بتوزيع "1100" أسطوانة غاز على جميع المحلات الخاصة ببيع الغاز. وكان شباب ثورة 16 فبراير بمديرية المنصورة محافظة عدن قد طالبوا في بيانهم الذي دعوا فيه للعصيان كافة أبناء المحافظة بعدم سداد فاتورتي المياه والكهرباء. إلى ذلك استنكر العديد من أولياء أمور الطلاب والطالبات في مديرية المنصورة من حرمان أبنائهم من التعليم جراء إغلاق المدارس. وقال المواطن/ محسن زين من ساكني المنصورة أنه يحز في نفوسنا أن تغلق المدارس في وجوه أولادنا وسيحرموا من استكمال المنهاج الدراسي، خاصة في مرحلة التعليم الأساسي والثانوي حيث أنهم قادمون على امتحانات لنيل الشهادتين الأساسية والثانوية. وطالب قيادة المديرية وإدارة التربية بضرورة فتح المدارس وحماية الطلاب فيها. من جانبه أوضح أحد أولياء الأمور يدعى "محمد صالح " أن معظم طرق مديرية المنصورة أصبحت مغلقة وكذا مدارسها، مما أدى إلى حرمان كثير من طلاب وطالبات في المديرية من التعليم. مشيراً إلى أن استمرار إغلاق بعض المدارس أصبح هماً يقلق جميع المواطنين في محافظة عدن خاصة أنه لم يتم استكمال المنهاج الدراسي وأن قدوم فصل الصيف سيؤثر كثيراً على الطلاب واستيعابهم للدروس. إلى ذلك انضمت فرقة "فنون عدن" المسرحية بمدينة عدن أمس السبت عبر تقديمها في ساحة الحرية بمديرية كريتر اسكتشات ساخرة تتماهى مع الاحتجاجات المناهضة للنظام. وقدمت الفرقة المسرحية فقرتين حملتا اسم "الشعب يريد إسقاط النظام" و"حكومة مش عاقلة ورئيسة متساقلة" أديتا باللهجة الدارجة في مدينة عدن. وعكست الفقرتان الساخرتان أوضاع الشباب في مدينة عدن مع النظام اليمني وتطرقت إلى الاحتجاجات المطالبة بإسقاطه. وبهاتين الفقرتين تكون "فرقة فنون عدن" المسرحية قد أعلنت انضمامها عملياً إلى صفوف المحتجين المناهضين للنظام.