اقتحمت قوات الجيش والأمن المركزي صباح أمس ساحة الشهداء في مديرية المنصورة محافظة عدن وأحرقت خيام المعتصمين المطالبين بإسقاط النظام وكذا نهب فندق الجبل وقتل اثنين من المواطنين وإصابة "19" آخرين، بالإضافة إلى مقتل ضابط وجندي. وقال شهود عيان ل"أخبار اليوم" إن وحدتين من الجيش والأمن المركزي المعززة بالأطقم العسكرية والمدرعات قد قدمت إلى ساحة الشهداء بالمنصورة بغية فتح الطريق العام وأطلقت الأعيرة النارية بطريقة عشوائية تجاه الشباب المعتصمين الذين ردوا عليهم بالحجارة فيما قامت عناصر مجهولة بإطلاق الرصاص تجاه الجيش مما نتج عن ذلك استشهاد ضابط وجندي، مشيرين أنه عقب ذلك واصلت وحدتا الجيش والأمن المركزي قصفها العشوائي على خيمة الشباب وإحراق الخيام الخاصة بالمعتصمين وكذا إحراق وكالة بن معمر لسفريات وطالت السنة اللهب لتلتهم جزءاً من منزل الإعلامي الفقيد/ سالم بن شعيب. وأضافوا أن القصف العشوائي تواصل أيضاً في أحياء وأزقة مدينة المنصورة مما أثار الهلع والخوف من ساكني المدينة، حيث أسفر ذلك عن استشهاد اثنين من المواطنين وإصابة سبعة آخرين بطلقات نارية في أجزاء متفرقة من أجسادهم، نقلوا على إثرها إلى مستشفيات المحافظة للعلاج، إصابة بعضهم وصفت بالخطيرة. وأكد شهود عيان أن الشهيد/ فضل محمد غالب من أبناء منطقة الممدارة، الذي قام باسعاف أحد المصابين بواسطة دراجته النارية الخاصة به إلى مستشفى النقيب وعند عودته للقيام بعمل إنساني بإسعاف مواطن آخر استشهد بواسطة قناصة أطلقت عليه من الجيش أصابته بالرأس. وأكدوا شهود عيان أن أهالي منطقة الممدارة قد قاموا بقطع الطرقات وإحراق الإطارات احتجاجاً على قيام الجيش بقتل أحد أبناء منطقتهم. وأشار شهود عيان إلى أن قوات الجيش والأمن المركزي مازالت حتى اللحظة متمركزة في ساحة الشهداء بالمنصورة وأنه سمع طلقات رصاص متفرقة حتى الساعة التاسعة من مساء أمس وأن هناك ملاحقة أمنية لبعض الشباب. وقد أكد شباب ساحة الشهداء بالمنصورة على مواصلة اعتصامهم حتى يسقط النظام، مستنكرين ذلك العمل الذي قام به الجيش والأمن باقتحام مخيمهم على الرغم من إبلاغهم أن اعتصامهم سلمي. من جانبه حمل المستثمر/ عبدالله أبوبكر صالح صاحب فندق الجبل بمديرية المنصورة، أفراد الجيش المسؤولية الكاملة لقيامهم بقصف فندقه ونهب جميع محتوياته أمام عينه ومرأى العامة من المواطنين. وقال الجبل في تصريح ل"أخبار اليوم": إن الفندق قد أغلق منذ أن تم تنفيذ الشباب العصيان السلمي في ساحة الشهداء "الريوشان" ووضع عليه حراسة، مشيراً أنه فوجئ بقيام أفراد الجيش بقصف فندقه ومن ثم قاموا بكسر باب الفندق ونهبوا جميع محتوياته من بطانيات وأسرة وثلاجات ومكيفات وتلفزيونات تقدر قيمتها بنحو "60" مليون ريال، موضحاً بأن التكلفة الإجمالية للفندق كلفت بمبلغ "2" مليون دولار ويتكون من خمسة أدوار. وأضاف: بأنه قد أبلغ قيادة المنطقة والسلطة المحلية بالمحافظة والأجهزة الأمنية لما تعرض له فندقه من نهب ويطالب باسترجاعها. إلى ذلك أتهم نبيل غانم الناشط السياسي في محافظة عدن جهات مسؤوله لم يحدد اسمها في المحافظة لها صلة بإثارة الفوضى والشغب وقتل المواطنين الأبرياء من خلال توزيعها سلاح لعناصر مأجورة لها صلة بالسلطة.. معبراً عن استنكاره الشديد لقيام الجيش باستخدام القوة المفرطة بحق المعتصمين سلمياً في ساحة المنصورة الذي نتج عنه ترويع الأهالي وإغلاق المدينة بشكل كامل وأحرقت خيام المعتصمين وتأثرت منازل المواطنين جراء القصف واستخدام القوة المفرطة من الجيش. وقال غانم: إن ثورتنا سلمية ونرفض كافة أشكال العنف لكن للأسف الشديد من يريد أن يجرنا إلى مربع العنف.. متسائلاً: أين الدولة وأجهزتها عندما وزع السلاح لأفراد النظام والسلطة بالمحافظة ولا نعلم انتماء تلك الأشخاص الذين وزع لهم السلاح. وأكد أن محافظة عدن مدينة آمنة ولا تعرف أعمال عنف إلا خلال السنوات الماضية وهناك أشخاص في السلطة لا تريد لعدن وأهلها العيش بأمن وأمان.. مترحماً على أرواح الشهداء الذين سقطوا سواء مدنيين أو عسكريين فجميعهم يمنيون.. متمنياً للجرحى الشفاء العاجل ومعلنا وقوفه إلى جانب الأهالي والمواطنين والمعتصمين الذين اقتحمت خيامهم وأحرقت من قبل الأمن، وكذا وقوفه مع الذين نهبت محلاتهم التجارية ودمرت بيوتهم. وأضاف: أن قيام الجيش باقتحام مخيم المنصورة وذلك من أجل دخول اليمن إلى مربع العنف من قبل النظام الذي سعى إلى التهرب من الالتزامات الدولية وليس لديه حل سوى تفجير الوضع في صنعاء وتعز وعدن والتملص من الالتزامات الدولية. وعلى صعيد متصل أدان مجلس التضامن الوطني لقطاع عدن / لحج / أبين مساء أمس المذبحة الممنهجة حد قوله التي أرتكبها النظام بحق الأبرياء من أبناء عدن أمس السبت. وقال رئيس المجلس الأخ/ جميل ثابت ل"أخبار اليوم": إن الجريمة التي راح ضحيتها "شخصان" وإصابة "سبعة" آخرين برصاص أفراد القوات المسلحة المتمركزين بعدن، لن تثني بقية الثوار في السير على خطى إخوانهم الشهداء، والذي سيكون عهداً علينا عدم التفريط بدمائهم. وحمل جميع أعضاء المجلس النظام الحالي المتآكل مسؤولية الأحداث الدامية التي تشهدها عدن واليمن عموماً منذ أكثر من شهرين وأن التاريخ سيؤرخها بأحرف سوداء في مسيرة النظام. إلى ذلك استنكرت نقابة الصحفيين اليمنيين فرع عدن ما قامت به الأجهزة الأمنية في عدن باقتحام ساحة الحرية للاعتصام السلمي في مدينة المنصورة وما نجم عنه من استشهاد وجرح العديد من الشباب المعتصمين سلمياً والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة بالإضافة إلى ترويع الساكنين وإلحاق الضرر بمنازلهم من خلال استخدام الأمن لكافة الأسلحة الخفيفة والثقيلة كالدبابات والمضادات للطيران. وأكدت النقابة في بيانها عن استنكارها وإدانتها الشديدين لهذا العمل الإجرامي الذي يتنافى مع أخلاقيات الشعب اليمني والقيم الإنسانية.. مشيرة أن ما أقدمت عليه الأجهزة الأمنية تعد بداية لنوايا السلطة في جر البلاد إلى أتون حرب أهلية من خلال اقتحام ساحات الاعتصامات كبداية لاقتحام الساحات في بقية المحافظات خاصة في الوقت الذي تستعد فيه دول مجلس التعاون الخليجي إلى حلحلة الأوضاع في اليمن من خلال المبادرة المقدمة منها. ودعت نقابة الصحفيين في ختام بيانها السلطة المحلية والقيادات الأمنية والعسكرية في المحافظة إلى عدم تحميل عدن مالا طاقة لها به، فإنها تناشد كافة القوى الوطنية في المحافظة والمنظمات الحقوقية والإنسانية والمنظمات الدولية والعربية والمحلية الوقوف إلى جانب الشباب المعتصمين سلمياً في ساحات الحرية والتغيير بعدن، التي تعرضت للاعتداءات من قبل قوات الأمن والجيش. وقد حصلت الصحيفة على أسماء المصابين من المواطنين وهم: 1. خالد علي علوي 36 عاماً. 2. عمار حسين عبدالله. 3. مصلح محمد سيف. 4. عبدالكريم محمود عبدالرب. 5. قائد قاسم . 6. أيمن محمد سعيد. 7. يسلم صالح.