ينتشر في طول وعرض البلاد شباب التغيير، يحتلون مواقعهم في ساحات الاعتصام.. لايصيبهم كلل أو ملل..ولا يتقاضون مقابل ذلك شيئاً، كما هو الحال عند خصوم الوطن الذين يتجمعون مقابل حفنة من الريالات يتلقونها من زبانية الحزب الحاكم. وبمقابل ذلك فقد وصل صوتهم إلى جميع أصقاع العالم بأن الثورة السلمية قد نجحت وزلزلت عرش النظام الحالي الذي يتهاوى كأوراق التين. " أخبار اليوم " التقت بعدد من شباب الثورة في مخيمات محافظة عدن..لاستطلاع آرائهم حول ملامح الدولة القادمة وأهداف ثورتهم، فإلى حصيلة الاستطلاع: إعادة الإعتبار لوحدة 22مايو.. أول المتحدثين كان الأخ/ سالم الكثيري من رواد ساحة الحرية كريتر: يقول - عن الهدف لخروجه ومشاركته في الاعتصامات- هو إعادة الاعتبار لوحدة 22مايو 90م التي فقدت بريقها و حقيقتها في ظل هذا النظام الفاسد و إيجاد الحلول العادلة و المرضية للقضية الجنوبية، فإننا بمطالبتنا بإسقاط النظام نعتقد أننا سنحل كثيراً من الأزمات حد قوله لأنه سبب الكثير من المشاكل والأزمات لأننا و في هذه المرحلة نصنع مستقبل الأجيال القادمة المتطلعة للدولة المدنية والتي تسودها الحرية والمساواة والمواطنة المتساوية و العدالة الاجتماعية التي نجزم أنها مطالب كل الشباب في كل الساحات والميادين. مكانة المواطن وكرامته.. أما الأخ / علاء العمودي ساحة الحرية كريتر: يتمنى أن يكون هناك شعور بأن هذا المواطن له مكانة في المجتمع و النظام السابق لا يريد أن يعيش المواطن في كرامة كما نطالب بدولة مدنية تسودها الحرية و التنمية وقضاء عادل يقضي على الفساد، وجيش للوطن وليس للفرد.. دولة مدنية كبقية دول العالم المتطورة وليس الدولة التي أوجدها النظام في الوقت الحالي. دولة مؤسسات ونبذ حكم الفرد: من جانبه يؤكد الشاب نبيل الصوفي: ساحة اعتصام الشيخ عثمان لم نعد نقبل سوى دولة مؤسسات تنبذ حكم الفرد و أن تكون صلاحيات الرئيس محدودة بحيث نستطيع محاسبته و لا نسمح له بناء أي جيش خارج الجيش النظامي الذي يتبع الوطن، وأنا أجزم بأن مفتاح الدولة القادمة هو التعليم والصحة وحيادية الجيش وحكومة مدنية و أن تقدم أهل الخبرة والكفاءة والنزاهة في المناصب والوظائف بعيداً عن المصالح و المحسوبية ولو كان الرئيس ونظامه صنع تعليماً صحيحاً وحارب الفاسدين فلن يخرج أحد للميادين وكان شكل الدولة أحسن من الآن أنا أريد أن يرحل صالح لأنه يقدمنا للعالم بأننا قاعدة و فقراء متسولين كما نريد دولة تحاسب وتعاقب. المشكلة في النظام لأنه عسكري.. ويقوم الشاب/ أيمن شكيب من ساحة الحرية كريتر بمقارنة بسيطة مفادها بأنه "عندما يسأل لماذا أميركا وبريطانيا ودول أخرى قوية؟ يقولوا لنا: إنها دولة مؤسسات، فلماذا لا يكون لدينا دولة مؤسسات؟ و عندما نسأل هل في النظام الحالي مؤسسات؟ تكون الإجابة لا..لأن شكل الدولة هي أسرة وفرد و لا يوجد مؤسسات على الإطلاق وإن عرفت ذلك شخصياً بأن هذا الكلام صحيح، فنحن هنا نهتف للوطن وقناة اليمن تهتف لفرد و ليس للوطن. و المشكلة الآن بسبب النظام لأنه نظام عسكري و تابع لشخص وليس لوطن، واليوم نريد حكومة مدنية، بحيث تمثل كل فئات المجتمع و ليست أسرة.. وأتمنى أن تكون حرية كاملة وقضاء مستقل. إعادة الإعتبار لشريك الوحدة.. ويريد.. عبدالله الخضيري ساحة اعتصام المنصورة: محاكمة النظام الحالي على جرائمه ضد المتظاهرين والمعتصمين سلمياً، أما بالنسبة لطموحاتنا وأهدافنا، فإننا نحلم و سنعمل على تحقيق الحلم لكي يصبح حقيقة، فإننا نحلم بدولة مدنية حقيقية يعاد فيها الإعتبار لشريك الوحدة الأساسي المتمثل بالجنوبيين الذين ظلموا و مسهم الضر وقدموا في ظل النظام الفاسد.. وعليه و حقاً على ساحات التغيير و ميادين الحرية أن يرفعوا شعار الاعتراف بالقضية الجنوبية كمقدمة لحلها حلاً عادلاً و إعطائها الأولوية بعد إسقاط النظام و معالجة كل المظالم التي وقعت بحق أبناء الجنوب من قبل النظام ، أما عن تطلعاتنا عن الدولة القادمة، فأنا باعتقادي يجب أن يرجع للشعب في اختيار شكل الدولة القادمة و عدم ممارسة أي وصاية عليه. ويتفق ماهر السيد في ساحة اعتصام المعلا مع من سبقه بإسقاط النظام الفاسد ومحاسبته وكل رموزه ومحاكمة كل من تورط في قتل الأبرياء و المعتصمين سلمياً و كذا حل كافة قضايا الوطن و في مقدمتها القضية الجنوبية بما يلبي طموحات أبناء المحافظات الجنوبية كما نريد العمل على استرداد ثروات الشعب وحقوقه المسلوبة من قبل النظام، أما عن ملامح الدولة فإننا نريد دولة نظام وقانون وعدالة اجتماعية يشعر الإنسان فيها بكرامته و إنسانيته و قدرته على صنع القرار و يكون هناك قضاء عادل ومستقل و يكون نظام الحكم برلماني قائم على مبدأ الفصل بين السلطات و التركيز على التنمية و الخدمات العامة للمواطنين من صحة وتعليم و غيرها، التي يفتقدها اليوم المواطن البسيط و صارت للأسف مجالاً للاسترزاق من قبل المتنفذين. إرجاع الأراضي المنهوبة ويتمنى الشاب/ خالد الشودري إعادة الاعتبار لعدن كمدينة عرفت معنى المدنية منذ القرن التاسع عشر و لأهلها الطبيبن وشبابها الرائعين الذين عانوا الإقصاء والتهميش منذ الاستقلال في 67م و كذا العمل على إعادة تفعيل مطار عدن الذي همش هو الآخر ولم يعد دولياً والرحلات كلها لا بد وأن تمر عبر مطار صنعاء.. و ميناء عدن و المصافي و غيرها من المنشئات التي أهملت و نهبت من قبل المتنفذين و إرجاع الأراضي المنهوبة في محافظة عدن و توظيف العاطلين عن العمل من أبناء المحافظة، كما نطمح أن تتاح لأبناء عدن الفرصة لأن يديروا شؤون محافظتهم دون تدخل أو وصاية من أحد، لأن عدن مليئة بالخبرات و الكفاءات القادرة على تقديم صورة مشرفة عن هذه المدينة الرائعة ، أما بالنسبة للقضية الجنوبية فلها أولوية الحل بعد إسقاط النظام و إعادة الشراكة الحقيقية في السلطة والثروة والمواطنة المتساوية و العدالة الاجتماعية و أن تكون الكفاءة و النزاهة هما المقياس الوحيد في تقلد المناصب الحكومية بعيداً عن أي محسوبية ووساطة. نأمل بأن يكون هناك حوار شامل وطالب صديقهم الشاب/ أنيس حسين آل يعقوب يقول: نأمل بأن يكون هناك حوار شامل يحضره كل أبناء المحافظات الجنوبية والتوصل فيه إلى توصيف واضح للقضية الجنوبية والوصول إلى حلول عادلة و مرضية تنتج عن هذا الحوار لما فيه مصلحة و كرامة أبناء الجنوب وتصحيح مسار الوحدة بإعادة الإعتبار للجنوبيين كشركاء رئيسيين، وكذا العمل على ضم كل شهداء ثورة التغيير لجعلهم من شهداء ثورة الشباب و العمل على نقل العاصمة إلى عدن كنوع من رد الإعتبار لهذه المدينة الرائعة، كما نأمل أن تقوم دولة مؤسسات و نظام و قانون يحاسب فيها المفسدون والنهابون، تعاد فيها الكرامة للإنسان و توفير كل مقومات الدولة المدنية و توفير الخدمات الأساسية لكل مواطن باعتبار ذلك واجباً أصيلاً من واجبات الدولة. الدماء التي سالت لن تذهب هدراً.. وطالبت آسيا هشام: بعد نجاح الثورة برئيسٍ مدني، لإحداث تطورات واقعية في البلاد، مؤكدةً بأن الدماء التي سالت في ساحات الثورة لن تذهب هدراً؛ بل ستدفع الناس إلى صنع مستقبلها لأن معاناة الشعب المأساوية وتفاقمها يوماً تلو آخر هي ما جعلت الشعب يخرج للمطالبة بإيجاد نظام يحقق كل آماله، مشفقة على من سيكون رئيساً للبلاد لأنه ستوكل إليه بناء بلد متهالك تراكمت مشاكله في ظل النظام. الحالي الفاسد. وترى نوال الخوباني: أن الأولوية بعد الثورة و إسقاط النظام هي تعميم معنى كلمة الدولة المدنية بكل معناها الواسع و محاسبة كل الفاسدين و استرداد أموال الشعب التي نهبت و كذا الاهتمام بالتعليم و إعطائه الموازنة التي يستحقها، كما نتطلع في الدولة المقبلة أن يكون للمرأة الدور الذي تستحقه نظير ما قدمته وتقدمه من تضحيات خلال ثورة التغيير ؛ حيث تميزت نشاطات الثورة بمشاركة المرأة اليمنية وهو ما يعكس وعيها و ثقافتها الكبيرين ؛ لذا يجب أن تمنح المرأة موقعاً مهماً في إصدار القرار، كما نؤكد على رفضنا التام لما يسمى بالمبادرة الخليجية لأنها لم تعترف إلى الآن بشرعية الثورة ومازالوا يسمونها بالأزمة، والمبادرة جاءت لتخرج النظام من عنق الزجاجة.