شهدت محافظة تعز مساء أمس مسيرة حاشدة ضمت آلاف الشباب الغاضبين، الذين جابوا معظم شوارع المحافظة تضامناً مع شهداء وجرحى العاصمة صنعاء ومحافظة عدن، الذين تساقطوا أثناء تنظيمهم مسيرة سلمية مساء وصباح أمس. وبحسب مصادر ميدانية فإن عدداً من المسيرات خرجت عند التاسعة من مساء أمس احتجاجاً على المجزرة التي ارتكبت ضد مسيرة بصنعاء قبل ساعات من وقت المسيرات التضامنية، وسقط خلالها قتلى وجرحى وتوعد المشاركون فيها بمحاكمة مرتكبيها. وكانت قد انطلقت صباح أمس الأربعاء بالمحافظة مسيرة حاشدة بمشاركة مئات الآلاف من أبناء المحافظة -رجالاً ونساءً- من مختلف الفئات العمرية، حيث انطلقت المسيرة من وادي القاضي، مروراً بعدة شوارع في المحافظة، حتى الوصول إلى ساحة الحرية. وفي المسيرة نفذ المتظاهرون وقفتين احتجاجيتين، الأولى في شارع جمال تضامناً مع شهداء المحافظة وكنوع من التصعيد على المبادرة الخليجية، فيما نفذت الثانية أمام مدرسة الشعب القريبة من ساحة الحرية للأسباب ذاتها. وردد المتظاهرون العديد من الهتافات المطالبة بإسقاط نظام صالح، رافعين اللافتات الرافضة للمبادرة الخليجية وصور شهداء الثورة السلمية الذين تساقطوا في المحافظة. إلى ذلك أدان بيان صادر عن مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان HRITC"" وفريق منظمة "هود" بتعز، تعرض منزل الناشطة/ بشرى المقطري -منسقة حركة شباب من أجل التغيير "إرحل"- لوابل من الرصاص بعد منتصف ليلة أمس من قبل عناصر مجهولة، محملاً النظام مسؤولية ما يتعرض له النشطاء الحقوقيون والقيادات الشبابية من اعتقالات وترويع واستهداف لحياتهم. وتابع البيان: إننا نعتقد أن هذه الأساليب التعسفية وثيقة الصلة بالدور الذي يلعبه النشطاء والقيادات الشبابية في الدفاع عن الحريات وحقوق الإنسان وإن مثل هذه الانتهاكات، تعد خرقاً للمعاهدات الدولية لحقوق الإنسان والمصادق عليها من قبل اليمن، وخاصة الإعلان العالمي لحماية المدافعين عن حقوق الإنسان. وطالب البيان السلطات اليمنية بإحالة مرتكبي مثل هذه الأعمال ومن لهم صلة بها إلى التحقيق والمحاكم المختصة, مختتماً بمناشدة المجتمع الدولي ومنظمات المجتمع المدني المحلية والدولية التدخل السريع لحماية النشطاء الحقوقيين والشباب وأن يوقفوا مثل هذه الأعمال. وعلى صعيد مشابه تعرضت السيدة/ عزية محمد أحمد علي لإطلاق نار في صدرها من سلاح "12/7" أثناء مسيرة أمس الأول في منطقة كلابة. إلى ذلك أدانت أحزاب اللقاء المشترك بمحافظة تعز المجزرة التي تديرها ما وصفتها بطفمة الشر في صنعاء من خلال الحرس الجمهوري والأمن المركزي وبلاطجة علي صالح، وتضع الشعب اليمني كله وكافة الشرفاء الأحرار في القوات المسلحة والأمن أمام مسؤوليتهم التاريخية تجاه هذه المجزرة البشعة ضد المتظاهرين السلميين في صنعاءوعدن. وأهابت أحزاب اللقاء المشترك بكل قطاعات الشعب اليمني الوقوف صفاً واحداً في وجه هذا النظام الذي يستدعي جرائم النازية، ليمارسها ضد الشعب اليمني والتظاهرات السلمية، مؤكدة أن هذه المجازر لن تزيد شعبنا إلا نضالاً وتضحية حتى يسقط السفاح.