تحت سماء أرض الكويت الشقيق، وعلى استاد محمد الحمد.. وعلى أرض نادي القادسية الرياضي ووسط جمهورية استطاع الصقر اليمني أن يحلق عاليا في سماء الكرة الآسيوية، حيث تألق وأبدع.. وتمكن فريق الصقر من أن يقلب الطاولة، ويكشف زيف الحسابات والتوقعات، وأن يريد ردًا صريحًا وقويًا وحماسيًا على الأدعياء الذين أصابهم الغرور.. ولم يراعوا أصول الضيافة.. وبالغوا في التغني بقوة فريق القادسية والأشراف في وصف تواضع مستوى الصقر إلى حد لا يطاق، وأنه لا يشكل عائقا أمام مشوار فريق القادسية الآسيوي. ولكن بقدرات وطاقات وإرادة نجوم فريق الصقر وأبطاله جاء ردهم على كل هذه الافتراءات في الميدان وبأقدامهم وعزيمتهم القوية على استاد محمد الحمد بالكويت في مساء الجمعة المباركة أثناء المباراة الثانية أمام فريق القادسية.. جاء ردهم صاعقًا ومدويًا، وأعاد الأمور إلى نصابها، حيث أكد الصقراوية الذين فرضت عليهم الأوضاع الحالية في البلاد أن يلعب الصقر خارج الوطن وبعيدا عن ملعبه وجمهوره مباراتين في ثلاث أيام أمام فريق القادسية بطل الدوري الكويتي لهذا الموسم. الصقراوية كانوا رجالا بمعنى الكلمة، وقدموا عطاءً جزيلاً ومبدعًا، وكانوا أكثر من ندٍ لفريق القادسية، وتمكن كل من خالد الطاهش ويودانوس من ترجمة الأفضلية الصقراوية إلى هدفين، هزا بهما وبإتقان وبراعة شباك أفضل حارس مرمى على المستوى الكويت والخليج العربي وقائد فريق القادسية والمنتخب الكويتي الحارس نايف الخالدي. ولقد أحرج فريق الصقر فريق القادسية في قعر داره، وهو بطل الدوري الكويتي لهذا الموسم.. بعد أن امتلكوا ناصية الأداء واللعب وسيطر سيطرة تامة على إجمالي مجريات المباراة بشكل عام.. وبكفاءة عالية وباقتدار كبير، وأذاقوا مرارة الهزيمة الأولى لهم في البطولة الآسيوية حتى الدقائق الأخيرة، وأعادوا فريق القادسية إلى حجمه الطبيعي مجرد فريق كروي!.. وقد لعبت ظروف خارجة عن إرادة الفريق الصقراوي ليفقد تقدمه، وأن يدرك فريق القادسية التعادل وبشق الأنفس وفي اللحظات الأخيرة. ومما استدعى انتباه متابعي المباراة عبر قناة الكويت الرياضية ذلك الكم الهائل من التعصب الأعمى والانحياز المقيت الذي اتصف به تعليق الكويتي حمد بو حمد لوقائع المباراة، وهو للأسف الشديد من نجوم الكرة الكويتية، ولكنه ظهر هذه المرة بصورة مشوهة، ولم يكن صادقا في نقله لوقائع المباراة الثانية للصقر والقادسية، بحيث لم يكلف نفسه عناء وصف الأداء الصقراوي المبدع ولو بكلمة طيبة على الرغم من تفوق الصقراوية طيلة زمن المباراة.. وما هكذا يكون التعليق النزيه يا هذا المعلق الذي لم يحترم تاريخه الكروي. للصقراوية ألف تحية وإعجاب وتقدير لأنهم شرفوا الوطن والكرة اليمنية في هذا المحفل الآسيوي الكروي.. وألف تحية لكل نجوم وإدارة الصقر كافة.
